جاءت موافقة مجلس النواب المصري على تعديل قانون "الأشخاص ذوي الهمم" بتغليظ عقوبة التنمر ضدهم، لتصل إلى الحبس 5 سنوات، لتلقي الضوء مجددا على هذه الظاهرة السلبية، وضرورة حماية ذوي الهمم والمجتمع عموما منها.

وأكد علماء الاجتماع وعلم النفس أن شيوع ظاهرة التنمر بذوي الهمم، واستخفاف مرتكبيها بالعقوبات الهشة التي كان يتضمنها القانون، استدعت تحركا جادا من مجلس النواب المصري لتغليظ العقوبة.

نص التعديل
وجاء مشروع قانون تغليظ عقوبة التنمر في مادة واحدة، بإضافة مادة جديدة برقم (50) مكرر، إلى قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادر بالقانون رقم 10 لسنة 2018.

وشددت المادة العقوبة لتصبح الحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تزيد على 200 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا توافر أحد الظرفين، الأول وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر.

وحددت المادة الظرف الثاني للجريمة بأنه "إذا كان الجاني من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان مسلما إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادما لدى الجاني، ومضاعفة الحد الأدنى للعقوبة السابقة حال اجتماع الظرفين. وفي حالة العودة، تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى".

وكانت عقوبة التنمر بذوي الهمم تكتفي بحد أدنى الحبس لمدة سنة، وحد أدنى لعقوبة الغرامة خمسين ألف جنيه، وحد أقصى مقداره مائة ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وعن أنماط التنمر، أوضح تقرير برلماني أنه يتخذ عدة أشكال، منها الجسدي واللفظي أو بالإيحاءات، ويكون وقع التنمر أشد في حالة وقوعه على ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يعتبرون قليلي الحيلة، ويحدث التنمر عليهم عادة من أجل التسلية والاستهزاء بمشاعرهم.

دوافع التنمر
وتؤكد استشارية تعديل السلوك والعلاقات الأسرية، هبة علي، أن التنمر يعد من "أسوأ الظواهر التي انتشرت في مجتمعنا وتتنافى مع منظومة الأخلاق، وكذلك مع قيم الأديان السماوية".

وتوضح خبيرة العلاقات الأسرية في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "التنمر يسبب أذى كبيرا لنفسية الطفل الذي يتعرض له، ويرجع في أغلب الأحوال إلى إهمال أسرة المتنمر في تربيته بشكل سليم وقصورها في تعليمه القيم الأخلاقية والتربوية".

وتشير إلى أن هناك "غيابا لدور المدرسة في توجيه التلاميذ إلى الأخلاق الحميدة والسلوك الصحيح، وكيفية التعامل السليم مع زملائهم، خاصة ذوي الهمم أو المختلفين عن الأطفال الطبيعيين، لظروف وراثية أو مرضية".

وتضع علي يدها على دافع آخر من دوافع التنمر، قائلة إنه قد يحدث نتيجة وجود "أزمات نفسية" لدى البعض، تدفعهم للانتقام من الآخرين أو السخرية منهم.

آثار سلبية
ومن أبرز الآثار النفسية السلبية لظاهرة التنمر، خصوصا ضد الأطفال وذوي الهمم، حسب الخبيرة الاجتماعية، هو لجوء الشخص الذي يتعرض للتنمر إلى العزلة والخوف من التعامل مع الآخرين وعدم الثقة بنفسه، مما يجعله يلجأ للعنف هو الآخر فيما بعد للتنفيس عما بداخله وصد التنمر الذي يتعرض له.

وتختتم علي حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، بالتحذير من خطورة آثار ظاهرة التنمر، خصوصا على ذوي الهمم، قائلة: "ستفرز أجيالا تفتقد الشعور بالأمان والتقدير في مجتمعها، وتحول شعورهم إلى الانتقام من كل من حولهم، وبدلا من أن يكون التغلب على الإعاقة نقطة قوة في شخصيتهم تتحول إلى نقطة ضعف خطيرة".