عيد اسطفانوس
أى سلعه أو عمله أو خدمه محمية أو مفروض عليها وصاية أو محتكرة من أى جهة رسمية أو شعبية لا يستطيع أحد معرفة موقعها  أو قيمتها أو جودتها الحقيقية ، فالحماية تسبغ عليها تقييما مزورا من هنا برز مصطلح التعويم أو بالأحرى التحرير، تحرير السلعة والخدمة والعملة من الرعاه والحماه  والمحتكرين، فقط تخضع  للقانون الأزلى قانون العرض والطلب ، وماينطبق على المنتج المادى  الذى يخدم ويغذى جسد الانسان ينطبق أيضا على المنتج الفكرى والثقافى والدينى الذى يغذى روح الانسان ،وكلاهما سلعة تخضع لنفس القانون ، والفارق بين المنتج الاقتصادى والمنتج الفكرى هو أن المنتج الاقتصادى تدفع الثمن أولا ثم تحوز السلعة أما المنتج الفكرى فالمعادلة معكوسة فأنت تحوز السلعة قبل أن تدفع الثمن لكنك حتما ستدفع آجلا ، ونحن هنا لا نتحدث عن غلاف أومطبوعة لكن نتحدث عن فكر وثقافه تسبح فى فضاء كونى مفتوح ، والمنتج المادى ينتهى تأثيره فور فض غلافه واستهلاكه عكس  المنتج الفكرى الذى يمتد تأثيره ويزداد  كلما استخدمناه ، فقراءة كتاب تولد فكرا والفكر ينتج ثقافة والثقافة تنتج حضارة والحضارة تنتج حرية وهو المنتج النهائى للقانون الأزلى الذى لم تستطع قوة أن تلتف عليه، فالسلعة المحمية المحتكرة سيتداولها الناس مقهورين فلا بديل متاح لها فهى مفروضة فرضا مقررة سلفا وأى محاولة للبحث عن بديل لها مصيرها المحتوم هو الفشل الذريع ،وهكذا عاشت مجتمعات منذ قرون عاشت فى جيتوهات  استعباد فكرى وثقافى واقتصادى واجتماعى مستدام  .

الآن تواجه هذه المجتمعات الحقيقة المرة فالاقتصاد  أصبح حرا شئتا  أم ابينا فلا يستطيع أى نظام فرض حماية على سلعه رديئة فالبديل  الأجود متوافر ولا يستطيع أى نظام حظره اى كان مصدره والا نال العقوبة ،والفضاء أصبح مفتوحا على كل الافكار والثقافات وحتى العقائد ، والمسكوت عنه والمسكوت عليه من قرون أصبح الآن متاحا على المشاع يفحص وينقد ويراجع فقد نزعت عنه الوصاية والرعاية والحمائية اللاهوتية  المزعومة ،الآن يدلى الجميع بدلائهم بكل أريحية وأى تقييد أو حظر أو حجر يواجه بحزم ، وان كان لا يزال سائدا فى بعض المجتمعات المتخلفة التحجج بمقولة قدسية أشخاص أو نصوص ، لكن المسألة مسألة وقت وسيتم دحض هذه الحجج الواهية وسيتاح على الملأ كل الحقائق التى أخفوها عامدين وسيصبح متاحا اجراء المقارنات والمقاربات تمهيدا للاختيار ، الاختيار الحر بارادة حرة الاختيار بعد التقييم والتمحيص والاستقصاء أما اعتقال بشر داخل كردون فكر أو عقيدة لافكاك منها أحياء فتلك أصبحت مسألة  ستسردها الاجيال القادمة باعتبارها جريمة ضد الانسانية ، وسيلاحق مرتكبيها آجلا باعتبارهم مجرمين مع سبق الاصرار اعتقلوا عقول أمم وخربوها بتفاهات وسفاهات ماأنزل الله بها من سلطان .

خلاصة القول أن بشائر العتق من العبودية لاحت من بعيد ، وهى قادمة ليست كموجه ولكنها تسونامى سيكتسح كل من يعترض طريق الحرية ،نعم بشائر العتق من العبودية الى الحرية ،فالحرية هى الطريق الوحيد الذى يوصل للتقدم والازدهار ، نعم الحرية  الطريق الوحيد الذى يصون ويحترم ويقدر كرامة الانسان وآدميته ويفجر طاقة الابداع الكامنه فيه ، نعم  الحرية الطريق الوحيد للولوج الى عوالم التحضر والرقى والسمو ، نعم الحرية الطريق الوحيد لاحياء القيم الانسانية العليا الخير والحق والعدل والجمال .