حملت الأم الطفلة على كتفها، وهرول الأب مسرعًا كالذي فقد عقله، يبحث عن طبيب يعطيه بعض من الأمل في إبقاء ابنته الصغيرة على قيد الحياة، ولحظة أن دخل إحدى المستشفيات في وقت متأخر من الليل، يفتش عن وسيلة يبقى بها ابتسامة طفلته بين ساعات يومه، لم يجد أحدا سوى طبيب خرج له، وأمسك بالطفلة مسرعًا وبخبرته تصرف بسرعة وبطريقة كانت هي الوحيدة التي نجحت في إنقاذ الطفلة من الموت، ورصدت كاميرات المراقبة المشهد،وصار حديث السوشيال ميديا عقب ظهوره بلحظات.

الثانية فجرًا..طبيب ينقذ طفلة من الموت
الطبيب المنقذ يدعى مجاهد نزال، وهو طبيب فلسطيني، نشر عبر صفحته الشخصية على «فيس بوك»، ما حدث معه بالتفصيل في منشور يقول:«الثانية فجرًا إلا عشرة دقائق، بعد يوم شديد ومرهق، ما قدرت استنى أوصل البيت عشان أرتاح، نمت على سرير في الوحدة الصحية وغفيت للحظات، استيقظت على صوت صراخ وصياح، الموت جاي لعندي، الأب يصرخ بصوت مبحوح.. ماتت ماتت مخنوقة، مشااان الله.. مااااااتت».


وبحسب ما نشره الطبيب «مجاهد» فالأم «مش قادره تطلع الكلمة، الأب يقول بنتي ما بتتحرك».

يستكمل الطبيب سرد تفاصيل الواقعة التي أصبحت حديث مواقع التواصل، بعدما نجح في إنقاذ طفلة عمرها سنة و4 شهور: «حملتها وتوقف قلبي، مددتها على يدي اليمين ووجهها لتحت وضربتها مرة وراء الثانية براحة.. إيدي الثانية على منتصف الظهر.. لحظة وبكت الطفلة.. ووقتها أنا صحيت.. رفعت راسي للسما وقلت يا الله.. الحمد الله، الأهل وأنا دخلنا بصدمة لحظية من عظم الموقف».


الطفلة على قيد الحياة.. وفرحة لا تصدق
لم يتخيل الأب أن ابنته لم تمت، سأل الطبيب: «بنتي عايشه»، فأجاب الطبيب: «عايشه، بتبكي أهي»، وأضاف الطبيب أنه لن ينسى هذا الموقف طوال حياته: «موقف بتحس بكونك طبيب، الله يسرك للموقف، لتعيش هيك حالة وتكون سبب لإنقاذ روح بتوفيق منه».

وظهر الفيديو يهرول الأب مسرعًا ناحية الطبيب، ويقفز من صدمته، ففلذة كبده بين يدي الرحمن، تقترب من الموت، منتظرًا إنقاذ ابنته، وعندما بدأ يسمع صوت بكائها، مدد جسده على الأرض من فرط وعظم ما الموقف.

وانتشر الفيديو بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، ليضرب أروع الأمثلة بموقف الطبيب، وتسائل الناس عن مكانه وجنسيته، حيث اتضح أنه فلسطيني، والواقعة حدثت في بلدة قباطية، بالقرب من مدينة جنين الفلسطينية، بحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية عبر «فيس بوك»، والتي احتفت فيه بالطبيب مجاهد نزال، وأصدرت بيانا قالت فيه: «شاهد الفلسطينيون والعالم كيف عادت حياة طفلة بين ذراعيك، شاهدوا كيف كان خوف والدها ووالدتها حين اقتربت طفلتهم من الموت.. نفتخر بك عزيزي مجاهد، وبجميع زملائك في القطاع الصحي الذين يحاولون بكل ما لديهم من طاقات وقدرات وخبرات لإنقاذ حياة أبناء شعبهم في أقسام الطوارئ والعمليات ومراكز كورونا، وحتى في الشوارع.. نفتخر بأبناء البلد الذين يعطون بحب ورحمة، وطفلتنا التي أرعبت والدها ووالدتها وكل من شاهد مقطع الفيديو».