بدايةً، نقيب الموسيقيين السابق هانى شاكر رجل نظيف اليد، إلا أنه لا يصلح للمنصب، (هذه نقرة وتلك نقرة)، الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب جاء نقيبًا للموسيقيين عام 1952 بعد أم كلثوم، ولم يمكث طويلًا وأسقطوه قبل أن يكمل دورته الأولى، لأنه لم يكن متفرغًا ولا ملمًا بشؤون النقابة، بينما أم كلثوم كلما انتهت مدة ولايتها جددوا لها أخرى.
 
هانى امتد به المقام سبع سنوات، هناك دائرة بيدها القرار كانت حريصة على بقائه على الكرسى أطول فترة زمنية، حتى يتسنى لهم ابتزاز عدد من المطربين الذين أطلق عليهم (مهرجانات)، وسوف يظلون كذلك، رغم أن المسمى الرسمى حاليًا المعتمد فى النقابة (أداء صوتى)، أنا أعلم وهم يعلمون وأنت أيضًا عزيزى القارئ تعلم، أن (أحمد هو الحاج أحمد)، إلا أنهم قرروا منحهم لقب (حاج).
 
مؤخرًا، فضح حمو بيكا الكثير مما كان يجرى فى النقابة، والأجهزة الرقابية فى مصر تحقق فى العديد من وقائع الابتزاز، واللعبة هى إيقاف التصاريح، وهو محدد المدة تصريح (اليوم بيوم)، حتى يظل المطرب تحت رحمتهم، بينما النقيب السابق كان مشغولًا قطعًا بالحفاظ على اسمه الفنى، يقدم حفلات داخل وخارج الحدود، وترك تلك التفاصيل لمن لم يحفظ الأمانة.
 
كان ينبغى أولًا تطهير الصديد من جراح النقابة التى تراكمت سنوات وسنوات، وهكذا قرر هانى الاستقالة برغم (التوسلات) والنداءات، وكان الحل الوحيد أن يقود النقابة واحد من (أهل مكة) وهم (أدرى بشعابها) مثل الفنان مصطفى كامل، الرجل عايش جميع الطبقات والأطياف، بحكم انغماسه فى الحياة الفنية، على مدى أكثر من ثلاثين عاما، من شارع (محمد على) إلى خريجى (الكونسرفتوار)، ولا يزال واحدا منهم.. الحرس القديم كانوا يحاولون إبعاده عن المنصب حتى يواصلوا التلاعب، وحاولوا، بعد أن تأكدوا من إصرار النقيب السابق على الاستقالة، الدفع لمنصب النقيب بأكثر من مطرب من بين النجوم، هدفهم أن يبدد النقيب الجديد طاقته فى تأكيد نجوميته متمتعًا بـ(برستيج) المنصب. كانت هناك محاولات مثلًا مع على الحجار وأخرى مع محمد فؤاد، إلا أنهما لم يتورطا فى قبول الترشح، رائحة الفساد زكمت الوسط الغنائى كله، وكانا من الذكاء بأنهما أدركا (الفولة)، فهو ليس حبًا فى (زيد) ولا تقديرًا لـ(عبيد)، بقدر ما هو استغلال لنجوميتهما.
 
لعبتهم هى أن يمطروا من يجلس على الكرسى بعبارات التبجيل والاحترام ويرفعوه فوق الأعناق، حتى يخلوا لهم الجو بممارسات المقايضة غير الشرعية مع المطربين الشعبيين، بحجة أنهم لا يملكون أسلحة للدفاع عن أنفسهم، كلما شعر النقيب السابق بأنه يشتم رائحة فساد، وينبغى له مغادرة موقعه، تبدأ المظاهرات التى تتوجه إلى محل إقامته ناعتين إياه بـ(الأمير)، وأمام التوسلات والرجاءات يقبل العودة لرعاياه، وهكذا يتوفر لهم غطاء أدبى محترم يتيح لهم استكمال اللعبة.
 
استطاع رجل بسيط، ابن بلد أمى لا يقرأ ولا يكتب، ويجد صعوبة بالغة فى أن يغنى (باتون ساليه بالسمسم)، اسمه حمو بيكا، استطاع أن يُمسك عليهم أوراقًا ومستندات وتسجيلات بالصوت والصورة؛ الحكاية ليست أبدًا أن هناك من يسعى للنهوض بالفن، ولكنها ابتزاز يرتدى رداء اسمه حماية الذوق العام!!.
 
احذروا (الباتون ساليه بالسمسم) التجربة أثبتت أن (فيه سُم قاتل)!!.
نقلا عن المصري اليوم