كتب – محرر الأقباط متحدون
نشر القمص موسي إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، نص كلمة البابا تواضروس الثاني، خلال فعاليات إطلاق الكنيسة القبطية لثلاث وثائق لدعم وحماية المرأة والأسرة.
 
وقال قداسة البابا، أرحب بحضرتكم جميعًا في رحاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وأرحب بالسادة رؤساء المجالس القومية الحاضرين معنا وممثلينها والسادة السفراء وممثلي هيئة الأمم المتحدة وكل الحضور الكريم، في هذا اليوم السعيد التي تحتفل فيه الكنيسة بإعداد هذه المبادرات الثلاثة، أود أولًا أن أشكر كل من تعاون وكل الكلمات الطيبة السابقة التي عبرت عن رغبة مشتركة لدينا جميعًا في مصر وعلى مستوى العالم، وأنها بالحقيقة صفحة من صفحات حقوق الإنسان، المرأة لها مكانة كبيرة جدًا في حياتنا، بعض الأدباء يقولون عن المرأة أنها كائن وسط بين البشر والملائكة باعتبار أن الله عندما خلق آدم ثم كانت الخطوة الأعلى هى خلقة المرأة من جنب آدم، وصارت للمرأة مكانة كبيرة وتمثلها القديسة مريم العذراء في الإيمان المسيحي، إننا ننظر إلى القديسة مريم العذراء ونقول عليها لقب من أهم الألقاب أنها "فخر جنسنا" أن من يمثل الجنس البشري أمام الله كانت هذه القديسة مريم العذراء ولها مكانة كبيرة، إننا في الكنيسة نعيش هذه المبادرات ليس اليوم فقط بل من قبل اليوم ونحاول أن نأكدها وندعمها وننشرها على الدوام.
 
أولًا: العنف ضد المرأة هو أمر مرفوض تمامًا وبكل صورة من الصور، والمرأة كائن لطيف ويقول الكتاب المقدس عن المرأة إنها "الإناء الأضعف" وكلمة الأضعف بمعنى الإناء الرقيق تحتاج إلى عناية خاصة. فالعنف ضد المرأة كبيرة أم صغيرة وبأي صورة من الصور غير مقبول، ونوصي بعدم استخدام الضرب مع الأطفال وبالأخص البنات لأن ذلك العنف تأثيره خطير جدًا في حياة الأطفال فالعنف مرفوض.
 
ثانيًا: ختان الإناث هي ممارسة لا نعرف أصلها ودخلت في مجتمعنا مثل الجرثومة وانتشرت في بعض الأماكن، وجهود الدولة بكل مؤسساتها ومع مساعدات الهيئات التي تهتم بهذا المجال بلا شك سوف تتوقف هذه الممارسة، ونوقش هذا الأمر في مجلس النواب المصري وأصبح أمرًا واضحًا جدًا أنه جريمة ويعاقب عليها من قام بها ومن اشترك فيها ومن ساعد عليها ومن نشرها. وكما تقول المبادرة أن ختان الأنثى غير موجود في كل أدبيات الكنيسة القبطية وفي تاريخها وهذا أمر مرفوض تمامًا.
 
ثالثًا: (Family planning)  تنظيم الأسرة هو تنظيم للمجتمع كله، ومجتمعنا المصري يقوم بمشروعات للتنمية ودور الحكومة هو الاهتمام بالتنمية، ولكن جهود التنمية تأكلها الزيادات السكانية وهذا يضعف الدولة ولا يقويها، وكما هو مكتوب في مبادرة تنظيم الأسرة المعروضة على حضرتكم في هذا اليوم (أن عاقل واحد أفضل من ألفٍ منافقين) والمنافق الذي يعيش الحياة ليس كما يريد الله ويعيش بطريقة غير مضبوطة، لذلك نحن نشجع على تنظيم الأسرة لكي ما نحارب الكم بالكيف، الكم دائمًا ضعيف ولكن الكيف دائمًا قوي، الكيف القوي هو الذي يبني المجتمع.
 
أشكركم جميعًا على مشاركتكم الطيبة والقوية كل السادة السفراء الحاضرين معنا واهتمامهم بهذا الأمر وهذا يعبر عن اهتمام  بلادهم وكل ممثلي الهيئات الدولية والهيئات القومية مثل المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للسكان والمجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للإعاقة كلها تعمل في مجال الأسرة، نحن نريد أن تكون كل أسرة قوية ليس فيها عنف ولا يوجد بها هذه الممارسة الضارة، نريد أن تكون الأسرة قوية بكل عناصرها الأب والأم والابن والابنة كلهم أقوياء، الأسرة تعيش في سعادة عندما تعيش الحب وكلمة Family (Father and mother i love you)  وهؤلاء الستة أحرف هم من يظهرون كيان الأسرة. وهذه المبادارات هي وسيلة قوية جدًا لطرد الإرهاب والعنف الموجود في العالم، عندما نبني الأسرة على هذا الحب بلا شك هتكون أسرة قوية وبالتالي مجتمع قوي.
 
أكرر شكري ومحبتي لكل جهودكم ولحضوركم مشاركتكم معنا في هذا اليوم المفرح بإعلان هذه المبادرات، وكما تكلم نيافة الأنبا يوليوس إن هذه المبادرات ورائها جهود كبيرة جدًا ومشاركات واسعة جدًا لتصل إلى أرض الواقع، أطلب لكم دائمًا السعادة والصحة والسلامة وخاصةً ونحن في زمن الكورونا ، وأتمني أن هذه المبادرات التي تقوم بها كافة جهات الدولة وتشترك الكنيسة مع هذه الجهود من أجل أن يكون مجتمعنا أجمل وأفضل ومجتمع ممتلئ بالمحبة، أشكركم كثيرًا.