لأول مرة على الإطلاق، نجح فريقان أحدهما فرنسي والآخر صيني أمريكي في خلق أجنة مكونة من خلايا قرود وخلايا بشرية، أي أدخلوا خلايا بشرية في أجنة القرود، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة الجدل حول أخلاقيات التلاعب الجيني.

 
قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية في 15 نيسان 2021 أن المشروع بدأ من ملاحظة بسيطة تتعلق بصعوبة متزايدة في العثور على أعضاء متاحة للزرع والاستبدال. وباستخدام الخلايا الجذعية كان العلماء يبحثون عن بديل من خلال الجمع بين الخلايا البشرية والحيوانية من الخنازير والأغنام.
 
في التجربة، حقن العلماء 25 خلية جذعية بشرية في 132 من أجنة قردة المكاك عمرها ستة أيام، تعتبر أقرب جينياً إلى البشر من الأغنام والخنازير. وبعد عشرة أيام، تم تشكيل 103 من الأجنة. ومع ذلك، بحلول اليوم التاسع عشر، لم يتبق سوى ثلاثة على قيد الحياة.
 
ويؤكد بيير سافاتييه من المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في ليون بفرنسا أن هذه التجارب لا يُقصد منها القيام بكل شيء. نحن ندرك جيداً القضايا الطبية الحيوية وأيضاً القضايا الأخلاقية". وباعتبار أن التجربة ستسمح بحقن خلايا بشرية في كائن حيواني حي، فإن النموذج العكسي، أي حقن خلايا حيوانية في جنين بشري يثير القلق.
 
بالنسبة لخوان كارلوس إيزبيسوا بيلمونتي، أستاذ علم الوراثة في معهد "سالك" للعلوم البيولوجية في كاليفورنيا فإن هذه المعرفة ""ستسمح لنا بالعودة ومحاولة إعادة التفكير في تلك المسارات التي تسمح بالتطور السليم للخلايا البشرية في هذه الحيوانات". وأضاف: "هدفنا ليس خلق كائن حي جديد، ولا وحش بل أن نفهم كيف تتواصل خلايا الكائنات الحية المختلفة مع بعضها البعض".
 
ويقول الباحثون إن مشاهدة الخلايا البشرية تنمو بمثل هذا المعدل السريع يمكن أن يكون بمثابة اختراق. لكن على الرغم من هذا النجاح العلمي، فإن البحث يثير عدداً من الأسئلة الأخلاقية. فقد أتاحت تجربة صينية في عام 2019 إمكانية إنشاء أجنة من قرود وخنازير، لكنها ماتت بعد أسبوع من خلقها.
 
في حالة استخدام الخلايا البشرية، لا يزال يتعين وضع الحدود التي يجب عدم تجاوزها فيما يتعلق بمسألة ما إذا كان من الأخلاقي استخدام الحيوانات "لإنماء" أعضاء البشر.