Oliver كتبها
الله عجيب في قديسيه.بهم يقدم لنا نماذج حية لجمال الحياة مع المسيح.أعذب ما فى حياة القديسين هو حالة النعمة التى صاحبت مسيرتهم و كيف ساقهم الروح القدس ليكونوا منارات لإستنارة الأجيال.

-القديس الأنبا إبرام أسقف مصرى عاش معظم القرن التاسع عشر.إشتهر بأعمال الرحمة و العطاء بلا قيود بغير أن يحاول تقصى حقيقة من يسأل عن مساعدة.كان ما يهمه هو تنفيذ الوصية تاركاً أمانة السائل إلى الله هو يقرر أحقيته للعطية و مصداقيته في الإحتياج.

-قداسة أنبا إبرام أنه نشأ فى جيل رأى السيمونية  بعينه  (شراء الرتب الكهنوتية بالمال) .جيل عانى الفقر الروحى.عاش بلا قدوة و تاه وسط صراعات كنسية.فلم يكن سلوك الأنبا إبرام معتاداً فى جيله بل إستثناءاً رتب الله وجوده كي لا يخفت نور وصية المحبة.كما إحتاج الإيمان إلى القديسين حماة الإيمان أثناسيوس و كيرلس و يوحنا الأنطاكي هكذا جعل الرب البعض حماة للأعمل الروحية مثل القديس أنبا إبرام.

- كان الأنبا إبرام اسقفاً على الفيوم و الجيزة لكن الحقيقة أنه كان أسقفاً مرسوماً لأجل إحياء وصية العطاء.كثيرون أعطوا من غناهم و من أعوازهم لكن الأنبا إبرام أحيا محبة العطاء.كان على كرسى الأسقفية مداوماً على العطاء فى السر و فى العلن ليتوبخ الذين أرادوا أن يشتروا الكهنوت بالأموال.أضروا أنفسهم و جرحوا الكنيسة جداً.كان الأنبا إبرام صاحب رسالة هامة لأجل تقويم الحياة الروحية  تتكلم أعماله بأجمل العظات.كانت حياته اليومية شرح لتفاصيل وصايا العطاء بالإنجيل.مواظباً على التعليم بالمحبة.

- عجيب هو الرب في قديسيه لأنه جعل البعض نماذج مقدسة للبركة فى سائر الأقطار.ترتيب القدس أنبا إبرام هو الأول فى العطاء منذ عصر الإستشهاد.بمحبة صامتة وعظ عن المحبة.جعل العطاء شهوة للكثيرين.بقدوته إنحلت كل حجج محبة المال داخل الكنيسة.صار عظة للأساقفة و البطاركة.إن وجود الأنبا إبرام المبارك فى جيله هو كتابة مجددة لتاريخ الكنيسة الأولى التى كان فيها كل شيء مشتركاً.

- الرب إستخدم الأنبا إبرام و الأنبا صرابامون (أبو طرحة) الأسقف المثيل للأنبا إبرام لكى يوطد التعليم عن المحبة فيكون تعليماً بالعطاء و الرحمة و الشفقة وحياة الشركة.

- إن بقاء جسد الأنبا إبرام صحيحاً حتى اليوم بعد أكثر من من مئة عاماً من إنتقاله  ليس فقط مكافأة إلهية و تكريماً للقديس لكنها رسالة إلهية لكل من يريد إقتناء وصية العطاء .لكي نعلم أن مكافأة أعمال المحبة تفوق العقل.إمتيازات الكرامة لأولاد الله عجيبة. من يحمل الفقراء فى قلبه يحمل المسيح شخصياً لذلك فالأنبا بيشوى حامل المسيح ما زال جسده بغير تحلل بعد إنتقاله منذ قرون طويلة و الأنبا إبرام كذلك حمل نفس المسيح من خلال إخوته الأصاغر.جسد الإثنين يشهد أن وعد الله صادق.

-قليلة هى الشخصيات المباركة فى القرن التاسع عشر لكن هؤلاء القلائل تحملوا مسئولية تجديد الأشواق لمحبة الله سواء برهبنتهم أو بخدمتهم.نحن جيل مدين لهم جداً.فلنجتهد لكي نكون من هؤلاء المختارين ضمن القطيع الصغير.لأن هؤلاء الأبرار جعلوا حياة البر سهلة و ممكنة قدامنا.فلنترجى صلوات القديس أنبا إبرام كي تنتعش فينا محبة العطاء بغير شروط كما نأخذ من رب المجد عطاياه السخية لكى نتبع خطواته.