أيمن زكى
في مثل هذا اليوم تنيح الصديق البار لعازر حبيب الرب يسوع اسقف قبرص وهو أخو مرثا ومريم التي دهنت الرب بطيب ومسحت رجليه بشعرها.
 
وحدث لما مرض لعازر أنهما أرسلتا إلى السيد المسيح قائلتين: (يا سيد هوذا الذي تحبه مريض) فلما سمع يسوع قال: هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله ليتمجد ابن الله به وكان يسوع يحب مرثا وأختها. ولعازر". ولكنه أقام في الموضع الذي كان فيه يومين لتعظيم الآية. " ثم بعد ذلك قال لتلاميذه: لنذهب إلى اليهودية أيضا. قال له التلاميذ يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضا إلى هناك. أجاب يسوع أليست ساعات النهار اثنتى عشرة ان كان أحد يمشى في النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم. ولكن ان كان أحد يمشى في الليل يعثر لان النور ليس فيه". وبعد ذلك قال لهم: لعازر حبيبنا قد نام. لكنى أذهب لأوقظه فقالوا: (ان كان قد نام فهو يشفى). وكان يسوع يقول عن موته. وهم ظنوا أنه يقول عن رقاد النوم. فقال لهم يسوع حينئذ علانية: لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم أنى لم أكن هناك لتؤمنوا. ولكن لنذهب إليه". 
 
فلما أتى السيد إلى بيت عنيا القريبة من أورشليم وقف أمام القبر وقال: "ارفعوا الحجر. فقالت له مرثا أخت الميت: يا سيد قد أنتن لأن له أربعة أيام. فقال لها يسوع ألم أقل لك ان آمنت ترين مجد الله. فرفعوا الحجر وصلى إلى الأب ثم "صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا!» فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيل. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ" (إنجيل يوحنا 11: 43-44). وكان ذلك لبيان حقيقة موته، فلا يظن أحد أن ذلك حيلة باتفاق سابق. ولهذا قد عظمت الآية فآمن كثيرون. 
 
لا يروي لنا الكتاب المقدس شيء عن حياة لعازر بعد ذلك، ولكن بعض الروايات الغير مؤَكَّدة تقول أنه تبع بطرس الرسول إلى سوريا، إلا أن تقليد الكنيسة الشرقية يروي عنه أن يهود يافا وضعوه هو وشقيقتيه وآخرين في سفينة بها تسرب ماء قاصدين إغراقهم، ولكن بقوة إلهية رست السفينة بسلام في جزيرة قبرص، حيث أقيم لعازر أسقفًا على كتيون (لارناكا)  وهناك تنيّح بسلام بعد نحو ثلاثين عامًا. وفي عام 890 م. بنى الإمبراطور لاون السادس في القسطنطينية كنيسة ودير على اسمه، ونقل جزءً من رفاته إليها من قبرص.
 
هناك أدِلّة وفيرة على أن ذكرى القديس لعازر كانت تُكرَّم في الأيام الأولى في أورشليم، ثم بعد ذلك في الكنيسة كلها. فتروي السيدة إثيريا (إيجيريا)  التي ذهبت لزيارة الأراضي المقدسة سنة 390 م. عن موكب احتفالي في اللعازرية  -حيث أُقِيمَ لعازر من بين الأموات- وذلك في يوم السبت السابق لأحد السعف، وقد تأثرت إثيريا بسبب الجمع الغفير الذي ملأ المنطقة كلها. وفي ميلان بإيطاليا كان أحد البصخة ، وفي أفريقيا كما نتعلم من القديس أغسطينوس كان إنجيل إقامة لعازر من الموت يُقرأ في عشية ليلة أحد السعف.
 
حاليًا تقيم أغلب الكنائس الأرثوذكسية تذكارًا لإقامته في يوم السبت السابق لأحد الشعانين، أي حوالي أسبوع قبل عيد الفصح المسيحي.
بركه صلاة هذا البار تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...