محرر الأقباط متحدون
كتب ، محمد أبو قمر، الأديب والروائي ، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك : " مفيش شاب مصري بيختار فجأة إنه يبقي متطرف أو يقررالانضمام للجماعات الارهابية كده فجأة من غير مقدمات ، زي بالظبط مفيش واحد في الدنيا يقررمن تلقاء نفسه إنه يدمن المخدرات ، الحاجات لها مقدمات ، وأسباب ، وعمليات تجهيز نفسي .
 
وتابع ، الشاب إللي بيبقي متطرف أو ارهابي بيكون تم تهيئته وتجهيزه بواسطة الدروس الدينية إللي بتكلمه عن الجهاد ، وعن القتال في سبيل الله ، والحور العين ، وعن مسئوليته في نشر الاسلام ، وعن إن غير المسلمين بيعتبروا كفار يجب قتالهم حتي يعلنوا اسلامهم ، والحكايات إللي بيحكيها الدعاة عن أمثلة من التاريخ الاسلامي عن الجهاد والمجاهدين ، وعن الفتوحات ، وعن الحرب إللي بيديرها البعض للقضاء علي الاسلام ، كل ده بيهيأ الشاب للدفاع عن دينه ، وبيخليه عنده استعداد للشهاده علشان ينول الجنة ويتمتع بالحور العين .
 
 
وأكمل ، الداعية عمره ما بيتكلم عن العمل ولا عن التفكير ولا عن استخدام العقل لتطوير الحياة ، عمره ما بيتكلم عن التعايش أو عن المحبة ، وإذا اتكلم عن الغلاء مثلا أو عن نفشي الأوبئة ، بيقول للشاب إن الغلاء والفقر والأوبئة سببها الدعارة وعري النساء وخروج البنت إلي الشارع بدون حجاب وعدم طاعة الزوجة لزوجها والاختلاط والموسيقي والغناء والرقص والأفلام والتمثيليات إللي بيسميها أعمال إباحية.
 
وتابع ، الشاب لما بيسمع الكلام ده مش بيكره المجتمع بس ، دا بيكره حتي أمه وعائلته وبينتابه إحساس إنه عايش في بلد كل أهلها كفار زي ما كان المسلمين الأوائل أيام الرسول عايشين في مكه وسط كفار قريش.
 
وأضاف ، سمعت الأخ الداعية مصطفي حسني في التلفزيون بيحكي إن واحد راح للرسول وقال له : إيه إللي يخلي ربنا يضحك يارسول الله ، الأخ الداعية حكي إن الرسول قال للراجل ده : إللي يخلي ربنا يضحك هو إن المجاهد ساعة ما يقع الزي الحديدي إللي بيحميه من طعنات السيوف يدخل بصدره العاري علي الأعداء وينزل فيهم ضرب بسيفه دون خوف لأنه بيدافع عن الله وعن دينه ، وهو ده زي ما بيقول الأخ الداعية مصطفي حسني إللي يخلي ربنا يضحك.
 
وأكمل ، حكايات من النوع ده كتير بيحكيها الدعاة في الفضائيات وفي تلفزيون الدولة ، وبعد كده إحنا بنستغرب لما نلاقي شبابنا كرهوا أهاليهم وكرهوا وطنهم وكرهوا شعبهم وكرهوا الحياة وبقوا مستعجلين علشان يضحكوا ربنا زي ما قالهم الأخ الداعية ، وبقي عندهم شوق للاستمتاع بالحور العين إللي بيتغني الداعية في أوصافهن وبيقول للشباب إن المرة الواحد للجماع مع الحور العين بتوصل لسبعين سنة.
 
واخيراً، مفيش واحد بيقرر فجأة يبقي متطرف أو ارهابي ، لازم يسبق ده تجهيز وإعداد وتهيئة نفسية ، وعملية التجهيز والتهيئة دي تجري الآن علي قدم وساق في بلادي في التلفزيون وفي الراديو وفي الجوامع وفي بعض الدروس الخصوصية وفي الأحزاب الدينية وحتي علي الفيسبوك .