عبد المنعم بدوى
المقصود بـ  درويش هو المخرج  " احمد فؤاد درويش " و "حجى "  هو المثقف الشهير " طارق حجى "  ...   انا ودرويش أصدقاء طفوله ومن جيل واحد .. كلانا علمتنا ثورة يوليو خطواتنا الأولى  وغرزت فى وجداننا اغانى الأمانى وأناشيد المعارك ، وكلانا سالت دموعه حينما فقدنا الحلم دون أن نفقد الأمل في هزيمة 5 يونيو  1967  .

كان والدى ووالد درويش زملاء عمل فى  " شركة آبار الزيوت الأنجليزيه المصريه " فى مدينة رأس سدر بسيناء على خليج السويس  ، حيث توجد حقول بترول الشركه ، وفيها التقينا انا ودرويش وكان عمرى وقتها 8 سنوات ودرويش عمره 7 سنوات ، وكنا نسكن فى فيلتين متجاورتين ، وكانت الأسر المصريه فى تلك البلده محدود للغايه وباقى العاملين من الأسر الانجليزيه  .

ولاتغيب عن ذاكرتى وقائع تأميم جمال عبد الناصر لقناة السويس عام 1956 ، وكان عمرى وقتها  10 سنوات  ، وفى يوم من شهر أكتوبر 1956 عندما كانت الأسرتان تجلسان حول الراديو لسماع الأخبار ... صدرت التعليمات لجميع أسر العاملين بالشركه بمغادرة البلده فورا والتوجه الى مدينة السويس ، لأن القوات الأسرائيليه أجتاحت سيناء وأصبحت على مشارف المدينه ... نجح العاملين فى الشركه وأسرهم فى الهروب من الوقوع فى أسر القوات الأسرائيليه ، والوصول الى مدينة السويس ليلا فى الظلام قبل أقتحام القوات الأسرائيليه المدينه ...

بعد أنتهاء الحرب فى ديسمبر 1956 ، وأنسحاب إسرائيل من سيناء ، غادرنا مدينة السويس ، وعدنا الى مدينة رأس سدر لنجدها مدينه منهوبه مدمره بالكامل حيث دمرت القوات الأسرائيليه جميع المبانى والطرق ومنشآت آبار البترول قبل أنسحابها ... فى تلك الأثناء أنضم الى العاملين بالشركه فى رأس سدر ، عائله جديده لمهندس مصرى شاب لديه بنت وولد ، الولد هو " طارق حجى "  .

وحينما أفترقنا لزمن ــ أنا ، ودرويش ، وحجى ــ ... أتجه درويش للدراسه بالمعهد العالى للسينما ، وعمل مخرجا سينمائيا ،  لكن شغفه بالسينما التسجيلية جعله يترك ــ السينما الروائيه ــ ليصبح واحد من المخرجين المتميزين للسينما التسجيليه المصريه . بينما عمل حجى في مجال البترول حتى اصبح  فيما بعد المدير الأقليمى لشركة شل العالميه لمنطقة الشرق الأوسط والمفكر والمثقف المصرى الشهير   .

كلما تذكرت بعض اصدقاء الطفوله والاحداث التي عشناها معا في طفولتنا  ،  اجد نفسى اعيش في حيرة والقلق على المستقبل    .