تحمل الجنسية المصرية وتشعر بأنها جزء من هذا الوطن، الذي تتمنى خدمته قدر استطاعتها، وترى أن شرف لأي ممثل أن تضم مسيرته عملًا فنيًا كبيرًا يتناول الجاسوسية، ولا تشعر بالخوف من المقارنة التي قد يعقدها البعض بين "هجمة مرتدة" وبين أعمال ناجحة مأخوذة من ملفات المخابرات المصرية، هي الفنانة هند صبري.

 
"مصراوي" كان له الحوار التالي مع هند صبري، عن مسلسل "هجمة مرتدة"، ومشاركتها في حفل نقل المومياوات وما سبقه من تعليقات، كما طمأنت الجمهور على حالتها الصحية بعد تعافيها من "كورونا"، وتحدثت عن طقوسها في شهر رمضان، وعن فيلم "كيرة والجن"، إلى الحوار..
 
في البداية.. حمدًا لله على سلامتك ونود أن نُطمئن الجمهور على صحتك وكيف مرت فترة إصابتك بفيروس كورونا؟
الحمد لله قدر الله وما شاء فعل، لم تكن فترة إصابتي بفيروس كورونا بالفترة السهلة، فهمت خلالها أنه فيروس ليس سهلًا، وأن علينا جميعًا أن نأخذ حذرنا أكثر، وأن الرحلة لم تنته بعد، ربنا يشفي كل مريض، ويعافي كل الناس، ويرفع عنا الوباء، والحمد لله أنا تعافيت شبه كليًا ورجعت للتصوير.
 
"هجمة مرتدة" ينتمي لمسلسلات الجاسوسية التي تحظى بمتابعة كبيرة.. فما الذي وجدتيِه في العمل شجعكِ على المشاركة به؟
طبيعة العمل شجعتني، فالمسلسل مستوحى من ملف المخابرات المصرية، وهذه النوعية من الأعمال اعتدنا أن تكون جذابة للجمهور، مثل "رأفت الهجان" و"وجمعة الشوان"، أثرا في المشاهدين وتركا بصمة في تاريخ الدراما العربية، وسعيدة إنه عمل كبير، وشيء مهم أن يتواجد في مسيرة أي ممثل عمل فني كبير يتناول الجاسوسية.
 
كذلك من الأسباب التي شجعتني أنه سيجمعني بالفنان أحمد عز، لأنه ممثل يطوّر نفسه، وأحترم ما يقدمه، وتفانيه في عمله، ثالث سبب أنه من إخراج أحمد علاء الديب، المخرج السينمائي الكبير، في أول مسلسل تليفزيوني له، والحقيقة عامل 30 فيلمًا مش 30 حلقة، ويا رب يعجب الجمهور.
 
وهناك سبب يتعلق بالشركة المنتجة التي لم تبخل إنتاجيًا، فهذا النوع من الأعمال يتطلب السفر لأكثر من بلد، ووجود الكثير من مشاهد الأكشن والإثارة، والشركة اهتمت بكل عناصر العمل.
 
هل تشعرين بالخوف من مقارنة المسلسل بأعمال أخرى مأخوذة عن ملفات المخابرات مثل "رأفت الهجان" و"دموع في عيون وقحة"؟
لم أشعر بالخوف؛ لأن "هجمة مرتدة" ملف معاصر، المسلسل لا يعيدنا لفترة زمنية بعيدة، لكنه يتناول أحداثًا جديدة، أثرت في الناس، وهو أمر مختلف عن المسلسلات الأخرى المأخوذة من ملفات مر عليها زمن، وأتمنى أن نحقق نفس الأثر لدى الناس مثلما فعلت المسلسلات الكبيرة والعظيمة التي سبقتنا، وما زالت تعيش حتى اليوم في وجدان كل مواطن عربي.
 
وفيما تشبهكِ شخصيتكِ في "هجمة مرتدة" دينا أبوزيد؟
دينا أبوزيد هي شخصية مواطنة مصرية متخصصة في مجال معين، وبسببه تعمل مع المخابرات، وتحب عملها جدًا أكثر من أي شيء آخر، وطنية جدًا وتشبهني في ذلك، كما أن لديها حس مسؤولية عالٍ، ومن الممكن أن تضحي بأي شيء في سبيل شغلها.
 
ما الصعوبات التي واجهتيِها أثناء تصوير المسلسل؟
واجهت الكثير من الصعوبات، بينها التصوير على مدار عام ونصف العام، إذ كان من المفترض عرض المسلسل العام الماضي، لكن "كل تأخيرة وفيها خيرة"، أعتقد أن رب ضارة نافعة، فالتأخير منحنا فرصة أكثر للتركيز على التفاصيل، ففي الكتابة أستاذ باهر دويدار استغل الوقت في إعادة كتابة بعض الحلقات، وكان فيه تركيز أكثر من أحمد علاء، ومن الصعوبات أن التصوير كان في وقت كورونا، والحاجة للسفر كثيرًا لبلاد أوروبية وعربية، ومشاهد بها أكشن، ومشاهد أخرى صعبة، الحمد لله ويا رب يعجب الجمهور.
 
العمل يعيدك للتعاون مع الفنان أحمد عز بعد 20 عامًا تقريبًا من "مذكرات مراهقة".. ماذا يمثل لكِ تكرار التعاون بينكما؟
أعتقد أن الدويتو بيني وبين أحمد عز، الجمهور أحبه، منذ أن بدأنا سويًا، والآن نستكمل المشوار بعد 20 عامًا، كل منا عمل على تطوير نفسه أكثر، وهو صديق عزيز وزميل أعتز به، وسعيدة بالعمل معه، وكواليسه كانت هادئة، ولم يكن بها أي نوع من أنواع المشاكل، كنا نعمل بمنتهي الأريحية والزمالة.
 
لماذا تغير اسم المسلسل من "أمن قومي" لـ"هجمة مرتدة"؟
منذ البداية والاسم هو "هجمة مرتدة"، ولا أعرف كواليس تغييره، ولا أتدخل فيها، كما أنه ليس قراري، وأنا سعيدة بالاسم وأحببته.
 
هجمة مرتدة مصطلح كروي.. هل هند صبري من متابعي كرة القدم المتعصبين؟
نعم أنا من المتابعين لكرة القدم، لكنني لست متعصبة، أحب الكرة ومشاهدة المباريات.
 
ما الذي تفتقده هند صبري في شهر رمضان من سنوات الطفولة؟
نفس الطقوس التي كنت أعيشها في بيتي مع والدي ووالدتي، هي التي أعيشها الآن، وأشرك فيها بناتي، ولدي الكثير من الطقوس التي أحرص على القيام بها في رمضان، بينها أنني أحب التواجد في المنزل لا أحب أن يمتد التصوير لرمضان، وأحب الاهتمام بالسفرة وأن يكون منظرها حلوًا، ورائحة الأكل والبخور والقرآن، والحمد لله، كل هذه الأمور لا أفتقدها، فقط أفتقد "لمة العيلة والجيران"، خاصة في ظل ظروف انتشار فيروس كورونا، أعتقد أننا جميعا نفتقد التجمعات و"لمة رمضان".
 
ما الأعمال التي تحرصين على متابعتها؟
أحرص على متابعة أعمال كل الزملاء، وأتابع "الاختيار 2"، "لعبة نيوتن"، مسلسل "ضد الكسر" نيللي كريم ومحمد فراج، مسلسل "نسل الأغراب"، مسلسل الدكتور يحيى الفخراني "نجيب زاهي زركش"، بصراحة سعيدة بهذا الموسم؛ لأنه أعاد الكثير من الفنانين للدراما، ويشارك به أجيال كثيرة، والكل يحاول تقديم أعمال محترمة للجمهور.
 
مظاهرة حب عبر من خلالها المصريون عن حبهم لكِ بعد ما أثير عقب اختياركِ للمشاركة في موكب نقل المومياوات.. بعد انتهاء الحدث ومشاركتكِ كيف ترين الأمر؟
أرى الأمر بفخر شديد وعظيم، وبحالة من الاعتزاز بمشاركتي جانب كبار فناني مصر ونجوم مصر وموسيقيي مصر، الاحتفالية كانت تعبر عن مصر وتاريخها، وأنا فخورة جدًا أنني جزء منها، لأنني جزء من هذا البلد، وأحبه وأرغب في منحه كل ما أستطيع، وأتمنى أن أعطيه ربع ما منحني إياه، وأنا حاملة للجنسية المصرية وبناتي وزوجي مصريون، وبالنسبة لي فخر كبير واعتزاز كبير أن أشارك في أي عمل لمصر، وهذا ما يتبقى في الآخر.
 
"البحث عن علا" ألا تعتبرين أن إعادة تقديم شخصية ناجحة بعد سنوات واستكمال حكايتها مغامرة؟
بالتأكيد مغامرة، خاصة بعد 10 أعوام من عرض "عايزة أتجوز"، لكن "البحث عن علا" ليس جزءًا ثانيًا، صحيح نقدم نفس الشخصية، لكن نتحدث كيف غيرتها السنين، مثلما تغيرنا جميعًا، العمل مسلسل اجتماعي بامتياز نحاول من خلال شخصية علا رصد تغييرات اجتماعية، يمكن تكون طرأت في الـ10 سنوات الأخيرة، وبقدر خوفي من المجازفة متحمسة جدًا للعمل.
 
المنصات الإلكترونية حققت نجاحًا وتواجدًا كبيرًا خلال العام الماضي.. كيف ترين تأثيرها على الصناعة؟
أرى أنها نافذة جديدة لن تلغي النوافذ الأخرى، ولكنها تفتح سوقًا جديدًا، ومنحت فرصة العودة لأناس لا يعملون منذ زمن، وكذلك خلقت منافسة كبيرة بين الممثلين، ليس فقط نجوم الصف الأول، فهناك ممثلون لا يقلون أهمية عن نجوم الصف الأول، كذلك كنا بحاجة لضخ دماء جديدة وهذا ما تحقق بفضل المنصات، إذ خلقت حالة ازدهار في الإنتاج ولم يعد التفكير مقتصرًا على مسلسلات الثلاثين حلقة فقط، فهناك أعمال تُقدم من 5 أو 6 حلقات، تُنفذ صح وبصورة جيدة، بدلًا من انتظار العرض في شهر رمضان المُكدس بالأعمال، وللأسف هناك أعمال رغم جودتها لا يراها أحد، بسبب المنافسة الشرسة بزيادة.
 
كيف وجدتِ عالم "كيرة والجن"؟
عالم مختلف، عوالم مروان حامد وأحمد مراد دائمًا مختلفة، وفترة 1919 وثورة 19 كلها عوالم لم نرها كثيرًا في السينما، وتستحق الاهتمام بها وأن يراها الجمهور.
 
وهل تستمعين بتقديم عمل يجعلكِ تعيشين حياة في زمن غير معاصر؟
جدًا بداية من الملابس للشعر والمكياج، وشكل الشوارع وأماكن التصوير، كلها أمور تجعلنا ندخل في الحالة الخاصة بالزمن، وتقنعنا كممثلين أننا سافرنا عبر الزمن، ومحظوظ من يعمل في مجال يجعله يسافر عبر الزمن بالعودة بالسنين للوراء أو من خلال التقدم للمستقبل، وهي من الأمور الحلوة في مهنتنا.
 
بالاستعانة باسم واحد من أجمل أفلامكِ "حلم نورا".. ما حلم هند صبري؟
حلمي أن أترك بصمة ولو صغيرة بعدما أترك هذا العالم، بصمة في الدراما والفن العربي وأن الناس تفتكرني بالخير.