لم يكن إطلاق لقب "ساحر السينما" عليه من فراغ.. فقد ولد عملاقا فى عالم الفن، واستطاع أن يلف الأنظار إليه فى وقت قصير، إنه الرحل محمود عبد العزيز، الذى فارقنا منذ 5 أعوام، ولم تفارقنا أعماله لحظة

ولد محمود عبد العزيز فى 4 يناير 1946م، وحصل على درجة البكالوريوس من كلية الزراعة، ثم واصل الدراسات العليا ليحصل على درجة الماجستير فى تربية النحل

بدأت مسيرته الفنية من خلال مسلسل "الدوامة" مطاع السبعينات، وانطلق بعدها من خلال فيلم "الحفيد"  عام 1974، قبل أن تبدأ رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما قام ببطولة فيلم "حتى آخر العمر".

بداية "الساحر" كانت من الصفر، على حد قوله، فى تصريحات تلفزيونية سابقة: "كنت ببات فى أى مكان.. سكة حديد.. أو عند ناس أقاربى من بعيد وأحاول أفكرهم بيا.. واشتغلت بـ 16 جنيها أول ما تخرجت".

قدم محمود عبد العزيز، مجموعة كبيرة من الأفلام والمسلسلات، حازت إعجاب الجمهور، وكان من أبرزها العمل الوطنى الذى أثبت به كفاءته مسلسل "رأفت الهجان" والذى وثق من خلاله قوة أجهزة الدولة فى الدفاع عن مقدراتها، وكيف استطاعت أن تسترد أرضها، وتلقن العدو الإسرائيلى وخصوصا "الموساد" درسا لا يمكن أن ينسى، بل ويدرس فى المعاهد والكليات العسكرية على مستوى العالم.

لم يكن إتقان محمود عبد العزيز للأدوار الوطنية، من باب الصدفة، لأن مواقف المعلنة وغير المعلنة أكدت ذلك،  بل إن دخوله لـ عالم السينما كان من باب عمل وطنى، وذلك عندما رشحه الفنان نور الدمرداش، لأداء دور ضابط مخابرات مصرى، فى مسلسل "كلاب الحراسة".

تميز الفنان محمود عبد العزيز بتقديمه لكافة الأدوار، الكوميدى، والأكشن، والطيب، والشرير، فبرع فى أفلام: "جرى الوحوش ـ وكالة البلح ـ الشياطين ـ طائر الليل الحزين"، وفى مسلسلات: "الهاربان ـ باب الخلق ـ رأس الغول ـ جبل الحلال"

وما بين عشرات الوجوه التى أطل بها الساحر علينا، من الشاشات، يظل وجهه الحقيقى علامة مضيئة فى تاريخ الفن المصرى، الذى سيبقى أبناؤه يتعلمون منه الدروس التى تساعدهم على استكمال مشوارهم، والوصول إلى العالمية.