بقلم - أماني موسى
مش أحسن ما نبقى زي سوريا والعراق.. دي مش عبارة مستهلكة، أبدًا أبدًا، سعادتك ممكن تشوفها كدة عشان أنت قاعد مريح في أمان في بيتك ولا بشغلك أو قاعد ورا شاشة كمبيوتر بتهزي على الكيبورد أو بتهزي قدام كاميرا تلفزيون... مش محاصر مثلا بمسلحين جايين يدبحوك أنت وعيالك ويغتصبوا مراتك ولا بنتك ولا أختك قدام عيونك، ولا حواليك صوت طيارات ودبابات وريحةدم هنا وهناك وبتودع أحبائك اللي ممكن يروحوا قدام عينيك في أي لحظة.

بتقولها وأنت ببيتك في أمان، مصحتش الصبح لقيت بيتك مش موجود، ولا وظيفتك، ولاعيلتك بقت مجرد ذكرى مؤلمة تتكلم عنهم بصيغة الماضي، وإن قُدر ليك النجاة هتبقى هربًا في رحلة مخاطرة عبر الحدود واحتمالية موتك غرقًا ولا على أيدي مسلحين ولا حتى جوعًا ، ومتنساش أنك مش هتهرب بعيلتك كاملة سليمة.

العبارة دي "كبد الحقيقة" تستوجب التدقيق والفهم والشكر لله ثم القوات المسلحة المصرية، اللي بيحصل للسوريين على أيدي داعش من قتل لذبح لاغتصاب لحرق لرمي بالرصاص لإغراق دون تفرقة لطفل لست لراجل لعجوز لمريض، وحالة عامة من الدمار تفوق الإدراك البشري، حتى لفظة الوحشية لا تعبر عن فداحة اللي بيحصل.

المئات اللي بيموتوا يوميًا بالنسبة لنا أرقام على شاشات لكن بالواقع هما مآسي وقصص إنسانية مؤلمة، ممتدة لذويهم.

ملحوظة صغيرة للأخ والأخت الحنجوريين المناضلين، وأنت فاتح حنجورتك وعمال تصرخ بتطالب بالإصلاح والتغيير بص لنفسك في مرايا الحقيقة واسأل نفسك أنت ماذا قدمت للوطن؟ وخلي بالك لو الوطن راح ولا شيء راح يبقى.

لما تشوف القتل والدم من حواليك وعلى حدودك أستحي على دمك وأنت واقف تصرخ عشان الكهربا عندك قطعت ولا المرور زحمة!