عساسي عبدالحميد – المغرب
السيسي يعري عن ثدي أم الدنيا ويرهنها كاملة لسادة قريش؛ السيسي يقدم المحروسة في صحن من ذهب لضباع الربع الخالي؛ والمقابل قطعة قديد يابس وصاع من الشعير جادت بها قوافل رحلة الشتاء والصيف ودار أبي سفيان بن حرب العامرة المضيافة  لشعب لمحروسة.(...).
=============

  هناك ثلاثة أذرع موازية للدولة العميقة التي يرأسها رسميا السيسي تواكب الزيارة الرسمية لملك السعودية لمصر والتي ابتدأت يوم الخميس وتستمر خمسة أيام ...

1- الذراع العقائدي الأزهري الذي يستمد أدبياته من المرجعية السلفية الوهابية السعودية؛ وفعلا قد أستهل برامجه البارحة بخطبة الجمعة التي تمحورت حول الحديث النبوي المأثور '' اذا فتح الله عليكم مصر؛  فاتخذوا منها جندا كثيفا؛ فذلك الجند  خير أجناد الأرض ...'' ومن أهداف الزيارة الرسمية لسلمان أن يكون رهن  اشارته جند كثيف من شباب مصر للذود عن أحجاره السوداء ومراجمه الرعناء والموت بدلا عن آل سعود في أي مواجهة تهدد أمن واستقرار المملكة ...

كما عملت القنوات بمناسبة الزيارة على تأثيث  موادها ببرنامج دينية واضفاء عليها مسحة وهابية فكان الحديث عن الخليفة عمر بن الخطاب  واستشهاده يوم قتله الفتى الفارسي '' أبو لؤلؤة المجوسي'' الذي وصفه مقدم البرنامج على القناة السيسية  بالخبيث والملعون؛ وهي رسالة من الذراع العقائدي أن ايران هي دائما مكمن الخطر ومنبع الشر الذي يهدد أرض الحرمين و يؤرق الصحابة الممدين في لحودهم ..

2-  الذراع الاعلامي و قد رأينا كبير السحرة '' مصطفى بكري '' وهو يشيد بالعائلة الحاكمة ويثمن أياديها البيضاء على الأمة العربية والاسلامية بدءا بالملك  عبدالعزيز آل سعود المؤسس مرورا بسعود وفيصل و خالد وفهد وعبدالله وصولا للملك سلمان قاتل أطفال اليمن و سوريا والعراق ...ولمصطفى بكرى هذا قوة عجيبة  تفوق الحرباء في تلونها للتأقلم وسط أي  مستنقع مهما كانت طينته  ورائحته ؛ فلو كانت مصر يحكمها شخص على شاكلة '' أدولف هتلر''  لوجدنا مصطفى البكري   جنبا الى جانب مع هتلر ووزير اعلامه  يحضر عشاءات و غذاءات العمل على نفس المائدة ..

3- أما الذراع الثالث فهو القضاء المصري الذي أعطى اشارة حسن النية للملك سلمان عندما تم اطلاق سراح و عودة العديد من المحسوبين على تنظيم الاخوان الدولي وتعيين بعضهم داخل أجهزة سيادية؛ وهذا سيمهد مما لا شك فيه على إطلاق سراح مرسي ابن الحاج  العياط  ومن معه في اطار مصالحة وطنية قد تعيد الاخوان الى المشهد السياسي و قد تعيد حادثة المنصة من جديد الى واجهة الأحداث  ..و لتثبيت حسن النية للنظام السعودية  تم الابقاء على الاعلامي  اسلام البحيري و أطفال بني مزار القصر في الحبس وكانوا  قد حوكموا بتهمة ازدراء الاسلام؛ وتم  تثبيت الحكم على الناشطة الحقوقية والكاتبة فاطمة ناعوت التي تتابع بنفس التهمة أي ازدراء الدين الاسلامي.(....).
==============

واهم من يظن أن الملك سلمان استقبل في مقر اقامته رأس الكنيسة المصرية البابا تاوضروس في اطار سماحته وانفتاحه وعقيدته التي تأمره بالتساكن والتآلف؛  مخطئ من يظن هذا؛ فلقاء الملك بالبابا تواضروس أملاه الواقع؛ والواقع أن العنصر القبطي رافد متجدر وأصيل؛ وأن الكنيسة المصرية قوية بشعبها وتراثها و قديسيها رغم ما مرت به من محن ومآسي التي لم تزدها الا قوة وصلابة  ...

هكذا وادع وساكن النبي اليهود عند قدومه ليثرب فارا من قريش ليتم شيطنتهم عبر مراحل بدءا بهجر قبلتهم واتخاذ الكعبة قبلة جديدة؛ و انتهت بتهجيرهم وذبحهم و اغتصاب نسوتهم بفرمان سماوي واستحلال أموالهم فالنبي كان بحاجة لتلك الأموال لتدبير دولته الناشئة ؛ لقاء سلمان بالبابا تواضروس لم يكن بمقر البابوية ؛ بل بمقر اقامة الملك ...وهكذا عمل  بنصيحة عمر بن الخطاب الذي أوصى المسلمين بعدم دخولهم كنائس النصارة  لكي لا تحل عليهم  السخطة ....

وما نراه من فتواي وخواطر ايمانية لكبار السلفيين بمصر عندما يدعون و يعتبرون أن هدم الكنائس التي بنيت أو رممت بعد الفتح الاسلامي واجب شرعي لا يجب اغفاله ...نعم يقولون هذا أمام كاميرات السيسي و هم أحرار طلقاء ولم يتم القبض عليهم بتهم ازدراء عقيدة شعب أصيل ؛ عكس أطفال بني مزار الذين حوكموا بخمس سنوات سجنا لأنهم قاموا بتمثيلية بريئة توثق لعملية ذبح 21 قبطيا على يد تنظيم داعش ...فحسب لهم هذه الجريرة في خانة ازدراء العقيدة ...(...).
==============

 في تجمع سابق بمناسبة تدشين إستراتيجية التنمية المستدامة تحت عنوان (( مصر 2030 )) ...قال السيسي وهو باكيا   ''إن كان ينفع أتباع هتباع '' . ....وكأنه كان يمهد لرهن مصر كاملة لجراء بني جحش وبيع أهراماتها ومتاحفها و معابدها التاريخية بني وهاب وسلخها عن هويتها الأصيلة الفرعونية القبطية وإلباسها عباءة عبيد بن أمية...وما عملية تغطية تمثال ابراهيم باشا في ميدان الأوبرا بالقاهرة  وما تحمله من رمزية أثناء مرور طويل الذيل و غليظ الخصية؛ وما دخول البابا تاوضروس ولقائه بملك الارهاب بدون صليب الذي لايفارق البابا الا في نومه  سوى رسالة أن مصر دخلت فعلا  في ذمة أل سعود وأنها الكنانة والمشتل  لجند كثيف سيحمي أرض الحرمين من كل دخيل و سيفتح روما وحواضر بني الأصفر ...والأكيد أن السيسي هو من قال للبابا '' شيل الصليب ونتا داخل على سيدنا؛ فمنظره يؤديه ''.(...).
=============

عندما يزور مجرم من هذا العيار كسلمان اللويطان  دولة غربية في إطار الرسميات أو قضاء إجازة فان الفعاليات الحقوقية تتكاثف وتقوم بتجمعات وسط الساحات أو أمام باب السفارة رافعة صور المجرم بأنياب حادة مطلية بالدماء و أظافر نهاشة؛ الشيء الذي  لم يفعله المصريون مع الأسف إلا من وراء مواقع التواصل الاجتماعي؛ كان عليهم الخروج للشارع  ليسمعوا صوتهم للعالم بأن المجرم الجاهل الإرهابي سلمان النكيحان غير مرحب به في مصر الفرعونية .(....).

Assassi_64@hotmail.com