م/ أيمن منير
سألتني إبنتي :- لِماذا ندفع نحنُ الثمن إن كان آدم هو من أخطأ ..!  لِماذا نولد نحنُ بالخطيئة إذا كان آدم هو الذي أخطأ ..!   أليس مكتوباً في حزقيال ١٨ : ٢٠
 
[ اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ .. اَلإبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ .. وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الإبْن .. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ ]  
فأجبتُها بهذهِ القصة كمِثال حقيقي لِما حدَّث
 
كبِّر العِصفوران .. العِصفورة الاُم والعِصفور الأب .. إنطلقا ليلتقطا الحَب مِن كل مكان وكانت وصية العِصفور الجد لهُما .. إحترسا مِن فِخاخ الصيادين .. فإن البَّشر يصطادون العصافير بفخاخٍ يخبئونها تحت التُراب وينثرون حولِها الحِبوب وبين الحِبوب حبةٌ تكون مُمسَّكة بالفخ حالما يلتقطها العِصفور يُطبِّق الفخ عليهِ " أمّا نصيحة العِصفور الجد أيضاً :
 
" قبلما تلتقطان حباً منثوراً على الأرض إمسكا بمنقاريكما قشةً وحَرِكا بها الحَب مِن بعيد لتطمئنا أن لا فخاخ مُخبأة "
إنطلق العِصفوران بعد هذه النصائح .. وفيما هُما يُحلِّقان في الجو رأيا في بقعةٍ من الأرض حُبوباً كثيرة مَنثورة فحطّا ليلتقطاها  فحذَّر العِصفور الأب العصفورة الاُم وذَّكرَّها بوصايا الجد .. فأجابت :- " لا تقلق فلم أري بشراً مُطلقاً في هذه البُقعة الفسيحةِ ولطالما إلتقطنا حَباً مِن هُنا ولم يُصِّبنا أذىً" وإبتدأت العِصفورة تلتقط الحَب دون إكتراث فأطبَّق عليها الفخ ولم تستطع مِنهُ فكاكاً .. فقد كان فخاً قوياً ومُثبَّتاً في الأرض بإحكام وعِندما حاول العِصفور مُساعدتها أطبَّق عليهِ فخاً آخر قد كان مُخبأً بالقُرب مِن الأول .. وهكذا أمسكهُما الصياد وذهب بهِما إلى منزلهِ ووضعهُما في قفَّصٍ كان مُعداً لهُما.
بعد أيامٍ باضت العِصفورة الاُم بيضتين وفقست البيضتان عن عِصفورين صغيرين جميلين .. ولَّما بدأ يمشيان وجدا نفسيهُما مُقيدين بحدود القفَّص .. ولما نبَّت ريشهُما وحاولا الطيران إصطدما بجوانب القفَّص ووقعا على أرضيتهِ.
 
إنتهَّت القصة وسألتُ ابنتي : ماذنب العِصفورين الصغيرين ..!
كيف دخلا إلى القفَّص ..! هل أكلا من الحِبوب وأطبَّق عليهُما الفَّخ ..!
أجابت : لا.
فأجبتها : نحنُ مِثل هذين العِصفورين الصغيرين .. وُلدنا لنجد أنفُسنا بعيدين عن الله .. ومَطرودين مِن أمامهِ.
ثم سألتها ثانيةً : ماذا تحتاج العصافير لتخرُج من القفَّص ..؟
أجأبت : أن يفتح لهُما أحداً القفَّص.
قُلت : لابُد أن يكون شخصاً مِن خارج القفَّص .. وهذا هو المسيح .. فقد جاء مِن السماء لم يولد مِثلنا من آدم وإلا لأصبَّح مِثل كل انبياء العهد القديم يأتي مُصلِحا مُقدِّما رسالة الله ولكنهُ لا يستطيع تحرير البشر وعتقهم مِن عبودية إبليس لان هؤلاء الانبياء ليس منهُم مَن يستطيع ذلك لانهُم جميعاً أبناء أدم وجميعهُم بداخِّل القفَّص أيضاً .. ولكن واحد فقط والذي جبل الإنسان والذي بلا خطيئة فهو الذي يستطيع فِداء وتحرير الإنسان ( فهو حُر الإراده - دائماً يُريد الخير للإنسان - يستطيع عمل كل شيئ وليس معنا بداخل القفَّص ولم يرِّث خطيئة أدم )
 
وقُلت لإبنتي : العِصفور المحبوس في القفَّص أمامهِ أحد خيارِّين :
إما أن يظل داخل القفَّص شاكياً مُتذمراً أن لاذنب لهُ .. وإما أن يثق في الشخص الذي أحبهُ وفتح لهُ القفَّص فخرَّج وحلَّق طائراً خارج القفَّص حُراً إلى الأبد ( وأرِّثاً للحياة الأبدية مع مَن جبلهُ وخلَّقهُ أولاً ثم عاد وإشترأهُ ثانيةً بالفِداء وجعلهُ حُراً طليقاً ) .
" ليس بأحد غيرهِ الخلاص .. لأن ليس إسم آخر تحت السماء قد أُعطي بين الناس بهِ ينبغي أن نخلُّص»." ( أع 4: 12 ).
مع التنقيح والإضافة