حمدى رزق

مزعجة متوالية أخبار وفيات النجوم والمشاهير (الكاذبة)، تقريبًا لا يمر يوم إلا بإشاعة خبيثة تحمل خبرًا سوداويًا يُحزن المحبين، ولا سبيل للتيقن حتى يخرج أحدهم نافيًا الخبر، وكأن شيئًا ما كان.

 
هكذا نمضى أيامنا بين خبر وفاة ونفى، لا الأخبار الكاذبة تنقطع، ولا سبيل لإيقافها، حتى بالقانون، فى الفضاء الإلكترونى هناك منصات إلكترونية عقورة تخصصت فى إطلاق مثل هذه الأخبار السوداء.
 
نقيب المهن التمثيلية، الدكتور «أشرف زكى»، يشكو من سيل الأخبار السوداء (مش ملاحق على نفيها وتكذيبها)، تقريبًا ينفى شائعة وفاة زعيم الكوميديا «عادل إمام»، أطال الله فى عمره، يومًا بعد يوم!!.
 
من ذا الذى يتعجل الآجال، سبحانه وتعالى فى محكم آياته يقول: «وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ».(الأعراف/ ٣٤).
 
أخشى أن أخبار الوفيات صارت ظاهرة سوداوية، وكم من نجوم المجتمع تأذوا بمثل هذه الشائعات، مزعجة، بعضهم يقابلها بسخرية، وبعضهم يتشاءم، والبعض يكتئب، «مستعجلين على موتنا كده ليه؟!».
 
كثير ممن أصابتهم مثل هذه الأخبار السوداء يتألمون فى صمت، ما يستتبع مشقة هائلة على أعصاب إنسان بلغ من العمر مبلغه، هذا يكلفه ما لا يحتمل.. اتقوا الله فى الأحياء، وترحموا على الأموات.. إذا كان فى قلبكم رحمة.
 
لا أخلاقى ولا إنسانى أن تصحو من نومك وقبل أن تصلى وتشكر الله على نعمائه أن تطالع خبر موتك مع قهوة الصباح، وقبل أن تدرى ما تفعل، تتدربك الدنيا من حولك، العائلة والأسرة يصيبها فزع رهيب، والأحبة والخلان تداهمهم الفجيعة، والأصدقاء يبادرون بالاتصال بعضهم بعضًا للتيقن من الخبر الحزين.
 
ومن تواتيه شجاعة الاتصال برقم الفقيد تمر عليه الثوانى كدهر كامل، فيتنفس الصعداء مع كلمة «آلو» بصوت الفقيد فيحمد الله كثيرًا، وينهى المكالمة سريعًا لينقل للأصدقاء الخبر ويطمئنهم بعد ساعات من الألم والخشية.
 
ونفر يشير دون تيقن، رغبة فى السبق الحزين، أذكر أن طيب الذكر المرحوم « فريد شوقى» قرأ نعيه فى نشرة الأخبار ذات مساء، والمرحوم «فريد الديب» قرر نعى نفسه بعد توالى أخبار رحيله.. ريحهم وارتاح.. الله يرحمه.
 
للأسف، وصار واضحًا استهداف صفحات الإخوان والتابعين لرموز مصر ونجومها الساطعة فى سماء الإبداع، بمثل هذه الأخبار السوداء، النجم «عادل إمام» الذى أصابته الأخبار السوداء مرارًا، ليس استثناءً.. وخرج ابنه المخرج الكبير «رامى» لينفى مثل هذه الأخبار ويقول الزعيم بخير ويمضى أيامه سعيدًا بين أحفاده.
 
الإخوان يعموا من العمى الحيثى، ولا يرون نجمًا مصريًا، يستهدفون رموز الدولة المصرية جميعًا بمثل هذه الأخبار السوداء، نجوم الفن والسينما والأدب والفكر، يتمنون مصر خرابة ينعق فيها الغراب النوحى.
 
وإذا لا قدر الله وقُبض أحدهم يتولونه بالشماتة واللعن والدعاء عليه وتمنى النار موئلًا.. لن أنسى ما حييت شماتتهم فى وفاة الخال الكبير «عبدالرحمن الأبنودى»، أو العم الكبير «سيد حجاب»، فضلًا عن شهداء الجيش والشرطة، وغيرهم كثير من الوطنيين الشرفاء.
 
مُنى عينهم، ويتخزق لهم عين، ولا يرون مصر إلا وقد أُبيدت عن آخر شعبها، الإخوان عدو لكم فاحذروهم، ودعاء بطول العمر للكبير سنًا ومقامًا الفنان «عادل إمام».. فى العمر بقية إن شاء الله، رغم أنف الإخوان والتابعين.
نقلا عن المصرى اليوم