ارنست وليم

 
المصيبة ان يجي اليوم اللي فيه المصريين يطالبوا بعودة فرض الجزية !  اصلهم مفكرين انها كانت على اهل الذمة ، نصارى بقى على استغفر الله يهود - ما يعرفوش انها كانت على كل الاقباط يعني مسلمين ومسيحيين - وحتى الارض تبقى كافرة وان اسلم صاحبها - وبعدين يزعلوا لما نقول عليهم شوية جهلة بما في امهات كتبهم التراثية . 
 
ويظن هذا الاهطل المستشيخ ان بجمع الجزية من نصارى مصر سيكون له بها رزق ومغنم ، وهذا فضل من الله احله له - وما كان لهذا التافه ان يدري ان الجزية كانت تجمع من مصر لتسير لمن كانت الجزية له تجمع ، ليحلوا لهم معها نكاح امهاتنا المصريات الافاضل اللاتي اخذن من فراش اجداد هذا المراهق الاهطل لينكحن النكاح الحسن لمن كانت له المنة بشرع الله حقا ، لا استمناء الاغوات من مشايخ اليوم على جداته . 
 
  فمما ذكره لنا ابن عبد الحكم - وهو من اول من كتب لنا عن فتح مصر من العرب -  ان عبد الملك بن مروان كتب إلى عبد العزيز [ اخيه وهو وقتها والي مصر - او اميرها ] وطلب منه " أنْ يضع الجزية على من أسلم من أهل الذمة.. فكلــّـمه ابن حجيرة فى ذلك [ أي ان ابن جحيرة كلم الوالي عبد العزيز في امر اسقاط الجزية على من اسلم من نصارى القبط ويهودها ، بناء على طلب الخليفة عبد الملك ابن مروان ] فقال : أعيذك بالله أيها الأمير أنْ تكون أول من سنّ ذلك بمصر، فوالله أنّ أهل الذمة ليتحمّـلون جزية من ترهـّـب منهم فكيف تضعها على من أسلم منهم؟ فتركهم عند ذلك" (ابن عبد الحكم - فتوح مصر وأخبارها - مؤسسة دار التعاون- عام 1974 - ص 107)
 
بل ليست فقط على من اسلم ، بل وعلى رهبانها بعكس مما تعاهد به عمرو ابن العاص كما هو شائع بل ويدفعها حيهم عن ميتهم ، فيقول ابن عبد الحكم ايضا : " كتب حيان إلى عمر بن عبد العزيز يسأله أنْ يجعل جزية موتى القبط على أحيائهم.. فسأل عمر "عراك بن مالك" فقال عراك : ما سمعتُ لهم بعهد ولا عقد وإنما أخذوا عنوة بمنزلة العبيد.. فكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيان أنْ يجعل جزية موتى القبط على أحيائهم" (ابن عبد الحكم  ـ ص 67) 
ويقص علينا ابن تغري بردي في كتاب النجوم الزاهرة في تاريخ مصر والقاهرة - عن الخليفة سليمان ابن عبد الملك انه كتب إلى عامله على مصر اسامة بن زيد التنوخي "احلب الدر حتى ينقطع واحلب الدم حتى ينصرم "
 
وقدم عليه اسامة بما جباه من الخراج
وقال له : إني ما جئتك حتى نهكت الرعية وجهدت فان رأيت أن ترفق بها وترفه عليها وتخفف من خراجها ما تقوى به على عمارة بلادها ، فافعل فانه يستدرك ذلك في العام المقبل
 
فصاح به سليمان : هبلتك أمك احلب الدر فاذا انقطع فاحلب الدم "