بقلم - أماني موسى
في تسارع مدهش للأحداث وبينما يطالب عدد ممن يلقبون بالنخبة والمثقفين وعلى رأسهم د. سعد الدين إبراهيم بإجراء مصالحات مع جماعة الإخوان الإرهابية، وترويج إعلامي لتلك المصالحة المشئومة بما يجعلك تضع يدك على قلبك في خوفًا من أن تتم تلك الصفقة القديمة المتجددة بين الأنطمة الحاكمة والتيارات الدينية التي تعلن الهدنة فقط لاستجماع قواها وحين يأتي الوقت المناسب تنقض على فريستها بلا رحمة ولا هوادة.. فالمعركة هنا معركة بقاء.

وتحت عنوان "هل تستعد القاهرة لفتح صفحة جديدة مع الإخوان" نشرت صحف العالم راصدة تلك الدعاوى لإجراء مصالحات مع الجماعة الإرهابية، ليس هذا فقط كل ما في الأمر، بل حين قررت محكمة جنايات القاهرة إخلاء سبيل قادة في "تحالف دعم الشرعية" التابع للجماعة الإرهابية، وكذلك الإفراج عن  كلاً من رئيس حزب "العمل" مجدي حسين، والقيادي في الحزب مجدي قرقر، والشيخ السلفي فوزي السعيد، ورئيس حزب "البناء والتنمية" نصر عبد السلام، والقيادي في "حركة الجهاد" محمد أبو سمرة وآخرين، فيما سبق هذا القرار بعدة أيام الإفراج عن محمد الظواهري شقيق "أمير" تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وعدم تنفيذ حكم الإعدام بحق عادل حبارة قاتل جنودنا بدم بارد في سيناء والذي أجهر بعداءه للوطن والجيش والشرطة بشكل جلي أثناء جلسات محاكماته، واتهامه للقضاة بالكفر وهذه عقيدة راسخة لدى هذا التيار فهم خلقوا ليحاربوا ويقتلوا ذلك المجتمع الكافر.

مصر لم تتوقف في مواقفها المستجدة حيال "الإخوان" عند من في السجون فحسب، بل وأفسحت مجالا واسعا لأنصارهم في الخارج؛ حيث وافق الرئيس على عودة الإعلامي المصري طارق عبد الجابر، مقدم أحد البرامج في قناة "الشرق" "الإخوانية" إلى مصر.
كما نرى موقف مصر الجديد من حركة "حماس"، أحد أجنحة "الإخوان" في فلسطين، عندما اجتمع رئيس جهاز المخابرات المصري اللواء خالد فوزي باثني عشر من قادتها البارزين، على رأسهم موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ومحمود الزهار، وزير خارجية حكومتها المقالة. ووفق تسريبات، طلب فوزي من الحركة فك ارتباطها بـ"جماعة الإخوان"، وهو ما تمت ترجمته بإزالة صور مرسي والشيخ حسن البنا من شوارع غزة ومساجدها.

لعل ما سبق يضعنا أمام عدة مخاوف أو ربما تساؤلات مشروعة: هل يرتكب السيسي أخطاء السادات؟ هل يفتح صفحة جديدة مع هؤلاء المجرمين التقلة أعداء الدين والوطن والإنسانية؟ هل تسقط جرائمهم الدموية مقابل مصالح؟ هل سيعودون مجددًا للمشهد السياسي بعد تقليم أظافرهم من قبل الدولة؟ نأمل أن تبقى هذه الأسئلة محض ظنون لا مجال لها في أرض الواقع للحدوث.