بقلم :  عساسي عبدالحميد- المغرب 

 كانت الخيمة الخضراء للزعيم الليبي معمر القذافي بعد رفع الحصار علي ليبيا محط توافد العديد من الطيف السياسي والرياضي والفني؛ من أصغر زعيم قبيلة بأدغال إفريقيا بزيه الغريب المزركش بالريش وصور الحيوانات؛ إلى كبار المسؤولين بالبيت الأبيض الأمريكي  والاتحاد الأوروبي..

وكانت خيمة العقيد محط أنظار الشركات المتغولة؛ ومافيات ما وراء البحار الساعية للربح ولو على أشلاء البشر (...) كبريات الشركات كانت تراهن على العقيد و على ثروات ليبيا النفطية لكي تكون الجماهيرية بوابتها ومعبرها نحو القارة البكر التي تزخر بأكثر من نصف ثروات العالم ...

بعد أن قام القذافي بتقديم التعويضات لأهالي ضحايا  حادثة لوكربي؛ وبعد أو وأد مشروعه النووي وطموحه التسلحي ؛ وبعد أن تبرأ من العروبة ونفض يدها من أحلامها؛ وبعد أن تم رفع الحصار عليه ومد يده لمن كان يصفهم  بالامبرياليين والأنظمة البالية؛وتوجه صوب القارة السمراء ورسم على خيمته وملابسه خرائطها ورسوما من وحي ثقافتها وطبيعتها  ومعيشها؛ وبعد أن أم المصلين بمساجد لاغوس وتومبوكتو ونجامينا ولومي  انيطت به مهمة ملك ملوك افريقيا 

بيد أن قائد ثورة الفاتح فشل  في مهامه التي راهنت عليها لوبيات ما وراء البحار؛ فتم التخلص منه في سياق أعاصير ربع الهدم العربي ....

المهمة الجديدة أنيطت بالعاهل المغربي كملك جديد لملوك افريقيا ؛ وما مشروع تخليق الحقل الديني بين مسلمي القارة السمراء الا جزء من تفاصيل أجندة الحيتان الكبرى التي صوبت أعينها ومناظيرها صوب افريقيا؛ وما المشاريع الاقتصادية التي ابرمت مع عدة بلدان جنوب الصحراء إلا توطئة وتمهيدا لمعاول وحفارات الشركات الكبرى...

كان آخر الاتفاقيات مشروع إنشاء محطة لإنتاج الأسمدة بإثيوبيا بغلاف مالي يقدر ب 4 مليار دولار على ضفاف النيل الأزرق الذي هو مصدر 90 في المائة من الحصة المائية لدولة مصر؛  فتدبير الثروة المائية الضخمة ببلاد الملك منيليك يلزمها الفوسفاط المغربي لتخصيب الاراضي الاثيوبية؛ التي وعد رئيس الوزراء الاسرائيلي  بنايمين نتانياهو على هامش زيارته هذه السنة لأديس أبابا ليجعل منها أكبر بلد منتج للألبان ؛كما تم الاتفاق على مشروع أنبوب الغاز من نيجيريا المار عبر بلدان افريقيا الغربية والذي سيمد أوروبا بقسم من احتياجاتها  الطاقية لينافس غاز جنرالات الجزائر ...  

 

فهل سيكون التوفيق حليف  العاهل المغربي في مهمته الجديدة كملك الملوك لإفريقيا بعد العقيد الليبي الذي ألقى عليه القبض  ثوار النيتو على أبواب خليج سرت و تلقى رصاصة مجهولة المصدر ؟؟ هل سينجح محمد السادس  لجعل القارة السمراء  ورشا تنمويا كبيرا لمقالع وحصون الشركات العالمية الكبرى وفق مبدأ (( رابح- رابح )) ؟؟ تلك الشركات التي جاءت بالملياردير دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية..