مسئول امريكى يشرح كيف تمت عملية القتل ومن هو سيف العدل المرشح لخلافة الظواهرى
وهل تسعى طالبان للاستفادة من مقتل الظواهرى ..ومستقبل تنظيم القاعدة ؟

نادر شكرى
تتوجه الانظار نجو افغانستان لرصد حركة التخبط الذى يعيشها تنظيم القاعدة الارهابى ، بعد نجاح القوات الامريكية فى قتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، باستهدف منزلا سكنيا في العاصمة الأفغانية كابل.

ورجح محللون أميركيون أن يكون الظواهري قد قتل بصاروخ من طراز "RX9" عالي الدقة، والمخصص لتقليل الأضرار الجانبية الكبيرة عند استخدامه.والصاروخ الذي يعتبر نسخة محدثة من صاروخ هيلفاير (AGM-114)، يضرب الهدف بشكل مركز دون انفجار، ما يتيح تقليص دائرة الاستهداف بشكل كبير.

واستخدم البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الصاروخ على حد سواء، في عمليات خاصة نفذت في سوريا واليمن والعراق وليبيا والصومال والصاروخ الذي يصنع تحت اسم "R9X"، مزود برأس غير متفجر، يتجاوز وزنه 45 كيلوغراما، ويتطلب استخدامه معلومات استخباراتية عالية الدقة، كما أنه موّجه بالليزر، حسبما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال".

ويحتوي الصاروخ على ستة سكاكين "شفرات" تخرق هيكلها قبل ثوان من لحظة الاستهداف كي تقتل كل من يوجد على مقربة مباشرة من الهدف.

•  كيف تمت عملية الاغتيال
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير، إن زعيم تنظيم القاعدة خرج إلى شرفة البيت في كابل، فتم قصفه بصاروخين وجرى سماع دوي انفجار بعد قصف الظواهري في البيت الواقع بمنطقة "شربور" التي تعد من المناطق الراقية في العاصمة الأفغانية حيث أن وهذه المنطقة المملوكة لوزارة الدفاع الأفغانية من ذي قبل جرى تحويلها منذ سنوات إلى مكان لبناء بيوت فخمة يسكنها كبار المسؤولين في الدولة.

ولم يكن أيمن الظواهري يخرج من المسكن، فيما كان بايدن يتلقى إيجازات استخباراتية مستمرة بشأن زعيم تنظيم القاعدة، على مدى أشهر.وإثر ذلك، عرضت الاستخبارات خطتها على بايدن، موضحة أنها رتبت طريقة لتفادي سقوط ضحايا مدنيين في الهجوم.

وفي مطلع يوليو الماضي، التقى بايدن بمسؤولي المخابرات، بمن فيهم مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بورنز.وفي الخامس والعشرين من يوليو الماضي، اجتمع الرئيس الأميركي بكبار مستشاريه وسألهم مرارا عن طريقة التنفيذ وما إذا كانت ستودي بحياة مدنيين، وعندما نصحه المستشارون بمواقف مؤيدة، أعطى الضوء الأخضر لتنفيذ العملية.

وهذه العملية التي أنهت حياة واحد من كبار المطلوبين لدى الولايات المتحدة، هي أول غارة تنفذها الولايات المتحدة في أفغانستان منذ انسحابها من هناك في أغسطس 2021.

•  مطلوب منذ  2001
وكان الظواهري 71 عاما أكبر المطلوبين لدى الولايات المتحدة، نظرا لدوره في تنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك سنة 2001.

وتولى الظواهري قيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل مؤسسه، أسامة بن لادن، في عملية جرت بباكستان، في مايو 2011.وينحدر أيمن الظواهرى من عائلة متوسطة، حيث مارس مهنته كطبيب قبل أن يتبنى الفكر المتشدد. وبعد مقتل أسامة بن لادن خلفه في زعامة تنظيم القاعدة، حيث كان عقل التنظيم المدبر ومؤسس استراتيجياته.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الإثنين، إن الظواهري قُتل السبت في ضربة أميركية بأفغانستان.وذكر مسؤول كبير في إدارة بايدن أن العملية جاءت بعد عمل "دقيق ودؤوب" قام به مجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات المركزية.

ويعتقد بعض خبراء مكافحة الإرهاب أن الظواهري يتحمل المسؤولية الأكبر عن هجمات الـ11 سبتمبر 2001. ويعتبرونه أشد خطرا من زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية مايو 2011 في إسلام أباد الباكستانية.

وقال بايدن إن الظواهري "كان العقل المدبر أو لعب دورا رئيسيا في الهجمات على المدمرة الأمريكية كول في اليمن عام 2000 وسفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998".

وترى بعض الأطراف أن عملية مقتل الظواهري التي تابعها بايدن عن قرب تخدم الرئيس الأميركي في عدة جوانب. فكون العملية تم تنفيذها بطائرة مسيّرة يعزز موقف بايدن ويبرر قراره الانسحاب من أفغانستان بداعي أن "أميركا ليست بحاجة لآلاف الجنود على الأرض لمحاربة أعدائها".

•  من سيخلف الظواهرى
من سيقود تنظيم "القاعدة" الإرهابي ويخلف قائده أيمن الظواهري سؤال تم طرحها حيث اشار، خبراء مصريون إلى نمو فرص محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان، المعروف بسيف العدل، وأبو عبد الرحمن المغربي صهر الظواهري، لقيادة الـتنظيم.

وقال أحمد بان، الخبير في شؤون الحركات الأصولية بمص إن «سيف العدل، هو أبرز المرشحين لخلافة الظواهري، خصوصاً أنه تولى المسؤولية بشكل مؤقت عند وفاة بن لادن   حيث ان سيف العدل يرجح بشكل كبير أنه موجود في إيران»، لافتاً إلى أن «هناك فرصاً أخرى لعبد الرحمن المغربي، وهو صهر الظواهري». ووفق تقارير الأمم المتحدة، يُعتقد أن سيف العدل موجود في إيران.

و «سيف العدل من مواليد محافظة الشرقية بدلتا مصر، وهو ضابط سابق، انضم إلى جماعة (الجهاد)، وتم توقيفه في مصر مطلع مايو 1987 على خلفية قضية إعادة تشكيل (تنظيم الجهاد). وخرج سيف العدل من مصر في نهاية الثمانينيات إلى أفغانستان، وانضم إلى (القاعدة) على غرار الظواهري، وهناك تولى مهام قتالية وتدريبية عالية وارتبط بالظواهري وبن لادن، وبعد عام 1993 توجه إلى إيران، وتم توقيفه هناك في عام 2003

ويرى المراقبون والخبراء أن سيف العدل لعب دوراً جوهرياً في بناء قدرات تنظيم (القاعدة) لتنفيذ مهمات بأفغانستان، وفي توجيه المجموعات القتالية لاختيار أماكن جديدة بعيداً عن أفغانستان وتتهم واشنطن، سيف العدل، بإنشاء معسكرات تدريب في السودان والصومال وأفغانستان، وبالضلوع في تفجيري سفارتيها في نيروبي ودار السلام عام 1998، كما قام بإعداد بعض خاطفي الطائرات في هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وظهر على قائمة الإرهابيين المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي... وعرضت واشنطن في وقت سابق مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.

•  قيادات القاعدة التى قتلت 
يشار إلى أنه رغم أن التنظيم فقد قيادات بارزة، خلال العقدين الماضيين منذ هجمات نيويورك وواشنطن، ظلت له أفرع نشطة من الشرق الأوسط إلى أفغانستان وإلى غرب أفريقيا. ووفق الخبراء، فإن التنظيم فقد عدداً من القيادات البارزة، أبرزهم أبو فراس السوري، وأبو الخير المصري، وأبو خلاد المهندس، وأبو خديجة الأردني، وأبو أحمد الجزائري، وسياف التونسي، بالإضافة إلى مقتل 17 قيادياً من ذراعه (جبهة النصرة)». وفي أكتوبر قتلت قوات الأمن الأفغانية حسام عبد الرؤوف المعروف بـأبو محسن المصري، المسؤول الأول عن إعلام القاعدة

•  مستقبل تنظيم القاعدة
وعن مستقبل  القاعدة بعد مقتل الظواهري، أكد الخبير أحمد بان، أن مستقبل التنظيم بعد الظواهري هو مستقبله في حياة الظواهري، عبارة عن (خلايا متشظية) تفتقر لقيادات تاريخية، ويتباين نشاطها بحسب الجغرافيا، مضيفاً أن زعامة الظواهري وسياساته قد جنتا على التنظيم، خصوصاً بعدما أصبح في السنوات الأخيرة غير قادر على التواصل السريع مع الفروع، فضلاً عن عدم القدرة على منح رأى سريع في مسائل تعرض لها التنظيم، خصوصاً (جبهة النصرة) ، موضحاً: «عملياً لم يعد الظواهري رقماً صعباً في المعادلة، فهو لا يتواصل مع عناصر التنظيم، وعلاقته بـ(القاعدة) خلال السنوات الماضية لا تتجاوز تسجيلاً صوتياً». وأوضح أن «التشظي ظهر في التنظيم منذ لحظة الحرب الأميركية في أفغانستان، فضلاً عن التهام تنظيم (داعش) الإرهابي لكثير من مجموعات (القاعدة) مما أضعف التنظيم

وان التنظيم اصبح ضعيف  ضعيف الآن عن تنفيذ أي تهديدات؛ وقوته أقل مما كانت عليه وقت مقتل بن لادن

•  طالبان ومحاولة الاستفادة
قال الدكتور جاسم تقي رئيس مؤسسة الباب للدراسات الاستراتيجية، إن حركة طالبان ستستفيد حتما من مقتل أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، حيث إنها تحاول جاهدة أن يعترف بها المجتمع الدولي ولكنها تصطدم بالولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي الذين يرفضون الاعتراف بها.

وأشار  تقى إلى أن حركة طالبان تحاول جاهدة إقناع المجتمع الدولي بالاعتراف بها، ولكن حتى باكستان رفضت الاعتراف بها على الرغم من أن باكستان هى من أوجدتها، ولكنها وجدت نفسها أمام قرارات المجتمع الدولي الرافضة الاعتراف بحركة طالبان.

وأضاف أن حركة طالبان ترعى حركة أخرى تسمى حركة طالبان الباكستانية، وهذه الحركة تستهدف الجيش والمؤسسات الأمنية المرابطة على الحدود الباكستانية الأمنية، معتبرا أن تنظيم القاعدة انتهت هيبته بعد مقتل أسامة بن لادن، متوقعا أنه سيكون هناك اختفاء حتى وإن كان مؤقتا لتنظيم القاعدة.

•  تاريخ الارهابى ايمن الظواهرى
وولد أيمن محمد ربيع الظواهري في ضاحية المعادي بالقرب من العاصمة المصرية القاهرة في 19 يونيو من العام 1951.
وكان والد الظواهري طبيبا معروفا وجده إماما، ويأتي انخراط الظواهري الابن في المجتمع الإسلامي في سن مبكرة، حيث نشر العديد من الكتب عن الأصولية الإسلامية التي كانت بالنسبة للكثيرين رمزا للحركة الإسلامية المتطرفة.

والتحق بجماعة الجهاد الإسلامى منذ تأسيسها في العام 1973 تخرج في سنة 1974 ثم خدم ثلاث سنوات بمثابة طبيب وبين عامي 1980 و1981 عمل في مجال الإغاثة مع منظمة الهلال الأحمر ببيشاور الباكستانية وعبر الحدود نحو أفغانستان وراقب الحرب.

وكانت المرة الأولى التي سمع فيها العالم عن أيمن الظواهري عندما وقف في قفص بقاعة المحكمة بعد اغتيال الرئيس المصري أنور السادات العام 1981.حينها أعلى الظواهري صوته إلى جانب المتهمين الآخرين الذين أغضبهم اتفاق السلام الذي أبرمه السادات مع إسرائيل، بالقول إنهم "ضحوا ومستعدون لمزيد من التضحيات حتى انتصار الإسلام".

وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمة حيازة سلاح دون سند من القانون، لكنه بُرئ من التهم الرئيسية. وعقب الإفراج عنه في العام 1985، غادر إلى السعودية وبعدها بفترة وبعد ذلك بوقت قصير توجه إلى بيشاور في باكستان وأفغانستان الذي درس الجراحة ليكون أحد الأسماء المستعارة له "الطبيب"، إلى باكستان عند إطلاق سراحه حيث عمل مع الهلال الأحمر في علاج الإرهابيين الجرحى في أفغانستان الذين كانوا يقاتلون القوات السوفيتية وأسس فصيلاً لحركة الجهاد الإسلامي المصرية وتولى قيادة جماعة الجهاد بعد عودتها للظهور في عام 1993 لتقف وراء سلسلة من الهجمات فى مصر بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي بحسب "بي بي سي".

وفي العام 1999 حكمت محكمة عسكرية مصرية غيابيا على الظواهري بالإعدام بينما كان يعيش إلى جانب بن لادن الذي ساعده في تشكيل القاعدة. وكان واحدا من خمسة موقعين على "فتوى" بن لادن التي تدعو لشن هجمات ضد الأمريكيين.

والظواهرى مسئول عن مقتل مئات من المصريين منتصف التسعينيات ومذبحة السياح فى الأقصر 1997، وبعد ذلك بعامين صدر على الظواهرى حكم بالإعدام غيابيا ثم انضم تنظيم الجهاد وخمس مجموعات راديكالية أخرى إلى بن لادن وتنظيم القاعدة ولعب دوراً بارزاً في سلسلة منسقة من تفجيرات السفارات الأمريكية عام 1998 في شرق أفريقيا.

ووضعت واشنطن اسمه ثانيا -بعد بن لادن-  في قائمة المطلوبين أمنيا بعد تفجيرات نيروبي ودار السلام التي استهدف السفارة الأمريكية عام 1998.بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 دخل الظواهري قائمة جديدة للمطلوبين للولايات المتحدة وكان يُنظر له على أنه الساعد الأيمن لبن لادن والمُنظر الرئيسى لتنظيم القاعدة.

وقد برز كأحد الناطقين البارزين باسم القاعدة وقد ظهر في 16 شريطا مرئيا ومسموعا في عام 2007 ويمثل ذلك 4 أضعاف ظهور بن لادن في العام ذاته.

ويعتقد أن الظواهري قد استهدف بضربة أمريكية في 13 يناير عام 2006 وقد قتل في الهجوم آنذاك 4 من أعضاء القاعدة ولكن الظواهري نجا وظهر على شريط فيديو بعد أسبوعين يحذر فيه الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج بوش أنه لا هو ولا "كل القوى على الأرض" يمكن يقتلوه إن لم يكن مقدراً له ذلك.

وبعد سنوات زادت فى الفترة الماضية، أنباء عن وفاته بعد صراع مع المرض حتى ظهر بفيديو قبل أشهر يدحض فيه تلك الشائعات لتكتب غارة أمريكية أخيرا نهاية حياة الطبيب الإرهابى.