Oliver كتبها
أربعاء البصخة 2021
-فى الأرض القاحلة تنبت سوسنة.زهرة برية لم يعتن بها إنسان بل الله وحده يربيها.لكي تصبح عطراً فى البرية.لا ينتبه لوجودها أحد.لكن رائحتها تكشفها.تعطر مجاناً ما حولها.يجد النحل رحيقه عندها فتقطر شهداً لعل موكب العريس يجتاز القفر فيجد وجبته.

-كانت الأرض الجرداء هى البشرية قبل الخلاص.لكن الرب أبقي له بقية.بعضاً من السوسنات تعط من رائحة المسيح الزكية.فالله لا يترك نفسه بلا شاهد حتي لو كانت القلوب بور صحراوية.

- القوارير عنده أنواع.من يمتلئ من رائحته يتشابه معه.يشير إلى المسيح بقارورته المنتعشة.فالإبن العريس فى وليمة العرس.أبوه الصالح إختار له العروس كنيسته.تزينت بكل أذرة التاجر.كيف تكون عروس بلا أطياب ؟ و كيف يكون الحاضرون بلا أطياب تعطر ثوب العرس.لذلك من ليس له ثوب العرس ليس فيه رائحة المسيح الزكية.

- بنات الزفاف حاملات القوارير.أولئك بنات أورشليم.مصابيحهن مستعدة.القارورة ممتلئة زيتاً.يا أشابين العروس لا تنسوا قارورة الزيت.لأن العريس ممسوح من فوق و كل الحاضرين لابد أن يختموا على جباههم بالمسحة المقدسة.إملئوا القارورة زيتاً كي تستنير المصابيح و تصلح العروس للعريس.لا مكان للظلمة فى الوليمة.و غير الممسوحين مستبعدين من صاحب العرس.لا تنس عمل الروح الذى يُعد العروس للعريس. زيت الروح في كل الكيان.كياننا هو القارورة الممتلئة زيتاً فإذا نقص نطلب تجديده.

-رائحة الخائن منبوذة.مصباحه منطفئ.ليس فى يده قارورة.باع القارورة بالفضة و حصد هلاكهإذ لم يتعطربرائحة المسيح الزكية.يتمسح بمساكين الأرض و هو سارقها.يجمع الأموال بإسمهم ثم ينهبهم.أما المسيح فيشجع النفس المنسحقة.القلب الذى يكسر قارورته بالإتضاع.ينحن ينحنى إلى أقصى أسفل الأرض و يمسح قدمي السيد.ترخص عند الأمناء قيمة الطيب و تصبح ثمينة عند السارقين.ما للمسيح خسارة لهم و ما للمسيح ربح لصاحبات القوارير.لأن القارورة ميزان القلب.بها نعرف الربح من الخسارة.المجد من الإتلاف.

-يا صاحبة الطيب.إسكبي على رأس تاج البشرية.يا أخت لعازر أسكبي على قدمي مخلص البشرية.ضفائركم صارت منشفة لأن وقت التكفين قد حان و الدموع غزيرة.من له قارورة في قلبه فلينشغل فى تسبيح سيدنا المسيح.أما الضفائر فهي إنشغال الفكر بالخلاص.لأن الرأس التي تنحن للمسيح تنال منه فكر المسيح.فإنظروا أى عجب نناله .نظن أننا نسكب أطيابنا فنأخذ أطياب الإسم الحسن الذى دعى علينا.و يتغير الذهن و يتجدد فننطق إسمه كدهن مهراق.
-يا من ليس له قارورة الحب العميق خذ قارورة دموع التوبة.فكلاهما عند المسيح طيب مقبول.لتكن في عيون القلب قوارير مختزنة.نضع فيها أحزاننا علي خطايانا و نسكبها في الصلاة بإيمان و إعتراف فنتطهر بالمسيح الحاضر في وليمة التوبة كما في وليمة العرس.فللإبن الضال وليمة و لإبن الملك وليمة .بالدموع تصير الوليمتان واحدة مشتركة.دموع القلب و المشاعر أسمى من دموع العين.جهز أفكارك لتطرحها عند قدمي المتكئ فى حياتك يتوقع تكريمك له سيداً لمائدتك.هذه ضفائرك تجفف عرق السيد.

- من يتقدم ليكسب الطيب هو من يتأهل ليدخل الدار الداخلية.يكون العريس له.يتلامس معه .يتعامل مع المسيح من الرأس(الإنجيل) حتى القدم(الكرازة بالتلاميذ).يستمتع بأسراره و يتحد به.طوبي لمن يبحث من الآن عن قارورة جديدة مصلياً قائلاً قلباً نقياً أخلقه فى يا الله و روحاً مستقيماً جدده في أحشائى.

- ليس أحد قارورة طيب دائماً و لا قارورة زيت دائماً و لا قارورة دموع دائمة.نحن نتنقل بين القوارير في مواسم روحية متعددة.ليس سكب الطيب يعني إنتهاء مهمتنا لكنها خطوة حتي نتجول من جديد و نجمع طيباً آخر لنسكبه.ليس إنتهاء الزيت في المصابيح يجلب اليأس لأن تجار الزيت حاضرون و هم أسرار الكنيسة مع حياة التوبة التي بها نتصالح و نستعيد عمل المسحة فينا.ليس جفاف القلب و الدموع نهاية الأمر بل بالصلاة المنسحقة نسترد الخشوع و يمنحنا الروح دموعاً جديدة في قواريرنا و تتنقي أعين القلوب من جديد.بين القوارير نتنقل و في هذه جميعها يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا.