كتب / زكريا رمزى
يا الهنا العظيم الاسم ، الازلى الوجود لقد وصل العالم الى النهاية التى تحدثت عنها , فها هو الاخ يقتل اخيه , بل وصل الامر الى ان الابن يقتل أبيه ، لقد وصل الانسان الى اقصى درجات الخطيئة والظلم لاخيه الانسان بل والى نفسه ، نعم ياسيدى لقد وصل بالانسان الى مرحلة فجة من الفجور جعلته يقدم على ان يقتل نفسه ،الدم يسيل فى كل مكان حتى تشبعت الأرض منه ، ها هى امة تقوم على أمة واضطربات وحروب واخبار حروب فى كل مكان ، ضد المسيح يوجود فى كل مكان بل اضداد المسيح يمتلأ العالم منهم بل ويجذبون اتباع لهم وهم فى زيادة مستمرة ، تكاثر الاشرار على الكنيسة والمؤمنين من كل مكان ، من الداخل والخارج ، يا سيدى لقد تغير الانسان عن طبيعته النقية وتجرأ واعتبر نفسه انه إله ، الانسان الذى خلقته يارب من تراب يقول الان انه هو الذى خلق نفسه ، ها هو الالحاد يملأ العالم شرق وغرب ،  واتباعه يعتبرون انفسهم على الصواب ويسألون المؤمنين أين هو إلهكم ؟ لماذا يصمت وأنتم تعانون ؟  ولا نجد جواب يقنعهم فهم الذين تمردوا عليك وعلى كل مقدسات ،

هل لنا ان نقنعهم بكلام هم انكروه وابتعدوا عنه ؟ هاهم المشردين والفقراء يعانون بينما الاغنياء يدسون عليهم بلا شفقة ولا رحمة ، اين انت يارب من كل هذا ؟ نعم اعرف انك موجود وانت ضابط الكون لكن الكثيرون اعتبروا ان الكون بغير ضابط ، فاطاحوا بكل القيم والمواثيق الانسانية ، انهم اعتبروا أن القتل هو الذى يقربهم منك يا الهى ، فهناك من يقتل لكى ينال رضاك وهناك من يرتكب كل الحماقات ليرضيك ، وهناك من يعتبر المحبة التى تحدثت عنها درب من دروب الخيال ، لقد تثقل العالم بالهموم والاحزان وصار لا يحتمل الخليقة ، الجميع اصبح يئن ويتوجع ، متى تعود يارب لتخلص العالم من أوجاعه وتعيد بالبشرية الى طبيعتها الاولى التى افسدتها الخطية ، متى تنهى هذا الخراب الذى يفعله الانسان فى كل شىء جميل خلقته ؟ لقد خرب العالم ولم يتبقى الا القليلون هم الذين تتسع قلوبهم للمحبة ،

يا اله العالم والكون تقدم الان قبل ان يفنى الانسان نفسه بنفسه ويصير عدم , لا يوجد شبر واحد على الارض الا ويمارس فيه الشر والقتل ، لقد حادت البشرية عن طريق الخير ، واصبح الخير عبارة عن مصطلحات يتشدق بها الاقوياء ليسيطروا على الضعفاء , لقد ظن البعض انك غير موجود بسبب صبرك وتأنيك عليهم ، فصاروا يهدمون فى كل معابد الايمان ، لقد قوى الشيطان وقبض على العالم بقوة ، فمتى تأتى لتطلقه من بين يديه ، اين انت يارب لماذا تختبىء فى ازمنة الضيق ، اظهر بمجدك الان لان الجميع اصبح لا يحتمل الحياة