بقلم جورج حبيب
ظن الحمل انه اصبح كبيرا
فعلت قامته وظن انه للسماء قريبا
وملاه الكبرياء ولم يعد صغيرا
وقال في نفسه لما انا مطيعا
استطيع ان افعل وافعل فلست بقليلا
وقرر ان يترك مرعاه ويسير وحيدا
وعلم الراعي فكره فحذره كثيرا

وكم ترجاه وفي ذلك كان مثيرا
فاعوج  رقبته ورد كفاك تاويلا
اود ان اكون حرا واحيي طليقا
وحايله الراعي ليغير له التفكيرا
وفي غفلة مضي سريعا
وادركه راعيه مناديا حزينا

واغلق اذنيه ومضي بعيدا
واوهمه شيطان بانه سعيدا
حر هو ومميز عن القطيعا
وعلي صوت الراعي يبكي بنحيبا
اين انت يا صغيري فانا عنك بديلا
لابد ان ارجع بك فللذئب ستكون فريسا
وظل الراعي يبكي ذليلا
وجري الحمل وجري بعيدا

الي صحراء الزاد بها شحيحا
وجاع والالم يعتصره وهو جريحا
وعلي صوته في البيداء وحيدا
وليس من حوله الا ذئابا عواءها مخيفا
وبكي وبكي متذكرا رجاء الراعي الطويلا
ودموعه الجارية لاجله تمزقه تمزيقا

ونادي الحمل راعيه والياس به مليئا
عندها وجد الراعي بجانبه
اهلكه الحر والمشي بعيدا
و هم الراعي و حمله علي كتفه
واربض علي راسه وقبله
وضمد سريعا جروحه
واشبعه طعاما وماءا حمله
وقال الحمل بدموع اخطات

لقد تعاليت وتكبرت
فاغفر لي ذنبي
ولا تعاملني بخطايي
بكي الراعي وقال انت ابني
كيف تتخيل ان انسي حبي
من يمسكم مس حدقة عيني
انا راعي وكم انا باذل
عن خرافي وكم انا لهم حافظ