نادر شكرى
بالبكاء والدموع ، هكذا استقبلت السيدة سعاد ثابت " 75 عاما" ، نبأ حكم محكمة النقض ، ببرأة المتهمين بتعريتها ، فى الاحداث التى وقعت فى قرية الكرم مركز أبوقرقاص بالمنيا ، معبرة عن حزنها لانه بعد سبع سنوات ، لم تحصل على حقها .

ظلت السيدة تصرخ وتكبى وهى تقول " حقى عند  ربنا ، خلاص انا مش عايزة حاجة ، عدالة السماء أفضل من عدالة الارض ، ربنا شايف انا اتظلمت ازاى ، بيتى اتحرق ، واتعريت واتبهدلت وابنى اتسجن ، وبيعت بيتى ، وفى الاخر يأخدوا براءة ، وكمان كانوا عايزين يرفعوا قضية تعويض ضدى .

وتابعت السيدة " طيب ازاى براءة وكل الناس شافت اللى حصل لى ، وكل الناس جات فى المنيا تعتذر وتساندنى ، وانا طول السنين اللى فاتت برفض الصلح والضغوط على من كل الناس ، علشان اخد حقى ، خلاص حقى عند ربنا .

قضت محكمة النقض بقبول الطعنين بالنقض، المقدمان من النيابة العامة والسيدة سعاد ثابت المدعية بالحق المدني، شكلًا ورفضهما موضوعًا، ومصادرة كفالة النقض، بما يعني أن الحكم الصادر في 17 ديسمبر 2020 من محكمة جنايات المنيا ببراءة المتهمين الثلاثة في قضية تعرية سعاد ثابت عبد الله، والمعروفة إعلاميا بـ "سيدةالكرم" أصبح نهائيًا.

جاء الحكم في جلسة 9 يناير الجاري، بعد ما يقرب من عامين على تقديم النيابة العامة الطعن بالنقض رقم 3070 لسنة 91 ق جنايات في 10 يناير 2021.  
  تعود أحداث قرية الكرم بمركز أبو قرقاص جنوب محافظة المنيا، إلى الجمعة 20 مايو 2016، حين وقعت اعتداءات طائفية على عدد من سكان القرية المسيحيين على خلفية شائعة بوجود علاقة عاطفية بين مسيحي يدعى أشرف دانيال عطية وسيدة مسلمة، حيث قام العشرات من مسلمي القرية بنهب وحرق 5 منازل مملوكة لمسيحيين، وإصابة ثلاثة أشخاص. كما تم الاعتداء على السيدة سعاد ثابت والدة المسيحي المتهم، وتجريدها من ملابسها وسحلها أمام منزلها، بالإضافة إلى تنظيم مسيرات جابت شوارع القرية، تخللها ترديد هتافات عدائية تجاه المواطنين المسيحيين بالمجمل.