إعداد / نجيب محفوظ نجيب.
ولد القديس مارجرجس من أبوين مسيحيين عام 236م تقريبا فى بلدة كبداية.
 
والده الأمير أنسطاسيوس كان حاكما لمدينة ملطية فى شرق كبادوكية.
 
والدته الأميرة ثيؤبستى هى أبنة الأمير ديونسيوس حاكم مدينة اللد فى فلسطين.
 
توفى أنسطاسيوس والد القديس مارجرجس عندما كان القديس مارجرجس يبلغ من العمر عشر سنوات تقريبا، ثم أنتقلت أسرة القديس مارجرجس لكى تعيش فى فلسطين و تزامن هذا مع تعيين الأمير يسطس حاكما على فلسطين.
 
كان الأمير يسطس رجلا مسيحيا تقيا و صالحا فأقنع والدة القديس مارجرجس أن يربى جرجس و يلحقه بالجندية.
 
ظل القديس مارجرجس مع الأمير يسطس حوالى عشر سنوات تقريبا أصبح الأمير يسطس خلالها بمثابة والد له.
و قد وكل إليه قيادة الجنود و أشركه معه فى حكم فلسطين.
 
و عندما توفى الأمير يسطس كان القديس مارجرجس فى حوالى العشرين من عمره و هو الأمر الذى شجعه أن يذهب إلى مدينة صور فى لبنان لكى يقابل الإمبراطور داديانوس الفارسى لكى يطالب بحقه فى الإستمرار فى حكم فلسطين خلفا للأمير يسطس و هذا لأن بلاد الشام كانت تابعة لنفوذ فارس فى هذا الوقت.
 
و عندما ذهب القديس مارجرجس إلى مدينة صور دهش عندما وجد أن معظم أهل المدينة و الحكام يعبدون الأصنام تاركين عبادة يسوع المسيح الإله الحقيقى.
و هذا بالإضافة إلى أن أهل المدينة المسيحيين كانوا يخشون أن يعلنوا إيمانهم خوفا من الإستشهاد.
 
قرر القديس مارجرجس أن يعترف و يجاهر بكونه إنسانا مسيحيا أمام داديانوس الملك الفارسى.
 
فأصر الملك أن يجعله يجحد إيمانه بالسيد المسيح و أن يبخر للأوثان .
 
لكن القديس مارجرجس أصر أن يسخر من الأصنام التى يعبدها الملك داديانوس و أخذ يستهزئ بمن يبخر لها و عنف الملك و قال له أن ألهته هى أحجار و تماثيل لا تستطيع أن تسمع أو ترى أو تتنفس مثل الإله الحقيقى الذى خلق الشمس و القمر و الأرض و البشر.
 
شعر الملك بالإهانة و الغيظ فأستدعى الجنود و أمرهم بتعذيب القديس مارجرجس عذابا شديدا.
 
قضى القديس مارجرجس سبع سنوات متصلة يتحمل كل أنواع العذاب.
 
الملكة ألكسندره زوجة الملك داديانوس كانت تدافع عن الدين المسيحى و عن القديس مارجرجس و المسيحيين، فقدمها الملك زوجها إلى مجلس الحكام و الولاة أتباعه الذين حكموا عليها أن تعذب عذابا شديدا، فسالت دماؤها و كانت تبتسم مسرورة لما يحدث لها لأنها رأت ملائكة الرب القيام حولها و بأيديهم أكاليل سمائية منيرة حتى إذا ما خرجت روحها من جسدها يأخذونها و يصعدون بها إلى الرب الإله. ثم أخذوها خارج المدينة و قطعوا رأسها فأسلمت الروح و نالت إكليل الشهادة.
 
ثم أمر الملك داديانوس و الحكام و الولاة الذين معه بقتل القديس مارجرجس بحد السيف.
 
فأخرجوه إلى خارج المدينة لكى يقطعوا رأسه، فلما وصل إلى باب المدينة قال للجنود أن يصبروا عليه لكى يصلى، و عندما كان القديس مارجرجس يصلى ظهر له الرب يسوع المسيح له المجد فى سحابة نورانية و كلمه قائلا : " تعال الآن و أصعد إلى السماء لتنعم فى المساكن النورانية التى أعددتها لك و كنوز خيراتى التى تليق بك فى ملكوتى يا حبيبى جرجس. "
 
فلما سمع القديس مارجرجس صوت الرب الإله و ما وعده به فرح جدا و نظر إلى الجنود و قال لهم هلموا الآن لكى تتموا ما أمرتم به فقطعوا رأسه المقدسة.
 
و أخذ الرب يسوع المسيح له المجد نفسه الطوباوية و أصعدها إلى السماوات بمجد عظيما.
 
فتمت شهادة القديس العظيم مارجرجس على أسم ربنا يسوع المسيح فى اليوم الثالث و العشرين من برموده يوم الأحد أول مايو سنة 263 م .
فتمت شهادته بمجد و كرامة و نال الإكليل الذى لا يفنى فى ملكوت السماوات من قبل ربنا و إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح.