محرر الأقباط متحدون
"أحثكم على أن تبقوا مطيعين لعمل الروح، ومنفتحين على الإصغاء المتبادل وتوجيهات الكنيسة، لكي تميِّزوا بشكل أفضل كيفيّة مواصلة مسيرتكم" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى جماعة شالوم الكاثوليكيّة.
 
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان جماعة شالوم الكاثوليكية وبعد كلمة المؤسس "MoysésLouro de AzevedoFilho" وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وأجاب فيها على أسئلة تمَّ إرسالها له خطيًّا قبل اللقاء. قال البابا فرنسيس أود أن أؤكد على شيء سمعناه منMoysès. لقد قال إن جماعة شالوم ولدت لأربعين سنة خلت خلال احتفال إفخارستي، في وقت تقدمة القرابين. وهذا أمر مهم! لأنها لم تولد "على الطاولة"، بخطة جميلة صممها هو أو شخص آخر. ولدت في الصلاة، في الليتورجيا. يبادر إلى الذهن حدث من سفر أعمال الرسل، عندما أُرسل بولس وبرنابا في رسالة: حدث ذلك أثناء صلاة جماعية طلب فيها الروح القدس أن يفردوا اثنين منهم للرسالة إلى الوثنيين. إنَّ الروح القدس هو الذي يحيي الكنيسة ويدفعها إلى الأمام. ويقوم بذلك بشكل خاص في الصلاة، ولا سيما في الليتورجيا. والآن سأتناول الأسئلة. لقد سألتني، يا فابيولا عن كيفية المثابرة في صداقة مع الله في عالم محموم، وكيف يمكننا أن ننقل للآخرين هذه الخبرة في البيئات التي نعيش فيها. أود أن أقول: لنتذكر الفعل الذي كرره الإنجيلي يوحنا عدة مرات: "الثبات". "اثبتوا فيّ" - يقول يسوع - "اثبتوا في محبّتي". وبالتالي إذا بقينا متحدين بالمسيح مثل أغصان الكرمة، فإننا نثابر و"نُعدي" الآخرين أيضًا. إذا ثبتنا فيه بالصلاة، والاصغاء إلى الكلمة، والسجود، وتلاوة مسبحة الوردية، فإن ماويّة الروح القدس ستنتقل منه إلينا ويمكننا أن نثابر.
 
تابع الأب الأقدس يقول برتراند، لقد قلت في شهادتك بأنك تأثّرتَ بالأسلوب الشبابي في اللقاء الأول مع جماعة "شالوم"، وسألت كيف يمكن الحفاظ على هذه الروح حية، وكذلك ما هي أهمية ريادة الشباب في الكنيسة. لكي نحافظ على روح الشباب، علينا أن نبقى منفتحين على الروح القدس: فهو الذي يجدد القلوب، ويجدد الحياة، ويجدد الكنيسة والعالم. نحن لا نتحدث عن الشباب الجسدي، وإنما عن شباب الروح، من ثمَّ، كما قال القديس يوحنا بولس الثاني في اللقاء العالمي للشباب عام ٢٠٠٠، "إن الذي يقيم مع الشباب يبقى شابًا". وفيما يتعلق بالريادة، أود أن أقول شيئين. الأول هو ريادة القداسة. أفكر في كارلو أكوتيس، كمثال حديث؛ ولكن قبله في بيرجورجيو فراساتي، وقبله في غابرييليه ديل أدولوراتا، وفي تيريزيا الطفل يسوع، وفرنسيس الأسيزي كلارا، وهكذا وصولاً إلى التلميذة الأولى والكاملة: مريم الناصرية، التي كانت فتاة شابة عندما قالت "هاءنذا". هؤلاء جميعًا قد بنوا الكنيسة وما زالوا يبنونها بشهادتهم بجوابهم على نعمة الله. أما الجانب الثاني: كرعاة علينا أن نتعلم ألا نكون أبويين تجاه الشباب. أحيانًا نشرك الشباب في مبادرات رعوية، لكن ليس بالكامل. نحن نجازف "باستخدامهم" قليلاً، لإحداث انطباع جيد. لكني أسأل نفسي: هل نصغي إليهم حقًا؟
 
أضاف الحبر الأعظم يقول لقد شهدتي يا ديلما لفرح الصداقة مع الإخوة والأخوات الأشدَّ فقرًا. وأنتِ تسألين كيف يمكننا تنمية هذه الصداقة، ونجعل الآخرين يتذوقونها أيضًا. سأعطيكِ مثالاً واحداً فقط: راهبة شابة، لم تكن معروفة في ذلك الوقت، أجابت على دعوة الله الذي طلب منها أن تكون بالقرب من الأخيرين في كلكوتا. كانت تُدعى الأخت تيريزا. أين وجدت القوة لكي تخرج إلى الشوارع كل يوم لكي تجمع المشرفين على الموت؟ وجدتها في ربها يسوع الذي كانت تقبله وتعبده كل صباح وكان يقول لها: "أنا عطشان". ثم كانت تخرج وتتعرّف عليه في وجوه الأشخاص المتروكين. ونحن نعلم ما حدث: في البداية، تبعتها بعض الشابات، ثم العشرات، ثم المئات اللواتي حذونَ حذوها، وانضمت إليهنَّ أخريات كمتطوعات. وأخيراً يا مادالينا وجاكلين، لقد حملتما لنا سحر الساعة الأولى. سؤالكما يتعلق بالمسيرة الحالية والمستقبلية لجماعة "شالوم". وبالتالي فهو يتطلب إجابة أطول قليلاً وموجهة إلى الجميع. لقد تميّزت جماعتكم منذ البداية بالشجاعة المبدعة والضيافة وبدفع إرساليٍّ كبير. ولا تزال هذه السمات المميزة موجودة حتى اليوم في المبادرات التي تقومون بها في مختلف دول العالم والتي أعطت الحياة، على مر السنين، لواقع كنسي لا يشمل الآن الشباب فحسب، بل يشمل أيضًا العائلات والأشخاص الملتزمون في الرسالة والكهنة. أبارك الرب معكم من أجل هذا وأقول لكم: بنعمة الله، حافظوا على هذه العطايا، الشجاعة المبدعة، والضيافة والدفع الإرسالي.
 
تابع الأب الأقدس يقول إنَّ اسمكم هو "شالوم". وهذه الكلمة ليست شعارًا، بل هي تأتي من الإنجيل، من شفاه وقلب الرب القائم من بين الأموات، الذي ظهر لتلاميذه في العليّة وقال: السلام عليكم! سلام القلب الذي نلتموه من لقائكم الشخصي مع يسوع القائم من بين الأموات ومن خبرة حبه اللامتناهي. هذا السلام قد صالحكم مع الله ومع أنفسكم ومع الآخرين، والآن تحاولون أن تنقلوه أيضًا إلى جميع الأشخاص الذين تلتقون بهم. وفي اسمكم توجد أيضًا كلمة "كاثوليكي". إن جماعتكم هي كاثوليكية. إنه اسم أمنا الكنيسة! وأنتم ولدتم في حشاها. لقد قدّرتم العطايا والحيوية التي تغتني بها الكنيسة في البرازيل. وجماعتكم كاثوليكية أيضًا لأنها تسير دائمًا إلى جنب رعاة الكنيسة. حافظوا دائمًا على روح طاعة الأبناء، والمودة والقرب من رعاتكم.
 
وخلص البابا فرنسيس إلى القول أيها الأعزاء، خلال هذه السنوات الأربعين من تاريخكم، تحدّدت ملامح الجماعة - هناك السمات الأساسية والتأسيسية - لكنها عملية لم تنته بعد. إنَّ مؤسسكم لا يزال مرشدكم وبالتالي فأنتم لا تزال في مرحلة "التأسيس". أحثكم على أن تبقوا مطيعين لعمل الروح، ومنفتحين على الإصغاء المتبادل وتوجيهات الكنيسة، لكي تميِّزوا بشكل أفضل كيفيّة مواصلة مسيرتكم. أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، نشكر الله على ما أنتم عليه وعلى ما تقومون به. إن موهبتك هي عطية من الروح القدس لكنيسة اليوم. نبارك الرب على العديد من الشباب الذين يشاركون في مجموعاتكم وعلى العائلات التي تكوّنت، وعلى الدعوات والارتدادات العديدة، وعلى الدعم الذي تقدمونه للعديد من الرعايا، والعمل الرسولي الذي تقومون به في أكثر البيئات تنوعًا. ليرافقكم القديس فرنسيس الأسيزي والقديسة تريزيا ليسوع في مسيرتكم. ولتحفظ العذراء مريم، مثال التسليم للرب، فيكم روح الثقة والاستسلام للآب ولتساعدكم على المثابرة في خياركم. ليقبل الرب عطية حياتكم ويعضدكم بنعمته. أبارككم من كل قلبي وأسألكم، من فضلكم، أن تصلوا من أجلي.