كتب - محرر الاقباط متحدون 
نشر  القمص يوحنا نصيف، راعي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في ولاية شيكاغو بالولايات المُتحدة الأمريكية، عبر حسابه على فيسبوك، مقتطفات من كتاب: لماذا أخشى أن أقول لك مَن أنا؟! - للأب جان باول اليسوعي (1925 - 2009م).
 
وقال نصيف :" 
 قرأت هذا الكتاب منذ حوالي ثلاثين سنة، وتأثَّرتُ بطريقة الكاتب في التفكير.. إذ يحاول بطول الكتاب أن يَفهم الواقع الإنساني، ويتابع النموّ الشخصي، ويربط ذلك بالعلاقات الإنسانية، مع الإشارة لكيفيّة التعامل مع العواطف، وتنمية الوعي الذَاتي.. كلّ ذلك بهدف مساعدة الإنسان لكي يطوّر نظرته إلى ذاته، وينمّي علاقاته بالآخرين.
 
وقد اقتطفتُ في ذلك الوقت بعض العبارات من الكتاب في مذكّراتي الخاصّة، اسمحوا لي أن أشارككم بها الآن في هذا المقال:
 
  الإنسان المتكامل ينتقل شيئًا فشيئًا، من الذّات "المُبَرْمَجَة"، ومن كونه "رادٌ للفِعل"، إلى كونه "فاعلاً"، وقد أصبح سيّد نفسه.
[في هذه الحالة: الذّات العقلانيةّ تأخُذ المبادرة]
 
 من النادر أن يَختبِر صاحب "الألاعيب" علاقة شخصيّة حقيقيّة، مِن تلك التي يمكنها وحدها أن تضعه على طريق النموّ، الذي يقود إلى ملء الحياة البشريّة.
[الألاعيب المقصود بها المناورات التي يلجأ إليها الإنسان، لكي يتجنَّب إظهار حقيقته للآخرين]
 
 إنّنا في حاجة لوقفة صدق مع أنفسنا، تتحوَّل إلى حالة صِدق متواصلة.
 
كلٌّ مِنّا ينمو ليُكَوِّن ذاته، وليس ليكون "مِثْلَ" شخصٍ آخَر.
 
أوّل شروط النموّ هو الاتّزان.
 
   + الشخص "الكامل الإنسانيّة" يحافظ على الاتّزان بين وجهه الداخلي، ووجهه الخارجي. فالشخص الذي يبالغ في الانكماش على نفسه، وكذلك الذي يبالغ في الانبساط، كلاهما يفتقر إلى الاتّزان.
 
 يقول سقراط: "الحياة التي ينقصها التفكير المُرَكَّز لا تستحق أن تُعاش".
 
 الشخص المتّزن يحبّ الجمال، ولا يرفض الألم، عقله حيّ باحث..
 
 النموّ يعني التغيير. ويقبل سَلَفًا، وببهجةٍ، ما سوف يؤول إليه كيانه الإنساني.. وليس مِن نموّ إنساني يمكن برمجته مُسبَقًا.. وما مِن إنسان يستطيع أن يُقلِّد أحدًا في نموّه، فالكلّ فريدٌ بذاته.
 
 اخلق فيّ يارب قلبًا يعرف كيف يصغي.
 
 الإنسان لا يستطيع أن يعيش حياة حقيقيّة، ولا يمكنه أن يكون حُرًّا من دون أن يتمرَّس على التجرُّد.
 
 كلّ نموّ إنساني، وكلّ أذى وانكماش، وكذلك كلّ تقدُّم ونمو شخصي، كلّها وليدة علاقاتنا مع الآخَرين.
 
 قيمة كلّ علاقة مرهونة بالقدرة على التعبير عن تلك العلاقة.
 
 على الإنسان أن "يستعمل" الأشياء، ويحبّ "الناس". الإنسان الذي يعيش حياته كلّها على مستوى علاقة "الشخص بالشيء"، سوف يكتشف أنّه يحبّ الأشياء ويستعمل الناس. وفي ذلك شقاء وانعدام للاكتمال البشري.
 
 المخادعة ترتدّ دائمًا على المُخادِع، لتُقلقه وتقضّ مضجعه.
 
 العلاقة العميقة الحميمة (إنفتاح عاطفي وصدق)، يجب أن تخلو من الحُكم على الآخَر، ويجب أن يكون لديّ من التواضُع والتعقُّل ما يجعلني أخشع أمام سِرّ الإنسان وتشعُّبات شخصيّته.. إذا حكمتُ على نيّته فذلك يعني أنّي لم أنضج بعد!
 
 أن أبوح بما في نفسي بصدق وانفتاح، فذلك أمرٌ يتطلّب شجاعة من نوعٍ خاصّ.
 
 إذا حدث لي أن كشفت لك عمق ذاتي بصدق، فأرجو ألا تجعلني أشعر بالخجل.
 
يمكنني أن أساعدك على قبول ذاتك والانفتاح على الآخرين، إذا قبلتُك أنا وبُحت لك ما في نفسي.
 
 كبت العواطف من أهمّ أسباب الإرهاق والمرض في مجتمعنا.
 
 العواطف بحدّ ذاتها هي قسم من الواقع البشري، لا هي حسنة ولا هي سيّئة.
 
 يجب أن تتكامل العواطف مع العقل والإرادة.
 
 إذا كنتُ أودّ أن أقول لك مَن أنا، فمن الضروري أن أعبِّر لك عمّا أشعر به، أكنتُ أنوي أن أحقِّق ذاك الشعور أم لا.
 
 لا نستطيع أن ندفن عواطفنا ميّته، فإذا حاولنا دفنها تبقى حيّة في عقلنا اللاواعي وفي أحشائنا، فتُقلقنا وتؤلمنا. والتعبير عنها مهمّ في بناء العلاقة مع الآخَر، وأمر أساسي أيضًا من الناحية الصحّيّة.
 
معرفة الذَّات هي بداية النموّ.
إذا أردنا أن نجعل الشخص الآخَر يتعامل معنا بانفتاح وصدق، علينا أن نبدأ وننفتح عليه، ونُعَبِّر له بصدق عن مشاعرنا... فعندما يصغي الآخَر إلى سرّ عواطفي وعمقها، تنمو لديه الشجاعة على التعبير عن عُمق عواطفه هو.
 مهما كانت أسراري، أرجوك ألاّ تنسى ابدًا أنّني ولو ائتمنتُكَ عليها، فهي مازالت قسمًا مِنِّي!
 
إذا كان من الضروري أن نُعَبِّر عن عواطفنا، فليس ضروريًّا أن نعمل بما توصينا به.
 
سلوك الإنسان في غالبيّته، نتيجة لقواه العاطفيّة. مع أنّنا جميعًا نودّ ان نظهر بمظهر العقلانيّين..
 
 ما من أحد يودّ أن يعيش في الغشّ والكذب، ولا في الرياء والتزييف، ولكن عنف المخاطر والمخاوف التي يثيرها التعبير عن الذات، يدفع بنا إلى الاحتماء وراء أدوار وأقنعة، غالبا ما تتحوّل إلى ردّة فِعل عفوية عندنا.
 
 إذا أشركتك في أفكاري، وضعتُ ذاتي في متناوَلك.. وإذا شاطرتك مشاعري، اشركتك في ذاتي!
 
لا احد يستطيع أن يحبّنا حقًّا، مِن دون أن يفهمنا جيِّدًا.
 
 كلّ إنسان يُفهَم ويُحَبّ ينمو كشخص بَشَري، وكلّ إنسان يشعر أنّه في غُربة يقضي (يموت) في زنزانته وحيدًا منفردًا.
 
ثمن "اكتمال الإنسان" باهظ جدًّا، وقليلون مَن يتوفَّر لهم الوعي والشجاعة ليدفعوا هذا الثمن... على الإنسان أن يوقِف البحث عن الضمانات لنفسه، ويروح يغرف من الحياة بملء كفّيه، يعانق الوجود كما الحبيب حبيبته، ويتقبَّل الألم كشرط من شروط الحياة. عليه أن يساكِن الشكّ والظلمة، إنّهما ثمن المعرفة. وهو بحاجة إلى إرادة عنيدة في الصراع، وعلى استعداد دومًا لتقبُّل النتيجة، أحياةً كانت أم موتًا..!
 
 لا أحد يمكنه أن يقرِّر بالنيابة عنّي ما سوف أعمل.. فعلى كلّ إنسان أن يسير على وَقْع موسيقاه هو..!
 
 إذا كنتَ تودّ أن تتعرّف على أخطاء إنسان ما، فامدحْهُ أمام رفاقه..!
 
 صاحب القيل والقال يحاول أن يقوِّي ثقته بنفسه عن طريق الحَطّ من قدر الآخَرين. إنّه يرى من الأسهل أنّ يحطّ بالآخَرين إلى مستواه، مِن أن يرتفع هو إلى ما هُم عليه.
 
الأنفس الجبانة تؤْثِر القراءة عن الحياة على محاولة عيشها.
عندما أكبت عواطفي، فمِعدتي تَعدّ تلك العواطف وتسجّلها..!
إذا كنتَ ترفض أن تكبر، فإنّ ذاك شعار مريح، ولكنّه أيضًا خِدعة مُضلِّلة.
[ربّما لأنّ النمو سيحدث حتمًا، لكن المهمّ أن يكون موَجَّهًا في الاتجاه الصحيح]
 
 يكون الإنسان سعيدًا بقدر ما يُقرِّر أن يكون هكذا..!
القمص يوحنا نصيف