لم تمر ساعات على حادث قطاري سوهاج، حتى وقع حادث آخر أليم، راح ضحيته عدد من المواطنين بعد عقار جسر السويس'> انهيار عقار جسر السويس في ساعة مبكرة من صباح السبت، لتصحبه صرخات الأهالي ودعوات الجيران، وتنهار معه آمال السكان في «نومة هنية» وأحلام سعيدة، تتساقط الحجارة فوق رؤسهم، منهم من لقى مصرعه ومنهم من كان الحظ حليفه ونجا، وبينهم أشخاص حالتهم مجهولة ظلوا لساعات تحت الأنقاض يتساءل ذويهم هل هم أحياء أم في عداد الموتى؟ ومنهم الشابة «مونيكا».

18 ساعة عاشتها مونيكا مجدي، طالبة بالفرقة الخامسة في كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، تحت أنقاض عقار جسر السويس المنهار، لا يعلم أحد عنها شيئا، الجيران يبحثون عنها هي وأفراد عائلتها، الذين أخفى التراب معالمهم، ولا يعلم أحد ما إن كانوا أحياء أم أموات.

حالة من الحزن سيطرت على أصدقاء «مونيكا»، عقب سماع خبر انهيار العقار الذي تسكنه، ترقب شديد لحالتها دون أي معلومة مؤكدة، كلما مر الوقت يزداد التوتر، الساعات تمر والقلق لا يهدأ، يمني أصدقاء «دفعة» الفتاة بالجامعة، أنفسهم بأن تكون على قيد الحياة، «قولنا حرام البراءة دي تموت، ربنا هينجيها».

أتت رياح القدر بما لا تشتهيه سفن أصدقاء «مونيكا»، الفتاة العشرينية فارقت الحياة بعد نحو 18 ساعة تحت أنقاض العقار المنهار، وتمكن رجال الحماية المدنية من إخراج جثمانها، وسط صدمة من أصدقائها على حد قول محمد شتا، أمين اللجنة الفنية في اتحاد طلبة كلية طب بيطري، «كان عندي أمل لحد آخر لحظة أنها هتعيش مش مصدق موتها».

تنتمي الفتاة الراحلة لدفعة 2014 بكلية الطب، وكا من المقرر أن يتم تخرجها في الصيف المقبل، «كانت فرحانة عشان بتدرس في آخر تيرم ليها وفاضلها شهور وتتخرج، هي من أبسط الناس كانت دايما بشوشة عمري ما شوفتها مش مبتسمة، بنشتكي من صعوبة الدراسة هي كانت بتهون علينا وتقول متقلقش ومتشيلش هم، وعمرها ما عملت مشكلة ولا سمعتلها حس، كمان خدومة جدا ومتعاونة».

سيرة طيبة وأثر جميل تركته «مونيكا» بين أصدقائها، وهو ما يرويه صديقها «شتا» لـ«الوطن» في حديثه عن مدى تعاونها في  توفير ملخصات دراسية لزملائها ومساعدتها للأجيال الأصغر سنًا، «قبل ما تموت بأسبوعين قابلتها وسألتني لو محتاج ملخصات عشان تبعتلي، وكانت بتعمل حفلة استقبال كل سنة عشان تعرفهم على الدفعات اللي أكبر منهم».

في التاسعة من مساء أمس تم الإعلان عن وفاة «مونيكا» من قبل إحدى قريباتها، بعد ظهور جثمانها، لتنهال على صفاحتها على السوشيال ميديا، دعوات الرحمة ونعي الأصدقاء، «وجعت قلوبنا كلنا وحتى الناس اللي ميعرفوهاش زعلت عليها».