وجاءت نص الكلمة كالآتى:
"معالي الوزراء ورؤساء الوفود العربية، أرحب بكم في مصر التي كانت وستظل دعماً وسنداً لقضايا أمتها العربية ومدافعة عن أمنها واستقرارها وأنقل لكم تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحرص دائماً على تدعيم أواصر المحبة والتعاون والتواصل بين الدول الشقيقة والدفاع عن قضاياها والانحياز لما يحقق مصالحها، والدعوة الدائمة بالصدح والاحتماء بالقواسم المشتركة التي تحمي وحدة الصف العربي وتصون الدولة الوطنية في مواجهة الحروب والفتن التي تجتاح بعض المجتمعات العربية.
 
 معالي الوزراء ورؤساء الوفود، يأتي اجتماعنا هذا في وقت ربما يكون الأصعب في تاريخ العمل العربي المشترك ويحتاج أن نتسلح برؤى إعلامية تتسم بالوعي واليقظة والسرعة، نعلم جميعاً أننا نواجه ومنذ سنوات خطر الإرهاب الذي يهدد مجتمعاتنا العربية بحروب أهلية تأتي على الأخضر واليابس،وإذا كنا نعلم من هو العدو الخارجي ونتحد ضده، ولكن الآن من الصعوبة أن نحدد مفهوم العدو الذي ينطلق من الداخل ويشكل نوعا من الفناء الذاتي، آن الأوان لتفعيل الرؤى الكثيرة التي توصلنا إليها في الاجتماعات المشتركة لوزراء الإعلام العرب وأن نصل إلى إستراتيجيات موحدة لتطهير العقول من أفكارومعتقدات أخطر من القنابل والمتفجرات والسيارات المفخخة التي يستخدمها الإرهابيون لنحمي شبابنامن الوقوع في براثن تلك الجماعات.
 
 إننا كأمة عربية نواجه تحدياً رهيباً متمثلاً في الإعلام الإلكتروني وإذا لم نتسلح بالعلم والمعرفة ودخول العالم الجديد بأدواته ووسائله سنواجه حروبا أكثر شراسة مع الشركات الكبرى التي تتحكم في الإعلام الجديد، وترسم اتجاهاته السياسية التي تتعارض أحياناً مع ثوابتنا الوطنية، علاوة على إهدار الحقوق المادية الكبيرة للدول العربية، إننا أيضاً نواجه خطر الشائعات المغرضة والدعاية الكاذبة التي تضربأمن واستقرار المجتمعات العربية وتتطلب منا جميعاً أن نتوصل إلى رؤى مشتركة لنشكل حوائط صد من واقع ثقافتنا العربية والإسلامية، مع الأخذ في الاعتبار أهمية توسيع دوائر الحوار والتعبير عن الرأي والحرية والممارسة الديمقراطية.
 
 إننا كأمة عربية نواجه تحدياً قد يكون متطابقاً في كل الدول، متمثلاً في المشاكل والتحديات التي تواجه الإعلام التقليدي وفي صدارته الصحافة الورقية لصالح الإعلام الجديد، مما يتطلب منا أن نتحاورونتواصل لإيجاد حلول لهذه المشاكل والتحديات حفاظاً على الأمن القومي العربي، وحتى لا نترك الرأي العام للعشوائية والارتجال الذي يحدث في بعض الأحيان.
 
 لو سألنا أنفسنا الآن ما هو الخطر الملح الذي يهدد الأمن القومي العربي، كنا قديماً نعرف ما هوالخطر ولكن الآن تعددت المخاطر وتعددت التهديدات، وأحياناً يكون التهديد من قلب أمتنا ومن بعض أفراد شعوبنا يقولون أن الإعلام الآن لم يعد مجرد آراء وأفكار تملأ الصحف والفضاء الإلكتروني الفسيح وإنما هو من أهم ثوابت الأمن القومي العربي، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الجيوش العربية.
 
 صرنا نواجه مشاكل متطابقة في كل الدول العربية وآن الأوان أن نتوصل إلى عمل عربي مشترك، مشاكلنا واحدة .. همومنا واحدة، الهموم التي تواجهنا واحدة مما يحتم تقارب الرؤى والأفكار حول قضايا مصيرية مهمة لا يمكن الاختلاف حولها أو الهروب منها".