وسيم السيسي
أحس بالأسى حين يرن موبايل أحد المرضى أو المعارف أو الأصدقاء، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، فأسمع تراتيل أو تواشيح دينية، وكنت أتمنى أن أسمع مقطعًا من نشيد: مصر نادتنا فلبينا نداها، وتسابقنا صفوفًا فى هواها أو: وطنى أحببتك يا وطنى، أو الدنيا حلوة نغمتها حلوة. الدين جوهر لا مظهر، وهو فى القلب لا الموبايلات.

كتبت يومًا: مصريتى قبل توراتى، وطنى قبل دينى، فللدين رب يحميه، أما الوطن فليس له إلا أنت وأنا، حينئذ يكون الله معنا يحمينا ويحميه.

لست مع المفكر الإيرانى: حسين بهراز حين قال: إيران هى أمى، وديانتى المحمدية هى زوجتى، أستطيع أن أطلق هذه ولا أطلق تلك.

وتعليقى: ولماذا الطلاق؟!، عليك أن تكون بارًّا بأمك، مُحِبًّا لزوجتك. كنت وزوجتى مع صديقة بريطانية: باتريشا وودكوك، زرنا الأهرام، سافرنا إلى الأقصر: إلحاح أطفال صغار بطريقة مزعجة: بقشيش.. بقشيش، أو الإصرار على أن يبيعونا شيئًا، قصّت علينا أنها قرأت عن السائح أو السائحة حين يظل فوق الجمل حتى يوافق على دفع المبلغ المطلوب، لماذا لا نعطى السائح خمسة أرقام تليفونية خاصة بالشرطة «شرطة السياحة، والإسعاف»، أو إذا تعرض لأى مضايقة؟، سيعرف الناس ذلك، وبالتالى سوف يحرصون على راحته أو عدم مضايقته.

كان تعليق باتريشا حين سألتها عن رأيها فيما شاهدت أنها قالت: آثار عظيمة تدل على عظمة المصريين القدماء، ولكن هؤلاء الأطفال لا أصدق أنهم أحفاد هؤلاء العظماء!.

قلت لها: ليس كل أطفال مصر كذلك، ثم إن دراسة مارجريت كندل، ومن بعدها لواء طبيب دكتور طارق طه، وجدا فيها أن ٨٧ بالمائة وستة من عشرة من جينات توت عنخ آمون موجودة فينا جميعًا كمصريين.

وزارة السياحة، لماذا لا تطبع قانون الأخلاق فى مصر القديمة بالعربية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية؟!، قانون الأخلاق هذا مكون من ٤٢ رذيلة ينكر المتوفى فى محاكمة الروح حدوثها، ويسمى الأمر بالاعتراف الإنكارى، ٤٢ قيمة أخلاقية، يقر المتوفى «الروح» و«هو الاعتراف الإيجابى» أنه قام بها.

قانون الأخلاق هذا قال عنه عالِم المصريات البريطانى والاس بادج: نحن فى حاجة إلى قرنين من الزمان حتى نصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحضارة الإنسانية، ويكفى أن فيها: كنت أحترم عقائد غيرى.

فكرتى الأخيرة فى هذه المقالة للعاملين فى الإرشاد السياحى، قولوا للوفود القادمة إليكم إن ماسبيرو قال: هامَ المصريون بحب الله وذكره، وامتلأت كتبهم بمحاسن أفعاله، ويل ديورانت: مصر أول مَن دعَت إلى التوحيد، هنرى بروجش: كانت عقيدة مصر هى قمة القمم فى التوحيد.

أما إذا كان الوفد السياحى مصريًّا، فقولوا لهم: الله لم يترك هذه الحضارة العظيمة بلا شاهد: «وكم أرسلنا من نبى فى الأولين» «الزخرف ٦»، «ولكل أمة رسول» «يونس ٤٧»، «واذكر فى الكتاب إدريس إنَّه كان صِدِّيقًا نبيًّا» «مريم ٥٦»، إنه أودريس وليس أوزوريس اليونانى.

أما ثروت عكاشة فيقول: التوحيد جاء من مصر، العقاد: وصل المصريون إلى التوحيد، عبدالعزيز صالح: عبدت مصر الإله الواحد منذ الأسرة الأولى.
نقلا عن المصرى اليوم