كتب – روماني صبري
في ظل تمسك أديس أبابا بإبقاء مساعي التفاوض حول ملف سد النهضة ضمن إطار الاتحاد الإفريقي، تتجه القاهرة والخرطوم لتكثيف تحركاتهما على امتداد القارة، ففي زيارة تاريخية إلى جيبوتي شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على رفض مساعي فرض الأمر الواقع من خلال إجراءات أحادية لا تراعي مصالح وحقوق دولتي المصب...من جانبها انطلقت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي في جولة تشمل 4 عواصم إفريقية لكسب تأييد لجهود التوصل لاتفاق قانوني ملزم،  بموازاة ذلك أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حراك يقوده مبعوثه إلى القرن الإفريقي جيفري فيلتمان لحل أزمات المنطقة بما فيها ملف سد النهضة، مشيرا إلى زيارة جديدة لفيلتمان إلى المنطقة خلال الأسبوع المقبل، مقابل الحراك والتصريحات الدبلوماسية تدخل مناورات حماة النيل بين مصر والسودان يومها الثاني بمشاركة قوات من القطاعات البرية والجوية.

تجمعهما عدة دوائر انتماء
زيارة تاريخية للرئيس المصري لجيبوتي .. بشأنها ما الذي يفسر هذه المساعي المصرية لتوسيع دائرة الدول الإفريقية التي تنسق معها القاهرة بشأن ملف سد النهضة ؟ وردا على هذا السؤال قال الخبير الاستراتيجي سمير راغب :" تجمع جيبوتي بمصر عدة دوائر انتماء وهي : جامعة الدول العربية، الاتحاد الإفريقي، منظمة التعاون الإسلامي، اتحاد دول البحر الأحمر وخليج عدن .

مضيفا عبر تقنية البث المرئي لفضائية روسيا اليوم :" دولة جيبوتي من أهم النقاط الإستراتجية في العالم، وفي قوس يطلق عليه قوس الأزمات يمتد من الساحل للصحراء، من ساحل الغرب الإفريقي من موريتانيا وحتى وسط آسيا.

لافتا :" منتصف هذا القوس يقع في "جيبوتي"، وهو يمر بالقرن الإفريقي فيتقاطع ما بين الجزء الآسيوي والجزء الإفريقي في جيبوتي، وثمة 8 دول لها قواعد عسكرية في جيبوتي.

مستطردا :" مطلوب استراتجيا الحاضنة العربية لجمهورية جيبوتي، فهي دولة عربية، والعمق الاستراتيجي للحفاظ على الأمن القومي المصري والسوداني يتخطى منابع النيل.

مشيرا :" في فترة ما غابت مصر عن الجانب الإفريقي بما في ذلك الدول الإفريقية العربية (جيبوتي والصومال)، والآن مصر عادت  في كافة دوائر الانتماء، عادت قوية ومختلفة، ويحق لمصر التحرك داخل دول صديقة، والقاهرة أول دولة اعترفت بسيادة واستقلال جيبوتي.

وبخصوص انطلاق فعالیات التدریب المشترك المصري السوداني ( حماة النیل )، والذي يتم تنفيذه بدولة السودان الشقیقة ، بمشاركة عناصر من القوات البرية والبحرية والجوية لكلا الجانبين، لفت راغب :" المناورات هذه غير مسبوقة ولم تحدث من قبل، حيث كانت المناورات بين البلدين تنفذ في مصر وهذه المناورات ترسل رسالة بقدرة مصر على الفتح الاستراتيجي من اجل مساعدة السودان في حماية حدوده من إثيوبيا.

إثيوبيا تواصل التعنت
كيف تنظر أديس أبابا لهذه التحركات المكثفة مؤخرا؟، وترجم  ياسين احمد / رئيس مركز الدبلوماسية الشعبية الإثيوبية تعنت بلاده ورفضها الوصول لاتفاق يرضي كافة الأطراف بقوله :" إثيوبيا لا تهتم ولا حتى بالمناورات العسكرية "حماة النيل"، واسم المناورات مثير للضحك، زاعما :" مصر والسودان بهذا الاسم يريدان احتكار النيل."

ليس هناك أدوات ضغط
ودخل على خط الحديث محمد الشرقاوي / أستاذ تسوية النزاعات في جامعة جورج مايسون :" الوساطة الأمريكية الآن من خلال ما يقوم به جيفري فيلتمان، تبقى وساطة لتحقيق بعض الهدنة أو لإدارة المرحلة، لكن في الحقيقة ليس هناك أدوات ضغط حقيقية للقبول بخطة إستراتيجية واضحة المعالم من اجل حل الأزمة.