شريف منصور
هل قطر تعنيني كمكان يستضيف فرق العالم للمنافسة علي كأس العالم لكرة القدم؟ هل يعنيني ما يتردد من اعتناق الإسلام للبعض؟ هل يعنيني هزيمة أو مكسب فريق ما وهل يعنيني ما يشرب المتفرجين أثناء المباريات أو قبلها وبعدها؟ هل يعنيني جنسيات الحضور؟ هل يعنيني اسم الاستاد الذي يعلب عليه الفرق أو حتي اسم المدين؟

الصراحة لا وألف لا.. الفارق الحضاري بين الشعوب أصبح فارق رهيب، لا تستطيع أن تغفل حجم الفجوة بين أفكار الشرق والعالم كله والغرب تحديدا.

لمً اتشرف بمشاهدةً حفل الافتتاح لانه ليس من اهتمامي، ولم اشاهد متعمدا مشاهدةً المباراة بين قطر والاكوادور لان النتيجة الطبيعية متوقعه إنما الأهم لم أرغب أن أكون متحيزا ضد أو مع أي من الفريقين. لا قطر تعنيني ولا الأكوادور، إنما العامل الإنساني في الموضوع كان محتجبا منذ أن أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن قطر ستستضيف كأس العالم لكرةً القدم عام ٢٠٢٢.

وتعجبت أكثر عندما عرفت أن قطر صرفت مبلغ ٢٢٢ مليار دولار لكي تستعد لهذا الحدث! كم أن هذا العالم الإسلامي عالم منافق بكل ما تعنيه الكلمة. الشعوب الإسلامية من أفقر دول العالم تخلف. لا رعايه صحية ولا رعاية اجتماعية ولا تنمية اقتصادية ومع هذا تصرف دوله ٢٢٢ مليار دولار لكي تستضيف مسابقة بين دول العالم في كرة القدم.

بالطبع قطر لديها مطلق الحرية في صرف أمولها كما تشاء.. إنما قطر التي تتدعي أنها حامية الإسلام وأكثر الدول الاسلامية تعاطفا مع الحركة الإرهابية حماس في قطاع غزة، أتسال أين المنطق في صرف هذا المبلغ علي مسابقة تافهة جدا بالمقارنة بما يعانيه المسلمين من جوع وعوز؟ أي منطق هذا.

أنا لم انتظر لليوم لكي أقول رائي، رائي كونته منذ إعلان "الفيفا" أن قطر ستكون الدولة المنظمة لكأس العالم ٢٠٢٢. وبناء عليه تابعت تصرفات قطر علي الساحة العالمية بكل دقة محاولا أن استكشف كيف ستتصرف تلك الدولة الداعمة للارهاب خلال الاعوام بين إعلان أنها المنظمة وبين بداية المنافسة علي كأس العالم.

بدون أدني شك قطر دعمت داعش واشترت من شركة تويوتا ١٠ الاف سيارة رباعية الدفع واشترت من أمريكا ١٠ الأف ان لم يكن أكثر مدفع مضاد للطائرات والأفراد والمدرعات لكل هذه العربات ودفعت مليارات لتركيا لكي تعد مكان تجمع الدواعش؟ ولا ننسي أن بارك أوباما فتح لهم الطريق لاحتلال العراق وسوريا!

هل يعقل أن ١٠ الاف سيارة رباعية الدفع تزود بالذخائر والمدافع والاشخاص في أي بقعة علي الارض ولا ترصدها مخابرات دول العالم! الا اذا كانت تلك الدول منغمسة في خلق هذا الكيان الارهابي.

مشيخة قطر للاسف عوضا عن ان تمتع أهلها بتلك البلايين قررت صرفها علي خرم في قاع التاريخ.

لحظة يا سادة أريد أن أذكركم ٧٠ سنة مضت مصر كانت قمة القمم وقاربت علي الحضيض الاخلاقي الآن! الموضوع الأمم لا تبني بالمباني والطرق والفشخرة الكذابة؛ الأمم تبني ببناء ابنائها. أنني أود أن اشكر الفيفا وكل المرتشين في هذا الجهاز العفن لانهم اتاحوا الفرصة لتعرية مدي نفاق واضمحلال المستوي الانساني في تلك البقعة العفنة من الأرض .