حمدي رزق
وأعلنت جمهورية مصر العربية الحداد ثلاثة أيام على فقيد الأمة العربية، الشيخ «خليفة بن زايد آل نهيان»، رئيس دولة الإمارات المتحدة، ونعاه الرئيس السيسى بالأصالة عن نفسه، وعن جموع الشعب المصرى، نصا: «كان الشيخ خليفة محبا لمصر بحق، وصديقا مخلصا فى كل الظروف والأحوال، فباسمى واسم شعب مصر أتقدم بالتعازى لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة ودولة وشعبا فى هذا المصاب الجلل، وأدعو الله عز وجل أن يتغمد الفقيد الغالى بواسع رحمته، وللإمارات الشقيقة بدوام التقدم والعزة».
 
تعزية الرئيس السيسى المعتبرة، وسفرته للعزاء، تعبر عن مكنون القلب المصرى المحب لقيادة وشعب الإمارات، لم نر منهم سوى الحب كله، ودوما فى صف القضايا المصرية، ومصر والإمارات نموذج فى العلاقات الأخوية، أشقاء، متحابين، وعلى قدر الحب يكون العزاء، والعزاء موصول فى فقيد الأمة، عنوان الإنسانية.
 
قال طيب الذكر الشاعر الفلسطينى «محمود درويش»: «إن عشت فعش حرا أو مت كالأشجار وقوفا».. هكذا رحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، عن عالمنا عن عمر يناهز ٧٤ عامًا، عاش حرا كريما، ومات كالأشجار الباسقة وقوفا.
 
يرحمه الله، كان عنوانا من عناوين الإنسانية التى تسرى فى نسل الشيخ زايد آل نهيان، من الجدود إلى الأحفاد، وصدرت وثيقة «الأخوة الإنسانية» تحت رعايته، كان نموذجا ومثالا للفارس العربى الأصيل الذى يعرف بالشهامة والمروءة والكرم.
 
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخنا الطيب لمحزونون، قلوبنا مع شعب وقيادة دولة الإمارات الشقيقة، وعزاء فى أعز الناس، ناس الإمارات يحبون الحب فى أهله، ولا يتأخرون عن العون، عونا وظهيرا لأمتهم العربية والإسلامية، والعالم بأسره.
 
قبل وفاته، الشيخ زايد آل نهيان (يرحمه الله)، أوصى أبناءه بمصر، وقال فى وصيته «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائى بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر.. وهذه وصيتى، أكرّرها لهم أمامكم، بأن يكونوا دائمًا إلى جانب مصر، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. إن مصر بالنسبة للعرب هى القلب، وإذا توقّف القلب فلن تُكتب للعرب الحياة».
 
تظل دولة الإمارات العربية، ويظل أبناء طيب الذكر الشيخ زايد نموذجا ومثالا، يحبون مصر وأهلها ويخشون عليها ويقفون منها موقف الشقيق وقت الضيق، ولم يصدر عنهم تاريخيا وحاضرا إساءة، ولا تصادف إماراتيًا إلا وعبّر عن مكنون حبه لمصر وأهلها، كل هذا الحب من نبع الشيخ زايد الصافى. ويسرى الحب فى شرايين القلب، والشيخ محمد بن زايد (رئيس الدولة) خير خلف لخير سلف، والآمال معلقة فى إنسانيته التى عرف بها، وعلاقته بمصر مطبوعة بوصية الوالد المؤسس، الشيخ زايد، يرحمه الله، وجميع أبناء الشيخ الكبير يستبطنون الوصية الطيبة، وبين الشيخ محمد والرئيس السيسى علاقة أشقاء، وبين الشعبين المصرى والإماراتى ود ومحبة خالصان.
 
الحزن المصرى (قيادة وشعبا) عميق، مع دعوات طيبات بالرحمة للفقيد الكبير، والعزاء للأسرة، وللشعب الإماراتى الذى سيتجاوز أحزانه، وتحت قيادة الشيخ محمد يكمل مسيرته الإنسانية التى باتت طريقا إماراتيا خطه الآباء المؤسسون للدولة، وعلى الطريق القويم يسير الخلف الطيب.. آخر الأحزان.
نقلا عن المصرى اليوم