ياسر أيوب

 ثلاث سنوات قضيتها مع هذا الحلم.. أستيقظ كل يوم في الخامسة صباحًا.. وأقفز داخل حمام السباحة البارد الذي أكرهه وأواصل التمرين حتى أتغلب على الذين دائما كانوا هم الأسرع.. وأقول لنفسى في نهاية كل يوم إن الحلم سيتحقق وسيأتى يوم أكون فيه أسرع من الجميع.. وأخيرًا تحقق الحلم وأصبحت أخيرا أنا البطل الذي سبق الجميع.. كان هذا أول ما قاله السباح المصرى يوسف رمضان، في حوار أجرته معه السباحة الأمريكية والبطلة الأوليمبية إليزابيث بيزل.. فقد حرصت إليزابيث على إجراء هذا الحوار بعد دقائق قليلة عقب فوز يوسف منذ ثلاثة أيام بميدالية الذهب في سباق سباحة 100 فراشة ببطولة الجامعات الأمريكية، لأنه لم يكن مجرد انتصار، ولم تكن مجرد ميدالية من ذهب.

فقد أصبح يوسف صاحبا لثانى أسرع رقم لسباحة 100 متر فراشة في تاريخ الجامعات الأمريكية.. ولم يقتصر الأمر على ذلك.. إنما أكد جيمس سوثرلاند، السباح القديم والمتخصص في الكتابة عن السباحة، أن المصرى يوسف رمضان أصبح السباح الوحيد حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية الذي كسر حاجز 44 ثانية في 100 متر فراشة وحقق في نهائى بطولة الجامعات الأمريكية الأخيرة رقمًا قياسيًا هو 43 ثانية و15 جزءا من الثانية.. وبهذا الانتصار.. أهدى يوسف لجامعة فرجينيا التي يدرس بها ويلعب باسمها أول بطولة لها وأول ميدالية ذهبية في تاريخها.
 
ومن بين أمريكيين كثيرين جدا تحدثوا طيلة اليومين الماضيين عن البطل المصرى وموهبته.. كان أهمهم وأكثرهم عمقًا هو روبرت جيبس الذي قال إن كل من تابع يوسف في الثلاث سنوات الماضية كان يعرف أنه سيصبح يومًا ما هو البطل.. فهو لا يمتلك الموهبة فقط، إنما معها إرادة حديدية وجدية مطلقة في تدريباته وحياته كلها، وكان مستواه يتطور سنة بعد أخرى، وبات من الطبيعى في السنة الثالثة أن يصبح هو البطل، وأن يكون بشهادة الجميع هو الآن الأفضل والأسرع والأقوى.. وقال روبرت أيضا إن هذه البطولة والإنجاز التاريخى كان الجائزة التي يستحقها شاب مصرى لم يتنازل في أي لحظة عن حلمه الكبير رغم الصباحات المظلمة والباردة والتدريبات الشاقة وحياة قاسية وصارمة لا تعترف بأى راحة أو رفاهية.. وإذا كان هذا ما بدأ يقوله الأمريكيون عن يوسف رمضان.
 
فمصر في المقابل تعرف وتحترم يوسف منذ أن حطم الرقم القياسى المصرى لسباق 100 متر فراشة وأيضا 100 متر للسباحة الحرة.. وبدأت بطولات العالم تشهد تطور أرقام يوسف، وبعد أن كان يحلم فقط بالمشاركة في نهائيات البطولات أصبح الثامن، ثم السادس على العالم.. ولا يزال يوسف يحلم بما هو أكثر ولم تعد الميدالية الأوليمبية في دورة باريس المقبلة حلمًا مستحيلًا لشاب مصرى لا يعرف المستحيل وعلى استعداد لأن يدفع الثمن كاملًا لتحقيق كل ما يحلم به.. وأصبح يوسف بطلًا جديدًا تقدمه الجامعات الأمريكية للسباحة المصرية، مثل مروان القماش وفريدة عثمان وعلى خلف الله ومحمد سامى وهانيا مورو.
نقلا عن المصرى اليوم