عبد المنعم بدوى
مصر هي ام الدنيا  ...  وكذلك ابناءها يمتلكون قدرا كبيرا من الذكاء والفصاحه والحصافه ، ومن ابناءها العظام ،  قداسة البابا شنوده الثالث بابا الاسكندريه وبطريرك الكرازه المرقسيه ،  الذى يصادف اليوم 17 مارس ذكرى رحيله في عام 2012 .
 
 هو البابا رقم 117 ،  جلس على كرسى الباباويه في 14 نوفمبر 1971 ...  وعلى مدار أربعون عاما تولى فيهم زمام الكنيسه القبطيه ، تطورت في عصره بصوره كبيره ، وكان يقول عن هذا التطوير : اننا لانتحدث عما فعلناه نحن ، بل عما عمله الله على أيدينا .
 
عرفنا البابا شنوده ، وطنيا صلبا فى الحق ، لايميل مع الهوى ، حادا كحد السيف ، من كلماته " لن نذهب للحج الى القدس ، إلا بجانب إخواننا المسلمين "  .
 
كان شاعرا وفيلسوفا ، ويمتاز بالذكاء الحاد ، وخفة الدم ، وسرعة البديهه ...   في احد اللقاءات كان يوقع بعض الأوراق ، وقام احد الحاضرين بالاحتفاظ بالقلم الذى كان يوقع به كتذكار ، لكن البابا شنوده اصر على ان يسترد القلم رغم انه قلم عادى ورخيص السعر ، ثم قال لصاحبه سوف تقوم غدا بكتابة مقالات ، تهاجم فيها النظام السياسى ، وتكتب " المقال بقلم قداسة البابا "  .
 
ما لان البابا شنوده ولا استكان او ضعف ، بل كان حتى اخر ايامه ، قوى الشكيمه ، فولاذى الاراده ، معتمدا دائما على الله ، وعلى المصريين اقباطا ومسلمين ، الذى نذر حياته لخدمتهم   ....