Oliver كتبها 
الله صانع الخيرات الذى وعد أن نسل المرأة يسحق رأس الحية حقق وعده بعد خمسة ألاف سنة من الخليقة.طال الزمن لكي يحول السقوط إلى خلاص وقيام بالمسيح يسوع.إنتظار زمن الخير يمكننا من عبور أزمنة الضيق.زمن الله ليس مرتبطاً بدقات الساعة الأرضية.
 
نعم نؤمن بالله القائل أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبونه.هذا الوعد عاش عليه يوسف الصديق حتى قابل أخوته فى مصر قائلا أنتم أردتم بى شرا لكن الله أراد بى خيراً. إحتاج تحويل الشر ضد يوسف إلى خير زمناً طويلاً.منذ إلقاءه فى البئر حتى لقاء أخوته عبرت إثنتان و عشرون سنة من الذل و الأسر و الظلم و لم يبدو أن هذا الخير سيأتى.لكنه أتى فى وقته.
 
إحتاج أيوب البار سنوات حتى يرى كيف يحول الله التجربة إلى بركات.سنوات كل ثانية فيها كانت زمناً مريراً طويلاً.لكنه واثق فى الذى يستطيع أن يحول الشر إلى خير.و قد تحقق فيه الوعد.
 
عين الرب داود ملكاً بيد صموئيل النبي العظيم لكن داود لم ير يوما مفرحا منذ ذلك الحين.هاج عليه شاول الملك و طارده زمنا طويلا حتى مات شاول.كان داود متعثرا فى ملكه .ضايقته الخصوم القريبين و البعيدين.إبنه و الأسباط التى وقفت ضده خصوصا سبط بنيامين بقيادة شبع بن بكري 2 صم 20كما قام ضده الغرباء من الممالك المحيطة به.لقد تعب داود فى بناء مملكة متعثرة الولادة.رغم القسم الإلهى بأن يكون داود و ثمرة بطنه إلى الأبد ملكاً على كرسى صهيون هذا.كانت راحة القلب عزيزة على داود.إنتظر طويلا لكي يرى الفخ ينكسر و هو ينجو مع الشعب.لكنه بقى على إيمان لا يتزعزع. 
 
لا توجد ضيقات عبرت على الكنيسة كالطيف بل كلها كالجبل الثقيل لكن فى النهاية تحقق وعد الرب و سيبق يتحقق أن أبواب الجحيم لن تقوي عليها.ظل الإستشهاد مائتى عام يحصد رقاب المسيحيين فى الإمبراطورية الرومانية .ثم جاءت الهرطقات التى ظلت تعصف بالعاثرين ثلاثمائة سنة.لقد إنتظرت الكنيسة هذه المئات من السنوات لكى ترى كيف أن الله يقصف كل آلة صورت ضد سفينة النجاة.
 
نعم نؤمن بزمن الخير لكن لسنا نحن من يحققه و لا من يحدد أوانه.نحن فقط نؤمن و نتوقع بالصبر.
 
إيماننا بالوعود الإلهية يلزم أن يصاحبه صبر بثبات و رجاء حتى تأتى أوقات الفرج.
 
الله وضع الأزمنة فى سلطانه.و وضع الوعود فى قلوبنا.فالخضوع للسلطان الإلهى هو الوسيلة الوحيدة لتتحقق لنا وعود الله.لا تتحقق الوعود بصورة آلية.و لا تتحقق لمن لا يصبر بإيمان ثابت.دورنا البشرى أن نطلب و نسأل فلا تهتز ثقتنا فى الله مهما عبرت السنين.حتما سيتم فى أفضل وقت يختاره الله .
 
كثيرا ما ننتظر أمورا حياتية دون أن نتبرم أو نكل.ننتظر و نتعب طويلا  لأجل شهادة علمية أو لأجل إقتناء بيت أو تأسيس عمل أو زواج أو هجرة أو جنسية  وفى كل هذه يبقينا الطموح صامدين و ننتظر حصاد الصبر برجاء و عزم.فكيف و الأمر يتعلق بأبديتنا.أليس بالأولى ننتظر بفرح كمن تنتظر زفافها.لهذا يدعو داود النبي منتظرى الرب أن يتشجعوا.شجاعة القلب فى إنتظار الرب مز31: 24
 
ننتظر الرب و لا نتعجله لأنه ينتظرنا و يطيل أناته علينا .فلنكن على شبهه.كل إنتظار للرب له إكليل.إنتظر الرب فيتحقق وعد الرب لك.إن زمن الخير سيتم.فى قوة و سلطان مجد الرب .
 
المسيح هو الخير الأبدى.