عبد المنعم بدوى
الوالى محمد على هو من ادخل زراعة القطن فى مصر ، فأمر بحفر الترع والرياحات  بهدف استصلاح ملايين الافدنه لزراعتها بمحصول القطن حتى  اصبح اهم الصادرات المصريه ، واطلق عليه ( الذهب الابيض ) ، فكان مصدر الدخل الاساسى لميزانيه اللدوله ، ومصدر الدخل الاساسى للفلاحين  ، ومن بعده جاء اسماعيل فزادت اهتماماته بإنشاء شبكات الرى الحديثه ، وتم حفر الترع والرياحات بطول مئات الكيلومترات  فى الوجهين القبلى والبحرى  لزيادة الحصيله من محصول القطن .  واصبحت بورصة القطن المصريه البورصه رفم واحد فى العالم .

لكنه نتج عن تلك المشاريع  انتشار مرض البلهارسيا انتشاراً واسعاً فى كل انحاء مصر ( كان قبل ذلك مرض محدود جدا فى بعض قرى الصعيد فقط )  فأصيب به الملايين من الفلاحين ، ومن مضاعفاته تليف الكبد الذى يسبب الضعف والهزال وايضا نقص فى هرمون الذكوره الذى يسبب الضعف الجنسى لدى الرجال ، ومن اعراضه نزول قطرات من الدم مع بول المريض ،  حتى قيل ان الرجال المصريون يحيضون مثل النساء .

وانتشرت الشائعات فى القرى والمدن بان تعاطى المخدرات ( الحشيش والافيون ) يعوض الضعف الجنسى الناتج من البلهارسيا  ، فانتشر تعاطى المخدرات وخصوصا الحشيش لرخص ثمنه النسبى  ، وزادت نسبة الطلب عليه زياده هائله ، وتضاعفت ألاف المرات اعداد متعاطيه واعداد المتاجرين فيه  ، ولم يكن احد من المصريين يعرف عن تلك المخدرات شيئ من قبل  .

كان المطرب عبد الحليم حافظ من ضمن المصابين بالبلهارسيا بسبب السباحه مع اصدقائه  وهو طفل فى ترعه قريتهم " الحلوات "  مركز الزقازيق ( ولم يعالج منها فى حينه ) ، نتج عنها اصابته بتليف فى الكبد ونقص فى هرمون الذكوره فاصبح صوته " نادرا " فهو - خليط -  من الصوت النسائى والصوت الرجالى  ، وكان من اهم اسباب نجاحه كمطرب .

ويا سبحان الله  ...  كما كانت مشاريع الرى وزراعة القطن سبب الرخاء الاقتصادى لمصر كانت ايضا السبب فى اصابة ملايين الفلاحين بالبلهارسيا وسبب انتشار تعاطى الحشيش بين المصريين  ...

وكانت البلهارسيا ايضا السبب فى شهرة عبد الحليم حافظ لجمال ونعومة صوته ، وكانت ايضا سبب فناءه ، فمات فى سن صغيره بعد معاناة طويله من مرض دوالى المرئ  بسبب البلهارسيا    ...   " إن فجائع الدهر انواع منوعه  ، وللزمان مسرات واحزان