من أشهر أبيات شعر مؤيد الدين الكنانى «الطغرائى» من أصفهان: «أُعلل النفس بالآمال أرقبها.. ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».
 
وبحسب وصف الدكتور محمد المنسى قنديل، «اليأس مرض مُعْدٍ»، يستوجب ارتداء كمامة الأمل خشية العدوى، فيروس اليأس مُميت وسريع الانتشار، وأعراضه خطيرة، ومنه فيروسات مُصنَّعة فى أقبية استخباراتية، عادة ما تشن هجمات فيروسية تيئيسية تستهدف نفسيات الطيبين بغرض إفقادهم الثقة فى أنفسهم وقيادتهم ليسهل اختراقهم.. فتدب الفوضى.. وحدث، وبالسوابق يُعرفون. أقول قولى هذا مع شَنّ هجمات إخوانية فيروسية خبيثة لإصابة المصريين بالإحباط الذى أصاب بعض ضعاف النفوس، يرى البعض منهم فى الطرقات صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصّعّد فى السماء، ويزفر لافحًا، ويُرْغِى ويُزْبد، ناقمًا قانطًا، وربك يقول: «لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (إبراهيم/ ٧).
 
ما أخشاه أنهم يعمدون إلى نشر فيروس اليأس بين البسطاء وفق خطة ممنهجة تستهدف إشاعة الإحباط العام، ما يُخلِّف يأسًا، تنبنى عليه خطة خبيثة لإشاعة الفوضى، وإعادة العجلة إلى الوراء، ونرجع تانى لأيام- الله لا يعودها، أيام سودة، ما صدّقنا طلع لها فجر. الهجمات الإلكترونية تتصاعد، والحرب النفسية على أشدها، والتواريخ معلنة، إذا لم يجدوا تاريخًا لإحداث التوتر افتكسوه، ما يستنزف طاقة الدولة والشعب استنزافًا مستدامًا، ما يستوجب علاج الآثار النفسية المتوقعة والمترتبة على الإصابة بفيروس الفوضى.
 
المعلومات على وقتها، فى التو واللحظة، واجب لتوفير حد أدنى من المعلومات اليقينية التى تقى الجموع من الإصابة، وتكبح تفشى حالة الخوف والتوتر والإحباط واليأس، التى تنتشر بفعل الشائعات التى تطلقها منصات الإخوان العقورة بين الناس فى الطرقات. مهم جدًّا الحفاظ على المعنويات عالية، والهِمَم مرتفعة، وبريق الأمل يلمع، صحيح لا يزال طريق الشفاء طويلًا، ومستوجب تحصين الجموع من الإصابة باليأس، بإشاعة الأمل.. وإشاعة الأمل صنعة كما يقولون. شيوع اليأس جد خطير، والعاملون على إشاعة أجواء اليأس ينشطون، والخلايا الفيروسية النائمة تستيقظ، وترويج الشائعات بضاعة، والهرى بمعلومات مُضلِّلة مقصود لتشتيت الانتباه، وخلخلة البناء، وضرب الحلقة الشعبية الصلبة المتحلقة حول القيادة المؤتمَنة فى توقيت حساس.
 
ومع ندرة الخبراء المتحدثين الفاهمين بأحوال الاقتصاد، ودخول نفر من المُدَّعِين على الخط بتحليلات خبيثة، مثل دس السم فى العسل، وتشوق الطيبين إلى معلومة يقينية تبلّ الريق، فى مثل هذه الأجواء المشوبة بالتوتر، لا يجوز ترك الجموع فى الطرقات دون معلومات، والرئيس السيسى منتبه تمامًا لخطورة العدوى الفيروسية، ويخاطب الطيبين بالمعلومات لتحصينهم من الفيروسات التيئيسية، يُحدِّثنا بالأمل، والأمل لولاه علىَّ.. وعيش بالأمل، ومهما كانت الصعوبات.. «برضك أنا عندى أمل». أصاب الفقيه الشاعر التونسى «ابن النحوى» قولًا بليغًا: اشتَدِّى أزمَةُ تَنفَرِجى، ونحن لها، والثقة فى القيادة موفورة، وإذا لزم الأمر كلنا جنود مجندة فى حب الوطن. قطْع الطريق على «الطابور الخامس» ضرورة وطنية، الطابور الإخوانى الخامس يتخفى بين الصفوف ناشرًا عدوى اليأس والإحباط، ويعمد اختراقًا إلى تفكيك الجبهة الداخلية، ويتحرك باحترافية، ويروج صورًا وهمية مُضلِّلة، ويهرف بأرقام عبثية لا تقف على قدمين، ولكن مع نقص المضادات الحيوية، أقصد المعلومات والأرقام اليقينية والحقيقية، يسود هؤلاء الفضاء الإلكترونى بفيروساتهم المُعدية.
نقلا عن المصري اليوم