يعد الإسراف في إعداد الطعام لوجبة الإفطار والمغالاة في تقديم العديد من الأصناف بكميات كبيرة عن احتياج الأسرة من العادات التي يعاني منها غالبية المسلمين خلال شهر رمضان الكريم.

وعلى الرغم من النداءات المتكررة بضرورة الاعتدال في الطعام خلال رمضان إلا أن عددا كبيرا من الأسر تظل محتفظة بنفس العادة وهو ما ورد سؤال بشأنه لموقع دار الإفتاء المصرية، بنحو: «الإسراف في الطعام بعد الإفطار؛ هل يؤثر على المعاني المطلوبة من وراء الصيام؟».   

وجاء رد موقع دار الإفتاء المصرية في الإجابة على السؤال بأن الإسراف في الطعام بعد الإفطار، له تأثيرٌ سلبيٌّ على حكمة الصيام وغايته بالفعل وذلك نظرا لأن الإسراف في جملته مذمومٌ في شريعة الإسلام استدلالا على قوله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» الأعراف: 31.

وأكد موقع دار الإفتاء في إجابته، أن الإسلام يحث على الاعتدال في كل شيءٍ محبوبٌ ومطلوب؛ لأن الإسلام دين الوسطية فلا تقتير ولا إسراف؛ وذلك استدلالا على قول الله تعالى: «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا» البقرة: 143.

وأوضح موقع دار الإفتاء: «أن الصوم لا بد وأن يكون له أثرٌ على الصائم؛ وبالتالي ليس من المنطقي أن يمسك الإنسان عن الطعام والشراب طوال اليوم، ثم يطلق العنان لنفسه بعد الإفطار لتنهل مما لذ وطاب وكأنه ما صام ولا استفاد من صومه شيئًا».

وأضافت الدار: «أن الإسراف في الطعام بعيد عن الجانب الديني فهو سلوك له مردودٌ سيئٌ على الصحة؛ وذلك نظرا لأنه من السلوكيات الصحية التي من شأنها إرهاق المعدة وإثقالها، أيضا هذا السلوك يحملها بما لا طاقة لها به بعد فترةٍ من الهدوء والراحة والاعتدال، وهذا ما يتنافى مع حكمة الصوم من التخفف والتقليل من الطعام والشراب قدر الطاقة».