بقلم - أماني موسى
من أكتر الأمور اللي توصلني لمرحلة عالية من الاستفزاز هي اللي بياخد الجواب من عنوانه ويتحفك بتعليق أو رد على موضوع مكلفش خاطره حتى يقراه قبل ما يفتح بقه ويتحفنا بآرائه.

الأخطر من الجاهل هو الأخ والأخت "الفهلوي" اللي بيقولوا عنه بيقرا الجواب من عنوانه، أهو عالأقل الجاهل معروف أنه جاهل وخلصت القصة، العرض والمرض واضح، لكن الأخ الفهلوي الغبي الناشط ، تلاقيه بياخد العنوان لأي حدث لأي موضوع لأي قصة في أي وقت بأي حتة ويبني عليها رأي سعادته العظيم.. دة مش مشكلة أوي.. المشكلة الحقيقية تتلخص في نقطتين:

الأولى أن رأيه دة مبقاش بيحتفظ بيه لنفسه ويستمتع هو وغباءه كدة على انفراد، لكن بيصدرلنا دة عبر اللي بيطلق عليه الآن وسائل التواصل الاجتماعي، وياريته حتى بيصدر رأيه على أنه رأي.. لأ دة بيقوله على أنه العالم ببواطن الأمور، الدارس الأكاديمي المتحزلق، ويسمعه آلاف البشر ويمشوا وراه زي القطعان.

الثانية: أنه بيطرح رأيه مش كوجهة نظر تحتمل الصح أو الخطأ وتعبير عن الرأي، لكن باعتباره الصح المطلق، الحق الأوحد، مش من باب النقاش لكن لإلزامك باعتناق فكرته اللي هو حتى مقراش عنها.

موضوع هري اليوم "البابا سافر القدس" 

موضوع هري الأمس بوتين وأردوغان

مش معقول أبدًا ولا منطقي حالة الفتي اللا إرادي اللي صايبة تلات أرباع المصريين، كلنا خبراء عسكريين بنفتي في موضوع روسيا وبوتين، وخبراء سياسة بنفتي في أن البابا سافر القدس، وكلنا خبراء في الطب بنفتي في صلاحية علاج السوفالدي لمرضى الكبد، وكلنا خبراء ري بنفتي في موضوع سد النهضة.. مش معقولة أبدًا مبقاش حيلتنا إلا الكلام، أما الشغل والإنتاج دة تخصص الغرب الكافر مش تبعنا.

مش عيب نقول مش عارفين أو مقريناش عن الموضوع دة أو مش ملمين بمعلومات واسعة عنه.
الأخطر من الجهل هو إدعاء المعرفة، الأول بيغرق السفينة والثاني بيوهمها أنه يسير بها في إتجاه بر الأمان وهو لا يعلم من أمره شيء فيقودها نحو الهلاك.