نادر شكرى
تلقت دار  الإفتاء المصرية سؤالا من أحد المتابعين، نصه: ما حكم الاحتفال بشم النسيم، والتنزه في هذا اليوم؟.
 
وقالت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني في فتوى سابقة: شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بإهلال فصل الربيع؛ بالترويح عن النفوس، وصلة الأرحام، وزيارة المنتزهات، وممارسة بعض العادات المصرية القومية؛ كتلوين البيض، وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا.
 
وأضافت الإفتاء: فبعضها مما حث عليه الشرع الشريف ورتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام، وبعضها من المباحات التي يثاب الإنسان على النية الصالحة فيها؛ كالتمتع بالطيبات، والتوسعة على العيال، والاستعانة على العمل بالاستجمام.
 
وواصلت: وكان الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه -والي مصر من قِبل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه- يخطب المصريين في كل عام ويحضّهم على الخروج للربيع؛ وذلك في نهاية فصل الشتاء وأول فصل الربيع؛ كما أخرجه ابن عبد الحكم في فتوح مصر والمغرب، وابن زولاق في فضائل مصر وأخبارها، والدارقطني في المؤتلف والمختلف.
 
وأكملت الإفتاء: والأصل في موسم شم النسيم أنه احتفال بدخول الربيع، والاحتفال بالربيع شأن إنساني اجتماعي لا علاقة له بالأديان؛ فقد كان معروفًا عند الأمم القديمة بأسماء مختلفة وإن اتحد المسمَّى؛ فكما احتفل قدماء المصريين بشم النسيم باسم عيد شموس أو بعث الحياة: احتفل البابليون والآشوريون بعيد ذبح الخروف، واحتفل اليهود بعيد الفصح أو الخروج، واحتفل الرومان بعيد القمر، واحتفل الجرمان بعيد استر، وهكذا.