ميشيل حنا الحاج
غموض يصاحب هذه المعركة التي يصاحبها الكثير من التعقيد. فهل تسعى المعركة لتحرير ادلب من الارهابيين، بعد أن عملت المفاوضات طويلا على ترحيلهم من مواقعهم المتفرفة التي تواجدوا  فيها خلال سنوات الصراع السابقة، حاشدة اياهم في ادلب، أو على امتداد الحدود مع سوريا. ويرى البعض أن هناك احتمال قد لا يكون مستبعدا، يقتضي قيام تركيا بضم المنطقة التي يتواجدون فيها الآن  (أي ادلب)، الى تركيا مضيفين بالتالي لواء اسكندرون آخر لأراضيها؟ أم ترى تمهد المعركة للتمهيد لشيء آخر كقيام تنظيم القاعدة بنقل قيادتها من افغانستان للشمال السوري؟

فمنذ اكثر من سنتين، تسعى الحكومة السورية  لطرد الارهابيين الى خارج أراضيها. لكن الحل السهل ظل يقودها الى طردهم من اماكن تواجدهم الى محافظة ادلب مرة،  والى مناطق أخرى بمحاذاة الحدود التركية،  حيث جرابلس واعزاز وباب الهوى ومدن وقرن تركية أخرى.

والآن وبعد أن اكتمل تحرير الغوطتين منهم، وكذلك الجنوب السوري، اضافة الى محافظتي السويداء والجولان والقنيطرة، فقد  بات من الضروري، بل ومن الحتمي التوجه نحو ادلب  (واجزاء من محافظة حماه) لطردهم منهما، خصوصا بعد أن تركزت فيهما قوات جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة (رغم ادعائها فك ارتباطها بها)، وكذلك الآلاف من الارهابيين المنسحبين سواء من مواقع مختلفة في سوريا، أو  ممن تبعثر منهم على ضفتي نهر الفرات، وفي المناطق القريبة من الحدود العراقية ك “بو كمال” و “دير الزور”.

ولكن المعركة تطول ولا يبدو واضحا الى أين تتجه. فهل تسعى حقا لاستكمال تحرير الاراضي السورية من الارهابيين كما وعد الرئيس بشار الاسد، أم تترك قيادة الحركة في الشمال للجانب التركي  الذي يملك اهدافا تبدو اكثر غموضا واقل وضوحا من الاهداف السورية أو حتى من الاميركية  التي تظل اهدافا غامضة جدا.

فتارة  يذكر الرئيس أدوغان بأن عدد المقاتلين المسلحين المتواجدين في الشمال السوري، لا يشكل الا نسبة ضيئلة من عدد النساء والاطفال والابرياء المتواجدين أيضا فيها، ولذا  يناشد  الروس والسوريين بالتوقف عن قصف محافظة ادلب بالقنابل وبالصواريخ  حفاظا على حياة أولئك الأبرياء. لكن تركيا في ذات  الوقت،  ترسل ثلاثة أرتال من قوافل أحدث دباباتها متوجهة نحو ادلب، مدعية بأنها تريد انشاء منطقة عازلة بعمق خمسة عشر كيلومترا. وهذا وذاك  يثير الغموض حول النوايا الحقيقية لدى لجمهورية التركية.

ويحذر الصحفي المصري  حسن نصر الله  في مقال له نشره قبل عدة اسابيع، بان أكثر ما يخشاه هو أن تكون النوايا التركية الحقيقية، هي ابتلاع منطقة سورية جديدة  كتلك التي ابتلعتها في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي، وانتهت بتحولها الى منطقة الاسكندرون السورية التي عملت تركيا تدريجيا على أتركتها، وباتت تعتبرها الآن جزءا لا يتجزأ من تركيا.

لكن الصحفي المصري محسن عوض الله له جذور كردية تشكل واحدة  من أقليات الشرق الاوسط  التي احترمها كثيرا واعترف بحقوقها  وبحققها في تقرير مصيرها. كل ما في الأمر أن محسن عوض الله قد يكن عداء خاصا نحو تركيا التي تقاتل بشراسة أقرانه أكراد تركيا،  ولذا قد يحمل  ضغينة ما نحو تركيا ربما تجعله أقل حيادية من غيره.  ومن هنا أورد ما أوردته ببعض الحذر.

 ومع ذلك يبقى التساؤل قائما: ادلب الى اين؟ عودة  الى سوريا الام، ام انزلاق نحو تركيا، ام ترى لها مخطط آخر قد يتضمن  خفايا اميركية منها نقل قيادة القاعدة من افغانستان الى سوريستان (ادلب في سوريا)  كما ربما يخطط البعض، وقد تكون الولايات المتحدة من ابرز المخططين لهدف ما غامض.

وحاولت عدة دول خليجية مرارا  ومنذ عام 2015، اقناع جبهة النصرة بفك ارتباطها بتنظيم القاعدة، لكن محمد أبو محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، يرفض هذا التوجه ويزداد رفضا كلما جاءته دعوة جديدة من طرف جديد.  ومن بين الدول التي حثت النصرة على فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، كانت السعودية  وتلتها قطر. ولدى فشلهما، دخلت تركيا على الخط، ومع ذلك رفض الجولاني دعوتها رغم حاجتها للتعاون مع تركيا من أجل تسهيل مرور الاسلحة والذخائر والمقاتلين اليها عبر الحدود التركية. ولكن في مرحلة ما في عام 2015،  جاء دور العرض الأميركي التي قدرت بأنها قد وضعت أخيرا أصابعها على الأسباب الحقيقية لرفض الجولاني الاستجابة لمطلبهم، وبالتالي يوافق استجابة لعرضها، على فك ارتباطه بتنظيم القاعدة.

فالسعودية وقطر وتركيا وغيرها، كانت تعرض أموالا وأسلحة وذخائر، ولكنها لا تعرض ما يحتاجه  الجولاني فعلا. وكان ما يحتاجه أمير جبهة النصرة هو محافظة يجعلها قاعدة له،  ليصبح على قدم المساواة مع غريمه أبو بكر البغدادي الذي انفصل عن النصرة وأسس الدولة الاسلامية على أراضي محافظة الرقة، جاعلا مدينة الرقة عاصمة للدولة الاسلامية. وهنا تفتقت العبقرية الأميركية عن حل لهذه المعضلة، وهي أن تقدم رشوة مالجبهة النصرة،  مضمونها بأن تهدي الجولاني محافظة ما ليقف عليها ويصبح بعدها على قدم المساواة مع أبو بكر البغدادي القابع في محافظة الرقة. وهكذا أهدته محافظة أدلب عبر تزويده بسلسلة من المعلومات عن مواقع  الضعف الحساسة للجيش السور، وهي المعلومات التي استقتها من أقمارها الصناعية، وبالتالي مكنت الجولاني من الهيمنة على معظم اجزاء تلك المحافظة،  مع التهام ما تبقى منها لا حقا،  تدريجيا وخلال عدة معارك أخرى الى أن سيطرت على كامل المحافظة.

لكن الجولاني رغم ذلك كله لم يفك ارتباطه مع تنظيم القاعدة، مبديا أعذارا مختلفة. فأمير حبهة النصرة وقد لاحظ أن الدكتور ايمن الظواهري قد بلغ من العمر عتيا، ومن المرجح أـن يفرغ موقعه قريبا مما قد يجعل الجولاني هو أكثر المرشحين لملئها،  خصوصا وأن الموقع السوري هو من أهم مواقع التواجد لتنظيم القاعدة التي لا تشكل قوة واساسا راسخا الا في تيجيريا حيث بوكو حرام، وكذلك موقعها في اليمن وخصوصا اليمن الجنوبي منه، وثالثها موقعها في سوريا حيث تتواجد جبهة النصرة وعلى رأسها الجولاني مما يجعله الأوفر حظا لتولي مركو القيادة. ويعزز هذا التوجه نحو اعتماد الجولاني وادلب مركزا مستقبلا لقيادة تنظيم القاعدة، حركة خاصة ومميزة شهدتها سوريا في السنتين الماضيتين.

 فالولايات المتحدة منذ فشلها في تصفية تنظيم القاعدة المتواجدة قيادتها في أفغانستان، رغم دخولها في قتال عنيف معها ومع حلفائها من مقاتلي طالبان لسنوات طويلة، قد بدأت تنتهج وسيلة أخرى لتصفية القاعدة، وذلك عن طريق تفكيكها وتشجيع التنظيمات المنتمية لها وتشكل فروعا وأذرعا لها…. تشجع تلك التنظيمات على فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، ومبايعة الدولة الاسلامية التي غضت الولايات المتحدة النظر عن تأسيسها (منذ عام 2006) باسم دولة العراق، ومن ثم دولة العراق الاسلامية التي قاتلت في سوريا الى جانب جبهة النصرة، الى أن دب الخلاف في منتصف عام 2013 بين أبو بكر البغدادي، أمير دولة العراق الاسلامية، وأبو محمد الجولاني.. أمير جبهة النصرة، فانفصلت دولة العراق عن جبهة النصرة، مستبدلة اسمها ليصبح دولة العراق والشام الاسلامية (داعش)، ومن ثم لاحقا الدولة الاسلامية.

ونجحت الدولة الاسلامية فعلا في استدراج العديد من التنظيمات الموالية للقاعدة، لفك ارتباطها بالقاعدة ومبايعة الدولة الاسلامية وأميرها البغدادي كخليفة للمسلمين. وقد اقترب عدد التنظيمات التي فكت ارتباطها فعلا بتنظيم القاعدة، الثلاثين تنظيما كان من أبرزهم بوكو حرام في نيجيريا، وتنظيم بيت المقدس في سيناء، وأنصار الشريعة في ليبيا وتونس، وأبو سياف في الفلبين. بل وكان من بين من فك ارتباطه بالقاعدة، أحد ألوية طالبان الذي فك ارتباطه بها معلنا انشاء امارة خراسان الاسلامية. وهذا النجاح الذي حققته الدولة الاسلامية في تفكيك القاعدة ولو الى حد ما، هو الذي يقف وراء التعامل الأميركي الرحيم مع الدولة الاسلامية رغم اعلان الحرب عليها منذ 27 أيار (مايو)، وهو الاعلان والذي ورد للمرة الأولى على لسان الرئيس باراك أوباما في خطاب القاه في أكاديمية وست بوينت في نيويورك..فلم تلجأ واشنطن لتشديد حملتها على الدولة الاسلامية، الا بعد التدخل الروسي في سوريا منذ النصف الثاني من عام 2015 ، مما وضع واشنطن في حالة تنافس جدي مع روسيا في عملية قتالهما للدولة الاسلامية.

ويقول الكاتب تشارلز ليستر  Charles Lister  في دراسة له نشرت في مجلة فورين بوليسي  Foreign Policy  في الرابع من أيار (مايو) 2016 ، أن “القاعدة قد نقلت بعد سيطرة النصرة على ادلب، عددا من كبار قياداتها الجهادية والمؤثرة الى سوريا”. وكان بعضهم قد نقل قبل ذلك. ويعدد الكاتب استنادا الى حوارات أجراها مع بعض المطلعين، أسماء بعض من تم انتقالهم الى سوريا منذ منتصف عام 2013، اثر فك الارتباط بين دولة العراق الاسلامية والنصرة، ومن ثم بين داعش وتنظيم القاعدة، وما تبعها من هروب عدد من المنتمين لجبهة النصرة والتحاقهم بالدولة الاسلامية، مما هدد مستقبل الجبهة وقدرتها على الصمود في وجه ذاك التطور.

ويذكر الكاتب من بين تلك الأسماء التي وصلت الى سوريا بشكل مبكر، كلا من عبد المحسن عبد الله ابراهيم الشريخ الملقب بصنافي النصر (وهو أحد أقرباء أسامة بن لادن)، وكذلك أحد قيادات تنظيم القاعدة البارزين في ايران وهو محسن الفضلي، وكذلك عددا من القيادات الجهادية الواردة أسماؤهم على قائمة أكثر المطلوبين سعوديا (كما قال الكاتب)، ومنهم عبد الله سليمان صالح الدباح الملقب بأبو علي القاسمي، اضافة الى عدد من الجهاديين السوريين المعروفين بقدراتهم على صناعة القنابل، ومنهم رضوان نموس الملقب بأبو فراس السوري، وأبو همام السوري.

وواكب هذه الخطوة، وخصوصا بعد اعلان أبو بكر البغدادي نفسه خليفة للمسلمين، ولجوء الدولة الاسلامية بعدها الى تنفيذ العديد من الأعمال الوحشية التي شملت قطع الرؤوس واعدام الأسرى (أبرزها مجزرة سبايكر في محافظة صلاح الدين التي حصدت مئات الأرواح)، واغتصاب الأزيديات والمسيحيات وبيعهن رقيقا… واجهها توجيه من أيمن الظواهري الى جبهة النصرة مطالبا بتوخي الاعتدال في سلوكها، وتجنب الاقتداء بالأعمال الوحشية التي ترتكبها الدولة الاسلامية يوما بعد آخر، وذلك سعيا منه لتوفير صورة أجمل لجبهة النصرة، تختلف عن الصورة السيئة التي تطرحها الدولة الاسلامية كجزء من سياستها الساعية لاشاعة الرعب بين الناس، علما أن جبهة النصرة كانت في ماضيها، قد ارتكبت أيضا أعمالا مشينة كهذه في بدايات ظهورها، وخصوصا في عام 2013، عندما نفذت أكثر من مرة قرارات باعدام عدد من الجنود السوريين، كما قام بعض أعضائها، ويقال أن بينهم بعض قياداتها، بالتناوب على اغتصاب الفتاة القاصر (ماريا) في مدينة القصير.

وتعزيزا لتشديد قبضتها على محافظة ادلب بعد سيطرتها عليها، قامت جبهة النصرة بسحب بعض قواتها من حلب ومن درعا في صيف 2015، مضيفة اياهم الى قواتها المتواجدة في تلك المحافظة. وكذلك أرسل الظواهري الى ادلب مزيدا من قيادات القاعدة للتمهيد لمشروعه القادم باعلان امارة اسلامية في محافظة ادلب. ويقول كاتب الدراسة المنشورة في “فورين بوليسي”، أنه كان من بين هؤلاء القادمين الجدد لتعزيز قيادة التصرة في ادلب، الكولونيل سيف العدل المصري الذي كان قائدا للقوات الخاصة، وكانت المهمة التي حددها له الظواهري، هي الحيلولة دون قيام جبهة النصرة بفك ارتباطها بالقاعدة اسوة بالتنظيمات الأخرى، وضمان السير قدما بتحقيق مشروع الظواهري بانشاء امارة اسلامية في شمال سوريا. ورافق سيف العدل ثلاث من قيادات القاعدة البارزين، اثنان منهم كانا مصريا الجنسية وهما ابو الخيار المصري وعبد الله احمد عبد الله المعروف أيضا باسم أبو محمد المصري. وهذان القياديان كانت لهما صلة وثيقة في تفجير السفارتين الأميركيتين في كل من كينيا وتنزاانيا عام 1998، علما أن أبو الخيار كان أحد مساعدي أيمن الظواهري، كما كان متزوجا من ابنة أسامة بن لادن. أما ثالث الوافدين برفقة سيف العدل، فقد كان فلسطينيا أردنيا متزوجا من ابنة أبو مصعب الزرقاوي – قائد تنظيم القاعدة في العراق بين الفترة من 2003 الى 2006 واسمه خالد العروري. واذا تأكد وجود هؤلاء الثلاثة الذي رافقوا سيف العدل، فان هذا قد يفيد بأن أهم قيادات القاعدة، قد باتت الآن في ادلب وليس في أفغانستان أو باكستان.

وتكريسا لكون ادلب قد أصبحت هي الموقع الذي يحظى بالاهتمام الأكبر من القاعدة باعتبارها امارة اسلامية مستقبلية، فقد جرى نقل سامي القريضي واياد الطوباسي المسمى أيضا بأبو الجلابيب، من موقعهما في جنوب سوريا (من درعا) الى محافظة ادلب، علما أن سامي القريضي كان مسؤول الاشراف على تطبيق الشريعة، مما يجعله الرجل الثاني في جبهة النصرة ويؤهله لخلافة الجولاني اذا ما قتل أو أسر. وقد تم انتقال هذين القائدين الى ادلب، بعد التدخل الروسي في سوريا. وقدر البعض أن المجيء بأبو الجلابيب المعروف بشدته وبطشه … الى محافظة ادلب، كشف عن توجه للتشديد على أهمية تنفيذ مشروع الظواهري – الجولاني، لتأسيس امارة اسلامية انطلاقا من محافظة ادلب، وقد يتم توسيعها لاحقا لتضم حلب أيضا، اذا ما نجحت جبهة النصرة بمؤازرة جيش الفتح وغيرها من التحالفات الاسلامية، بالسيطرة على المناطق الجغرافية التي تفصل بين مدينة حلب ومحافظة ادلب في مدة غير بعيدة…

ومن أجل ذلك، فان مصلحتها لا تقتضي انجاح مؤتمر جنيف، بل افشاله، لكون نجاحه سيكون محبطا لمخططهم الذي يباركه الظواهري والجولاني في آن واحد، كما باتت تباركه أيضا – ولو سرا – الولايات المتحدة، لكون الامارة الاسلامية ستكون نظيرا للدولة الاسلامية، وخطوة نحو اضعافها وحلولها، بقيادة جبهة النصرة… محلها في موقع قيادة الحركات الجهادية، وخصوصا أن جبهة النصرة، تحاول الآن الظهور بمظهر الأكثر اعتدالا من الدولة الاسلامية، وبالتالي أكثر جدارة على قيادة الحركات الجهادية التكفيرية.

ويظل الغموض حول مستقبل ادلب هو سيد الموقف.  فهل تعود المحافظة الى السيادة السورية، أم تسيطر عليها أو على جزء  منها القوات التركية، أم تبقى المحافظة تحت امرة النصرة التي أعلنت رسميا (لكن قولا وليس فعلا) عن فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الأم… أم ترى تسير في الركب الآميركي لتحظى بحمايته، مقابل مساعيها لتشجيع التنظيمات الاخرى على فك ارتباطها بتنظيم القاعدة الأم؟

لكن سواء حصل هذا أم ذاك، ماذا سيكون مصير سكان ادلب، وخصوصا  مئات الآلاف منهم الذين       نزحوا اليها تجنبا لحالات القتال التي واجهوها في عدة مناطق سورية  شهدت معارك شرسة واضطرتهم الى الرحيل عنها   سوةاء الى المحافظة او الى المدن السورية المجاورة للحدود التركية.
مفكر ومحلل سياسي