Oliver كتبها
- حامل الصليب هو حامل المسيح .
صار مثل العذراء حين حملت المسيح إلى بيت أليصابات فصار بيتها سماء ثانية.جلس المسيح فى كل النفوس في بيت زكريا بدءاً من الجنين يوحنا كذلك أمه القديسة أليصابات و رجلها الشيخ الصامت زكريا.هكذا كان أبونا بيشوى حامل المسيح أينما ذهب.
 
- القديس بيشوى هو الرجل الذى عرف مهمته في الحياة منذ أن بدأ يتعلم الخدمة.كان خلاص النفوس شاغله و شغلته الوحيدة.فلم تشغله أنشطة مع أنه إهتم بها.
 
لم تشغله مناصب مع أنه كان أب  الكبار في الكنيسة و خارجها.لم ينشغل بذاته بل بذلها و صار خادماً لأخوته الكهنة الأصغر منه.
 
-حين ننظر لأبونا بيشوى في المهجر سنجده نفس أبينا بيشوى في الإسكندرية. نفس القلب و التوجهات نفس محبة المسيح التى تنمو يوما فيوماً.نفس إحساسة بمسئوليته عن كل انسان .نفس موهبته في صيد النفوس.منحه الله مفتاح الشخصيات التى يخدمها فعرف مدخلاً لها للمسيح.نعم نحتاج آلاف النسخ من أبونا بيشوى كامل.
 
- القديس بيشوى مع القديس البابا كيرلس مع أبونا مكارى (أنبا صوئيل أسقف الخدمات فيما بعد) و أبونا داود مرقس و القمص ميخائيل إبراهيم والقديس يسطس الأنطونى و غيرهم كانوا ضمن قديسى تلك المرحلة.فى قلوبهم خبايا التاريخ الحقيقي للكنيسة.أبونا بيشوى واحد من صناع ذلك التاريخ.في خدمة الطلبة و المغتربين و في علاقات الكنيسة بالكنائس الغربية و في تأسيس الخدمة بالمهجر و فى العمل الفردى و التعليم و رغم هذا لم تصدر عن القديس أبونا بيشوى ما يكشف هذا الدور العظيم المؤثر و هذا هو إتضاع القديسين.
 
-محبة الصليب هو صليب المحبة.لذلك إحتمل القديس بيشوى كل ما جاز عليه بفرح .كان يعيش في السماء أينما سار و حيثما خدم.كان يضع النفس التى يخدمها قدام المسيح.لم يكسب أحداً لنفسه و لم يصنع شعبية فى أى مكان لكن لأنه حمل المسيح و أكرمه فقد جعله الرب قديساً لشعوب كثيرة.
 
-كان يصلي القداس كالشارويبم واقفاً قدام عرش الله.لا يرمش بعيداً عن هذا المنظر الرهيب.لا أدري ماذا كان ينظر لكنني أدري ماذا كان يؤمن.كان يعرف أن مذبح الله هو عرش الله و أن المسيح عمانوئيل كائن معنا اليوم و كل يوم للذبيحة.
 
- كانت عيناه حمامتان تلتقطان النفوس الجريحة و المتجربة و المنبوذة و المرفوضة و الطريدة و ذات السمعة السيئة.كان قلباً شبعان حباً ففاض بمحبة المسيح الكامنة فيه نحو كل وجه .إن أبونا بيشوى درساً حياً يستمد سطوره من إنجيل المسيح.كان يجدد لقاءات المسيح مع العشارين و الخطاة و مع التي ضبطت في ذات الفعل و مع زكا و مع الذين شتموه و حتى مع الذين طردوه من مصر.
 
-لأن قلبه شبعان من روح الله فقد فهم كلمة الله و فسرها ببساطة و عمق سابقاً جيلاً كاملاً من المعلمين و هو غير المتفرغ للتعليم.ترجم كتباً تتلمذت عليها أجيال من الصغار صاروا الآن قامات روحية كثيرة.فتح من قلبه مدرسة روحية للبذل على مثال المسيح.تحققت المعجزة بدءاً من الكنيسة التي يخدمها إذا صارت النموذج لكنائس كثيرة لأنها الوحيدة التي شهد لها أن آباؤها الكهنة بإختلاف شخصياتهم يحبون بعضهم بعضاً.كان أبونا بيشوى سهم المحبة في قلب أخوته هذه التى نفتقدها في كنائس كثيرة.
 
-هذا القديس علم الشباب القراءة بنبذات الصغيرة توبت كثيرين.كانت الكلمات مشتقة من إنجيل يتمتع القديس بيشوى بما فيه من عمق و ثمر.نبذاته توبخ مجلدات كثيرة مملوءة من السطحيات و عظات كثيرة ليس المسيح مركزها.لذلك صار البعض يتعلم السطحية فى الخدمة و في الكنائس؟ ليتنا نعد إلى مستوى تأملات القديس بيشوى كامل.من يعيش الإنجيل تكون أعماقه من أعماق الله كما صار قديسنا المبارك.
 
- نحن لا نبحث عن معجزات للقديس بيشوى أكثر من توبة النفوس و إلتهاب قلبها بالمسيح.هذا هو الذى يؤهلها للسماء.هذه معجزة المعجزات.هذا إحياء النفس إلى الأبد.
 
هذا عمل المسيح له المجد و من محبته أشرك خدامه المخلصين فى هذا العمل و لذلك ليت معجزة الجميع تكون خلاص النفوس. 
لذلك لم يكن غريباً أن يعترف المجمع المقدس بقداسة أبوينا الطاهرين القمص بيشوى كامل و أبونا يسطس لتطلب شفاعتهما مع العذراء و جميع القديسين فى هيكل الله قدام ذبيحة الخلاص الذى قضيا حياتهما يبشران به.