كتب: محرر أقباط متحدون 
القى الاعلامى أحمد سالم الضوء على العشوائيات وأبرز بعض النقاط الخاصة بها، وكتب "استمعت باهتمام الي تعليق السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عن اغفال الجانب الاجتماعي في مشروع مدينة دمياط للأثاث و كيف تسبب نمط حياة الورشة تحت البيت في عزوف النجارين و أصحاب الورش عن الانتقال الي المدينة الجديدة،   و اعتقد ان الأمر نفسه قد تكرر في ملف تطوير العشوائيات والذي حققت فيه الدولة انجازا هائلا في الإنشاءات و لكنها لم تمنح الجانب الاجتماعي حقه الي حد كبير .
 
  يتخيل البعض _بالخطأ_ ان سكان العشوائيات ماهم الا مجموعة من الخارجين علي القانون و لكن الحقيقة هي انها مثل غيرها من المناطق بها الصالح و الطالح ، ونسبة من يمارسون اعمالا غير قانونية قد لا تتعدي ١% بينما الآخرون هم نوعيات مختلفة من ارض مصر الطيبة ،منهم الأطباء و المهندسين و الفنيين و الحرفيين و المرأة المعيلة،  و ما اغفلته الدولة في مشروعها العظيم هو أن حوالي ٥٠ % من سكان العشوائيات يرتبط نشاطهم الاقتصادي بالمنطقة حيث يعمل الأب والابن في ورش الموبيليا او الرخام او إصلاح السيارات بينما تمارس الأم نشاطا هاما في السوق او أمام المنزل او في محل صغير في تجارة تجزئة التجزئة و هي أنشطة لا يعرفها سكان المناطق الراقية حيث الرأسمال لا يزيد عن ١٠٠٠ جنيه يتم استثمارهم فيما يسمونه بالشيبسي و القلابظ و النودلز بالإضافة الي صابون سائل ، منظفات، و أقصي ربح يومي تحققه لا يتعدي ٧٠ او ٨٠ جنيه تأكل هي واسرتها بهم بدون أعباء ايجار منزل او محل لأنها منشآت أهالي قديمة من عشرات السنين ،    هذا النموذج الاقتصادي انتهي تماما فور انتقالهم الي المناطق المطورة ، ورغم الشقة المفروشة الجميلة ذات ال٣ غرف الا ان هناك أعباء جديدة تصل الي ١٠٠٠ جنيه تتمثل في ٣٠٠ ايجار و الباقي غاز و كهرباء و مياه و نت و اسانسير،  و المفاجأة غير السارة هي عدم تعويضهم بمحلات او ورش بديلة و طرح مشروعات بأسعار ايجار باهظة تكاد تفوق اجمالي استثماراتهم المتواضعة،  بالإضافة الي منع وجود الأسواق او الفرش أمام المنازل نظرا لتطبيق القانون بصرامة _وهو المطلوب_                       المشكلة انهم حاليا يسكنون منازل فاخرة ولكنهم لا يملكون قوت يومهم و حتي أصحاب الأملاك منهم _سابقا_ ممن كانوا يعيشون علي عوائد ايجارات زهيدة ،تعرضت املاكهم للهدم  دون تعويض بحجة انها غير مسجلة رغم ان ٨٠% من ملكيات مصر تكاد تكون عرفية غير مسجلة!
 
  لذا عادت هذه المناطق مرة أخرى لتصبح قنابل موقوتة رغم كل ما أنفق عليها و ما زاد من حسرتهم هو طرح الدولة لبعض مناطقهم القديمة _مثل عزبة نادي الصيد  للاستثمار العقاري الفاخر بينما يعانون هم من شظف العيش و يقولون للاسف ولا يوم من أيام العشوائيات...       
           
 ملحوظة....اي حد مهتم بمتابعة الملف ليته يتوجه الي هؤلاء السكان و يسألهم عن أحوالهم و سيسمع ما يبكيه عن تجار و حرفيين باتوا يتسولون في الطرقات دون مجيب .