د. عايدة نصيف
أتذكر قبل الست سنوات الماضية المشهد المصرى على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني، كانت مصر موضوعا لجماعة الإرهاب الدولي وعملهم الدؤوب لتغيير خريطة مصر على كافة الأصعدة ، فجاءت ثورة 30 يونيو وكسرت شوكة المؤامرات ضد مصر وضد الشعب المصرى.. تلك المؤامرات التى كانت تحاك من التيارات المتشددة والإرهابية..
 
بل كانت ثورة 30 يونية ملحمة وأيقونة أمام العالم كله للحفاظ على ارض الوطن بتضامن وتعاون كل الأطراف الوطنية من شعب وجيش وشرطة وكل المؤسسات الوطنية. وبعد انتخاب الرئيس السيسي كرئيس لمصر تسلم مصر منذ ست سنوات بالضبط وبها الكثير من المشاكل على كافة الأصعدة والتحديات سواء الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية.
 
فقد رأينا ذلك في السنوات السابقة، وحتى اللحظة الحاضرة من علاقات دولية وإقليمية تمثل حراكًا سياسيًّا تاريخيًّا، وخاصة بعد أن فقدت مصر في السنوات السابقة علاقاتها بكثير من الدول بقصد أو بغير قصد، فاستعادت مصر علاقاتها مرة أخرى بقيادة الرئيس السيسي بصورة كبيرة على الصعيد الإقليمي والدولي، وبدأت تنظر إلى قضية السلام في المنطقة وقضية مكافحة الإرهاب..
 
بل تجاوزت مصر التحدي الأكبر في إقامة علاقات على المستوى الدولي والإقليمي بخطوات ثابتة على منهجية وطنية لبناء علاقات استراتيجية مع دول متعددة على مستوى العالم ، وذلك يدل على إدراك ووعى الرئيس أن العلاقات الدولية أحد أذرع الأمن القومي لمصر وفهم عميق للظروف المحيطة.
 
وذلك على مستوى العلاقات الخارجية أما إذا نظرنا إلى الداخل سنجد الإصلاحات متعددة خلال الست السنوات الماضية فمصر تعمل خارجيا وداخليا على جميع المستويات، وأتذكر عندما استلم الرئيس السيسي الدولة كان هناك فقر فى الكهرباء والآن تم إنشاء أكبر وأحدث محطات كهرباء..
 
حتى شبكة الطرق كانت متهالكة أما الآن فيوجد لدى مصر شبكة طرق محترمة من الطرق الجديدة والكباري والأنفاق. وهذا ما نشعر به كمواطنين عند السفر أو التحرك فى اتجاهات متعددة، بل أتذكر أن مصر كانت على وشك الإفلاس من جراء حكم الإخوان والفاسدين أما الآن فالاقتصاد يتعافى ومستقر حتى فى أشد الأزمات ألا وهى أزمة كورونا.
 
يكفى أنه كان فى مصر عدد كبير جدا من المصابين بفيروس سي، وكثير منهم تعرض للموت بسبب ارتفاع تكلفة العلاج، والآن مصر خالية تماما من الفيروس ، بل عندما نتطرق إلى ملف العشوائيات نجد الرئيس الإنسان يعمل جاهدا لإقامة أماكن للعيش الكريم.
 
 
هذا من جانب ومن جانب آخر ملف سيناء ومواجهة الإرهاب وتنويع مصادر السلاح بالجيش المصرى بل الإصرار على تعمير سيناء وربطها بباقي محافظات مصر عن طريق الأنفاق بالإضافة إلى مشروعات كثيرة ومتنوعة فى محافظات متعددة. بل أُثمن الدور الكبير الذى يقوم به الرئيس فى ملف المواطنة وتفتيت الطائفية التى بنيت فى أكثر من أربعين عاما مضى، هذه القضية التى هى جوهر الُلحمة الوطنية للشعب المصرى وهى صمام الأمان لمصر الحبيبة.
 
وأدرك عزيزي القارئ أن مصر تحتاج المزيد والمزيد فى الفترة القادمة وهذا يتطلب مؤسسات أكثر وعيًّا وفهمًا وقادرة على العطاء ومساندة الرئيس ومصر من خلال المجالس النيابية والمحلية القادمة؛ حيث نأمل أن تضم أعضاء لهم رؤية العطاء والبناء والمساندة لمصر ولرئيسها المخلص.
 
 
نحتاج فى الفترة القادمة إلى عقول مخلصة فى هذه المجالس تساند الرئيس وتساعده فى مهامه الجسام. وتحتاج الفترة القادمة أيضا إلى تضامن كل مؤسسات المجتمع المدني فى كل مكان فى مصر بصورة فاعلة، كما تتطلب الفترة القادمة أن يكون المواطن أكثر وعيًّا وهذا ما احتاجه الشارع المصرى فى أزمة الكورونا لأن إشكالية الوعى تتطلب جهودا كبيرة من القائمين على الثقافة، وقد غاب هذا الدور المتمثل فى وزارة الثقافة وأيضا الإعلام له دور كبير فى ذلك.
 
فقد فعل ويفعل الرئيس السيسي الكثير ومن معه من المؤسسات الوطنية فى ست سنوات من أجل المواطنين بصفة عامة ومن أجل البسطاء بصفة خاصة ومن اجل مصر، وأتوقع المزيد فى الفترة القادمة؛ فكثير من التغيرات الإيجابية فى ملفات عديدة ستُعلى شأن مصر أكثر فأكثر.