لم يجد "مجدى.ع.ع"، الرجل الأربعيني، وشقيقه "محمد.ع.ع"، طريقة للخروج من الأزمة المالية التي تحاصرهما، سوى دخول عالم الإجرام عن طريق بوابة السرقة، تلك الفكرة التي اقترحها الأول خلال إحدى جلسات الكيف التي جمعت بينهما، والتي لاقت إعجابا من شقيقه الضائع، وبعد عدد من اللقاءات اتفق الشقيقان على تنفيذ الخطة، والتي بدأت بالسطو على مصنع كان يعمل الأول به، لكنهم لم يكتفوا بالاستيلاء على الأموال فقط بل قاموا بقتل سيدة تدعي "زينب.ع.م"، عاملة بالمصنع، ثم لاذوا بالفرار، وعقب إبلاغ رجال الشرطة تم ضبطهما وبالعرض على النيابة العامة أحالتهما لمحكمة جنايات بنها، الدائرة الخامسة، والتي قضت بالإعدام شنقا للمتهمين.

 

وأوضحت المحكمة في حكمها، أن المتهمين أجهزا عليها وقاما بتقييد أيديها وأرجلها باستخدام حبل، وحبسا أنفاسها مستخدمين في ذلك قطعة من القماش حتى فاضت روحها لباريها، قاصدين من ذلك قتلها فأحدثا ما بها من الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية.
 
وتابعت المحكمة، في حكمها، أنه كان القصد من الجريمة التى ارتكبها المتهمان التأهب لارتكاب جنحة سرقة "أموال ومنقولات" من داخل المصنع الذى كان يعمل به أحدهما من قبل، وتعمل به المجني عليها، وذلك باستخدام مفاتيح مصطنعة ولعلم أحدهما بمداخل ومخارج المصنع.
 
وكان اللواء فخر الدين العربى مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارا من مأمور قسم شرطة العبور، يفيد تلقيه بلاغا بالعثور على جثة "سيدة" 55 عاما، حارسة بمصنع، داخل إحدى غرف المصنع مكبلة اليدين والقدمين من الخلف بشريط قماش، ومعصوبة العينين ومكممة الفم بإيشارب، ووجود كسر بباب مكتب مالك المصنع وبعثرة محتوياته وسرقة سيارة خاصة بمالك المصنع و2 شاشة تليفزيون و20 ألف جنيه.
 
وعلى الفور جرى إخطار اللواء حاتم حداد مدير مباحث القليوبية، وتشكل فريق بحثى قادة العميد خالد المحمدى رئيس مباحث المديرية، ومباحث قسم شرطة العبور، وتوصلت التحريات إلى تحديد مرتكبى الواقعة.
 
وتبين أن المتهمين، أحداهما كان يعمل بالمصنع، 40 سنة، وشقيقه 38 سنة، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهما بمأمورية أسفرت عن ضبطهما، بمواجهتهما بما توصلت إليه التحريات أقرا بها واعترفا بارتكابهما الواقعة.
 
وقرر المتهم الأول أنه نظرا لعمله بالمصنع محل الواقعة عقد العزم على سرقته، واتفق مع شقيقه على ارتكاب الواقعة، مشيرا إلى أنه يوم الواقعة وبالاشتراك مع شقيقه، دخلا للمصنع باستخدام نسخة من مفتاح البوابة الرئيسية للمصنع أعدها مسبقا، وكسر باب مكتب مالك المصنع والاستيلاء على المسروقات.
 
وعقب ذلك قاما بالاختباء داخل الغرفة محل العثور على الجثة حتى الصباح خشية ضبطهما ليلًا، إلا أنهما فوجئا بدخول المجنى عليها، فقاما بتكبيلها وتكميمها للسيطرة عليها، إلا أنها توفيت فهربا بالمسروقات باستخدام السيارة المستولى عليها، وبمواجهة المتهم الثانى أيد ما جاء باعترافات شقيقه، وتم بإرشاد المتهمين ضبط جميع المسروقات، وتحرر محضر بالواقعة واتخاذ الإجراءات اللازمة.