د. أحمد عامر :  كلوا واشربوا داخل المحاضرات .. وزملاؤكم المسلمين لن يقطع أحشاءهم ما تفعلون
 
محرر الأقباط متحدون
‏ كتب ، د. أحمد عامر ، مدرس التأليف والنقد بقسم علوم المسرح - كلية الأداب‏ ‏جامعة حلوان‏ ، عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك ، قائلا : " الأعزاء الطلاب المسيحيين : في محاضراتي للفرقة الأولى والثانية ، أرجو أن تأتوا بطعامكم وشرابكم .. وكلوا واشربوا داخل المحاضرات ، كما هو متاح للجميع طوال العام .. وزملاؤكم المسلمين ليسو أطفالاولن يقطع أحشاءهم ما تفعلون .
 
وتابع ، في محاضراتي الأخيرة بالإسبوع السابق طلبت من الطلاب المسيحيين أن يأكلوا ويشربوا، وهم في أماكنهم في الصفوف الأولى، ولهم الحق والحرية أن يفعلوا أولا يفعلوا، ولهم أن يغيروا أماكنهم متى شاءوا، وأخبرتهم أن عليهم أن يثقوا بي وبإخوانهم المسلمين ؛ فلسنا أطفالا، وليس منا من سيتمزق ألمًا وعذابًا من أكلكم وشربكم ، بل العكس تمامًا هو الحاصل بالرغم من عبثيته ، فكيف لنا أن نتقرب إلى الله بصوم يتضمن على هامشه قهركم لتصوموا معنا بالجبر تحت خرافات اجتماعية اجبارية بمسمى " احترام مشاعر الآخرين " ؟! ولم لا نحترم نحن حقوق وحريات الآخرين ثم نترك لهم الخيار؟ .
 
واكمل ، تحمس واحد من الطلاب المسيحيين الأعزاء المتميزين ، ومباشرة أخرج " مج حراري" ، وشرب مبتهجًا فابتسمت له مبتهجًا كذلك . ونظرتا لي طالبتان مسيحيتان عزيزتان متميزتان كذلك ، نظرتا بدهشة وسَّعت عيونهم للضعف تقريبًا .. ليسوا كزميلهم، وليس معهم لا طعام ولا شراب في الغالب ، فهما "صائمتان صيام المسلمين !" .. طلبت منهما أن تكتبا لزملائهما القادمين في الطريق متأخرين أن يشتروا لهما طعامًا وشرابًا.
 
وتابع ، أقسم بالله أنني لم أكن أعرف شيئًا عن ترند ولا غيره، ما هذا التفاهة؟! ، فقط أخبرني الطالب الذي شرب بعد المحاضرة أن هناك من منع طفلة من الأكل في محل كشري ، وقرأ لي خبر لم أفهمه عن بيع الطعام لكافر أو شيء كهذا ، لكني رأيت أنه من العبث أن أفاجئهم بطلبي في المحاضرة ، وهم لم يتجهزوا لذلك ، ولم يفكروا فيه ، فرأيت أن أخبرهم من قبل ليفكروا ويقرروا ماذا يفعلون.
 
واكمل ، وعندي فرقة من الطلاب تجمعنا " مجموعة واتساب " فكتبت لهم عليها ، وهي الدفعة نفسها التي أخبرتها في المحاضرة ، ودفعة أخرى .. كنت قد خرجت من فترة من "مجموعة الواتساب" الخاصة بهم، ورأيت أن أكتب لهم هنا لأن أغلبهم عندي هنا، وإلا سأفاجهم في المحاضرة كذلك!
ولم أتوقع ولو بنسبة واحد في المليون أن يتجاوز التفاعل مع "البوست ": " خمسة لايك واتنين وش غضبان ومجاملة وشتيمتين " . 
 
وتابع ، وإذا بالمفاجأة التي لا أفهمها حتى الآن .. ومديح يتجاوز قدر عبد الله الفقير الضعيف وفعله البسيط البديهي ... وكذلك هجوم وسخرية وسب وشتم لا أراه مستحقًا لها!... لا حول ولا قوة إلا بالله!
 
واكمل ، لا أكتب هذا طلبًا للدعم ، ولا ردًا على السب، لكن إذا كانت هذه الكلمات المتواضعة قد مثلت لكل هؤلاء الأفاضل وهؤلاء السبابين الشتامين .. إذا مثلت الكلمات هذه القيمة المستحقة لاهتمامهم ومدحهم واعجابهم أو سبهم وشتمهم ... فقد يكون من المفيد أن يعرفوا القصة ببساطة بلا ادعاء لنضال ولا عظمة والعياذ بالله .. فالعظمة لله وحده، والفضل والرزق والنعمة لله سبحانه وتعالى .. والحمد لله الذي هدى عبده الفقير الضعيف الخطاء لهذا وما كان ليهتدي لولا أن هداه الله.
 
وأخيرًا : سيحاسبني الله سبحانه وتعالى وليس سواه عن كل طالب قصرت في حقه ، فما بالكم لوأني قهرته وقمعته فجوعته وعطشته أي عذبته حرفيًا بلا أي حق أو منطق؟ .. بلا شرف في الحقيقة ! .. وبلا إنسانية ! .. وبلا دين كذلك ! ، فلقد فعلت ما فهمت أن ديني يأمرني به .. خاصة وأنا صائم.
 
وأكرر تحياتي وتقديري ومحبتي وامتناني لكل النبلاء الشرفاء الساعين إلى النور والحرية والكرامة لهم وللآخرين.