حمدي رزق
رسالة الحزمة الاجتماعية (الثانية) التى وجه بها الرئيس، وقررتها الحكومة مساء (الأربعاء)، وبعد ساعات من ختام المؤتمر الاقتصادى، رسالة بعلم الوصول إلى المواطن، «لستَ وحدك»، الحكومة فى ضهرك، ونسند بعضنا بعضًا حتى تمر الأزمة بأقل قدر من الأعباء المعيشية.. ومليارات الدعم فى الموازنة تؤشر على ما نقول.

تفرِق مع الناس الطيبة، حزمة المساعدات على وقتها أشاعت أجواء مريحة، المواطن البسيط يستحق أكثر، والحكومة عينها على الطبقات الفقيرة، التى تعانى انعكاسات الأزمة الاقتصادية العاتية التى أرهقت اقتصاديات ضخمة، حتى الاقتصاد الأمريكى.

لسنا استثناء، والتضخم العالمى ألقى بظلاله على الاقتصاد الوطنى، مع ارتفاع فاتورة (خدمة الدَّيْن) مرتهنًا بارتفاع أسعار الدولار، ما أثقل كاهل الموازنة العامة، وعند الحكومة «القروض فروض»، ومصر تؤدى فروضها على وقتها، لم تتأخر يومًا عن سداد المستحقات، وهذا محل تقدير من المؤسسات المالية العالمية.

الاقتصاد المصرى محل ثقة من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى، والإشادات الدولية لا تخفى على لبيب، وتحدث بها المهندس مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، واللبيب من التقارير الدولية من المؤسسات المعتمدة يفهم.

دعك من المزايدات الرخيصة من المنصات الإخوانية العقورة، الشعب المصرى يثق فى قيادته السياسية، ويعلم علم اليقين أنها فى حالة اضطرار لأسباب خارجة عن حد الاستطاعة، مرغم أخاك، ولو كان فى الإمكان ما كان الاضطرار.

العارفون بالاقتصاد يعلمون علم اليقين أن صمود الدولة المصرية فى مواجهة الجائحة الاقتصادية الناجمة عن كورونا وتلتها الحرب الأوكرانية يُعد معجزة اقتصادية بكل المقاييس العالمية، وهذا منشور فى كبريات المنصات الاقتصادية العالمية.

كما يقولون شدة وتزول، واشتَدِّى أزمَةُ تَنفَرِجى، والصبر مفتاح الفرج، وفرجه قريب، فقط نتفهم ما تُقدم عليه الحكومة مضطرة، الرئيس يوجه بعدم فرض أعباء جديدة على المواطن، تم ترحيل برنامج الزيادات فى أسعار الكهرباء، ورفع حد الإعفاء الضريبى، ورفع الحد الأدنى للأجور.

المظلة الاجتماعية تُظلل الطبقات الفقيرة، مع استمرارية المشروعات القومية التى تستوعب ملايين العمال، وتكبح معدلات البطالة، ما يترجم فتح بيوت عمرانة بالخير.

حزمة المساعدات التى من لحم الحى محل تقدير، ومطلوب من القطاع الخاص أن يحذو حذو الحكومة وينفر إلى مساعدة الطيبين على المعايش، ويطبق الحد الأدنى للأجور بأريحية وكرم، وحدث قبلًا ومتوقع مبادرات معتبرة فى هذا السياق.

ومطلوب من الطيبين الترشيد فى سياق ثقافة الاستهلاك المستوجبة، وبالسوابق يُعرف الشعب المصرى فى الأزمات، ثبات وصبر وصمود، ولو يغمِّسوها بدُقّة، والحمد والشكر على نعمة الأمن والأمان والاستقرار.

المؤازرة الشعبية لمثل هذه الإجراءات الاقتصادية كالدواء المر تنتج أثرًا طيبًا بترشيد الاستهلاك، وتحكيم فقه الضروريات، وإعانة الحكومة على المرور من الأزمة الاقتصادية بعيون مستبصرة، وعقول نيرة، ونفوس مستبشرة، وإشاعة الأمل فى البلاد.

وفى الختام، للرئيس السيسى مقولة لافتة: «ماحدش هيحب الشعب المصرى أكتر من حكومته ورئيسه»، مقولة ترسم الخطوط العريضة للسياسات الاقتصادية التى تعنى بالبعد الاجتماعى ومصالح الطيبين، وتقطع الطريق على المزايدين من المرجفين فى المدينة.
نقلا عن المصرى اليوم