Oliverكتبها
- - إلهنا مصدر الفرح و مسيحيتنا كما تتميز بالمحبة كذلك تتميز بالفرح عن بقية المعتقدات. لا يوجد كتاب إلهي يتحدث عن الأفراح كما يتحدث الإنجيل.لأن  الإنجيل يرصد لنا كيف بدل الرب العقوبة خلاصاً. في العقوبة كان الموت بأحزانه و في الخلاص تبق القيامة و أفراحها(فيليبي 4:4 ورومية 11:15). بالإنجيل نتأهل لعشرة الثالوث فى ملكوت الفرح الأبدي.

- الحزن الذى من الروح  القدس تماماً مثل فرح الروح القدس كلاهما يعيد جمال النفس البشرية و ينير قلب الإنسان بمشاعر أبدية.لأن الروح كما يعمل بالفرح يعمل بالتبكيت أيضاً.كما يعزي الروح فإنه يُحزن أيضاً لكي لا نستهين بصليب المسيح.لذلك فالطوبي التي إعطيت للحزاني لا تقصد حزن العالم و النائحين علي ضياع مشتهياتهم أو مقتنياتهم لكنه للحزاني علي ما يصدر منهم و يجرح قلب المسيح المحب .الحزاني علي قصورهم و تقصيرهم قدام وصية الآب في المحبة.الحزاني علي الفرص الضائعة لربح الكنوز السمائية.الحزاني علي النفوس البعيدة .الحزاني في تأنيبهم لأنفسهم .الذين مزجوا كلماتهم بدموعهم في الصلاة و لسانهم لا يتحرك مثل حنة أم صموئيل 1صم 1 : 13 . هؤلاء وحدهم  قيل لهم طوبي للحزاني لأنهم يتعزون.

- لأننا ما زلنا فى حياة الجهاد الروحى علي الأرض لهذا يصارعنا أو يصرعنا حزن العالم.و هو  حزن ضار يختلف عن الحزن الروحي  النافع الذى ينشأ توبة و يبكت القلب علي الخطية و التقصير.الفرق بين حزن العالم و الحزن الذى من الله يتضح من أثره.فالحزن الروحي يعيد جمال الروح و حزن العالم يشوه الإنسان ويضيع جماله,هو حزن هدام للجسد و النفس و الروح.حزن قاتم لا يتغلغله الرجاء و لا تصاحبه الصلاة.الشيطان إذا حسد أحدا علي جمال كيانه الداخلي يضربه بحزن العالم فينغمس في همومه و يتهدد بفقدان صورة الله و مثاله.لكن التائبين يحصدون من الحزن نقاوة إذ يغربل الله قلب الإنسان بحزن بَنًاء و يفطمه عن فرح العالم  تماماً كما يخلصه من حزن العالم.فأحزان العالم مثل أفراحه كلاهما تشويه لصورة الله و مثاله.يع4:4.

- إذا أردت أن تتجنب حزن العالم  تجنب أيضاً أفراح العالم التي هى خداع الشهوة و حلاوة المظهر وحده فالعالم لا يمنح فرحاً و لو وهمياً إلا و في داخله أحزاناً مريرة لهذا من يرفض أفراح العالم يتجنب مرارة أحزانه2 كو 7: 10..عش أفراح الروح و إفرح بالمسيح و عشرة الثالوث الأقدس.خاطب الآب و صادق الإبن و إنقاد بالروح القدس.تأمل الإنجيل و تلذذ بما فيه. أقول لك عن سلاح بتار لأحزان العالم؟ هو الشكر علي كل شيء من قلب منسحق يؤمن بالحقيقة أن إلهنا مستوجب الشكر(اتس5: 16-18 ).و أن الشكر من كل القلب هو قليل قليل قدام مراحم الرب التى لا تحصي.

-لأن الحزن الشرير وسيلة شيطانية كي نكف عن الشكر و نبدأ بالتذمر و الأنين.فإغلب الحزن بالشكرلمن مات لأجلنا مجاناً و وهبنا حياته؟ الصلاة هي التنفس للروح و بغيرها تختنق و تموت.الصلاة تحرق حزن العالم كما يتلاشي القش في النار(رومية 12: 12).إذا صليت و صمت و بكيت و لم يغادرك حزن العالم فإبحث في زوايا القلب عن شهوة ردية خفية تخطف أفراحك و إنسكب عنها. ثق يا محبوب الرب أنه كلما حاربك الشيطان بأحزانه ينقذك الروح بتعزياته و تخرج منها بمزيد من البركات و أكاليل النصرة و ثق أنك ستختبر بعد حياة الشكر الدائم حياة سلام من أحزان العالم و أفراحه و تصير حينها منشغلاً بالتمام في أمر أبديتك.

- الرب يعزي نفسك و روحك.لنرفض الحزن الذى لا منفعة منه فهو يشوهنا.بتعزيات الروح القدس نغلب الحزن الفاسد.أحزاننا حملها فلماذا نحملها مجدداً ؟لا تتركوا جمال الكيان مهدداً بالأحزان الزائفة.الكآبة تهزم العمر أما التأمل في كلمة الله فهو يجدد كالنسر الشباب. كلام الروح تعزية كله.نصلي لأجل الذين غلبتهم الأحزان حتي عجزوا عن الصلاة لأنه مكتوب أحزين أحد فليصل. نشكر الرب الذى كل أعماله مجد و عجب(عبرانيين 15:13).

- فقط النفس القابعة في الظلمة لا تصدق أن كل الأشياء تعمل معا للخير.نضع تجاربنا قدامك .ليس لنا أن نعرف كيف تتحول التجارب إلى تعزيات فهذا شأن الروح(كورنثوس الأولي 13:10) ,أما نحن فيلهج قلبنا بالشكر في الضيقات لأننا نصدق كلام الله و إختبرناه. طوبي لهؤلاء الذين يدللهم الرب بالتعزيات كما تدلل الأم رضيعها إش 66 : 13لهذا لا نتعجب إن رأينا الأبرار يهزمون الأحزان بالشكر فهكذا كان و هكذا يكون .الرب يجعلنا من هؤلاء الغالبين أحزانهم بعمل الروح و تعزيات الإنجيل مز91: 14.بالشكر و الصلاة . نمجد المسيح في المحتفظين بجمالهم  المستنيرين بصورته و مثاله  الذين لم يتركوا حزن العالم سم الحية يتسرب إلى داخلهم.نصلي كي يديم  الرب صدق بسماتنا النابعة من رجاء عميق فيه .ليس التي نرسمها جسدياً علي شفاهنا بل التي من القلب تخرج لأن الرب صالح  يملأ القلب شبع و سرور..