فصل من فصول المأساة التي وقعت صباح اليوم الأحد بوقوع حادث حريق كنيسة أبوسيفين بمنطقة إمبابة بالجيزة، بطله الطفل رامي عريان، الذي ذهب في صباح اليوم الأحد إلى الكنيسة رفقة والدته وأخيه، ولكن لم يكن يعلم أن هذا اليوم سيشهد آخر لقاء بينه وبينهما بعد أن يفرق غبار الحريق الكثيف ويحول بينهما.

"كنت رايح القداس مع أخويا ومامتي، معرفش حاجة عنهم ومشوفتهمش لحد دلوقتي، كل اللي شفته إن فيه مولد كهرباء فرقع خلى الدنيا كلها دخان مكنتش شايف حاجة ومش لاقي أمي وأخويا".. هذا آخر ما يتذكر رامي من تفاصيل هذا المشهد، بينما لا يعلم أن الموت قد غيب الأم والأخ معا، وهذا ما أكده أبناء خاله في حديثهم لفيتو، فقد رحلا ولكن أبناء الخال حرصوا على ألا يخبروا رامي بالأمر في وقت تلقيه العلاج، وحتى موعد تصوير الفيديو مع رامي لم يكن يعلم شيئا عن رحيل الأم والشقيق، ولكن نظراته الشاردة والتي تجول في أرجاء الغرفة حينما يتحدث تعكس شعوره الداخلي بأنهما ليسا بخير، ويردد عبارة:"أنا مشوفتش حاجة من الدخان بس جابوا لي سلم أطلع عليه لأني كنت في الدور الرابع، رجلي فلتت قمت ناطط من الكنيسة لبيت قدامها وعندي كسر.. ورجلي اتخيطت".

أكدت  نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي خلال جولتها التفقدية على  كنيسة ابو سيفين بمنطقة امبابة،  ان كافة المؤسسات الدينية والمجتمع المدني ابدوا استعدادهم ا لدعم أسر ضحايا ومصابين حريق الكنيسة والعمل على سرعة إجراءات صرف التعويضات لهم.

وأضافت أن أحد أسباب ارتفاع عدد الضحايا هو وجود حضانة داخل الكنيسة قائلة:"  الحضانة فاضت بروح ابنائنا  واحفادنا إلى ربهم فبقدم كل التعازي  للبابا تواضروس واخواتنا الاقباط، هذا حادث في قلبنا جميعا".

وقامت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي بزيارة مصابي حادث كنيسة أبو سيفين بإمبابة  والذين تم نقلهم لمستشفي العجوزة وإمبابة العام من أجل الاطمئنان على حالتهم الصحية.

ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي فور وقوع الحادث مدير مديرية التضامن الاجتماعى بالجيزة بسرعة التحرك وضرورة تكثيف الجهود نحو مساعدة الأهالي مقدمة التعازي لأسر المتوفين، وتقديم الدعم اللازم لأسر الضحايا والمصابين، كما وجهت فرق الهلال الأحمر المصري بالتواجد في الموقع لتقديم أوجه الرعاية.

وتقرر صرف مبلغ 50000 جنيه فى حالة وفاة رب الأسرة ومبلغ 25000 جنيه فى حالة وفاة أحد أفراد الأسرة ومبلغ 5000 جنيه لكل حالة إصابة ودعم أسر الضحايا لمدة عام مع صرف معاش شهري للأسر التي فقدت عائلها بالإضافة إلى تقديم كافة أوجه المساعدات التى تحتاجها الأسر المنكوبة، كما تقرر صرف ٥٠ ألف جنيه أخري لأسر الضحايا من قبل الأزهر الشريف والجمعيات الأهلية أي 100 ألف جنيه لاسرة كل متوفي.

وكشفت وزارة الصحة عن إجمالي عدد الوفيات في حادث حريق كنيسة إمبابة حيث بلغت 41 وفاة.

وأكدت وزارة الصحة أن سبب الوفيات يرجع إلى  الدخان الكثيف الناتج عن الحريق والتدافع بسبب محاولات هروب الضحايا.

وأشارت  إلى مغادرة 2 من المصابين للمستشفيات بعد تلقي الرعاية الطبية اللازمة، فيما يتلقى الرعاية الطبية حاليا 12 مصابا، منهم 5 في مستشفى العجوزة، و7 مصابين في مستشفى إمبابة العام،  موضحة أن 4 من المصابين حالتهم غير مستقرة.

ويتابع الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، تقديم الخدمات الإسعافية والطبية، لمصابي حادث الحريق الذي وقع صباح اليوم الأحد، في كنيسة أبوسيفين بمنطقة إمبابة، في محافظة الجيزة، كما وجه بانتقال قيادات وزارة الصحة، لمستشفى العجوزة وإمبابة العام لمتابعة تداعيات الحادث الأليم بشكل مباشر.

وأكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن سيارات الإسعاف التي تم الدفع بها لموقع الحادث بلغت 37 سيارة، وتم نقل 55 حالة إلى مستشفيي (إمبابة العام، والعجوزة).

وأشار «عبدالغفار» إلى رفع حالة الاستعداد بمستشفيات محافظتي الجيزة والقاهرة، مشيرًا إلى توافر جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.

ونوه «عبدالغفار» إلى أنه تم إبلاغ الإسعاف بوقوع الحريق في تمام الساعة الـ 8:57 دقيقة، وعلى الفور تحركت أول سيارة إسعاف من أقرب تمركز بمنطقة مطار إمبابة، ووصلت لموقع الحادث في تمام الساعة الـ 8:59 دقيقة، ثم توالى وصول باقي السيارات.